ملفات » قضية جمال خاشقجي

ناشيونال إنترست: على واشنطن إنهاء تدليلها للنظام الوحشي بالرياض

في 2018/11/05

ناشيونال إنترست- ترجمة علي النجار -

رأى الكاتب "دوغ باندو" أن القيم والمصالح الأمريكية أصبحت تحت التهديد فى الشرق الأوسط، بسبب دولة ديكتاتورية قاتلة، مولت الإرهاب، وتواصل تعزيز الراديكالية الإسلامية حول العالم.

وأضاف الكاتب في مقاله على "ناشيونال إنترست"، أن نظام هذه الدولة يقمع معارضيه السياسيين، ويضهد غير المسلمين في الداخل، ويحاول فرض هيمنة عسكرية بالخارج.

ولفت الكاتب إلى أنه على الرغم من علاقتها الطويلة، بالولايات المتحدة، والتي يتخللها بعض التقلبات أحيانا، فإن حكومة هذه الدولة تهدد بتقويض أهداف واشنطن على المدى الطويل.

وعقب الكاتب قائلا: "هذه الحكومة ليست إيران، ولكنها حكومة النظام السعودي المُسِيء في الرياض".

وذكر أن المؤيدين الأمريكيين للنظام الملكي السعودي، أشادوا بالتحالف طويل الأمد والقيم مع المملكة.

واستشهد "باندو" بما كتبه وزير الخارجية الأمريكي السابق "جيمس بيكر" مؤخرا بأن الرياض كانت حليفا استراتيجيا لواشنطن، منذ الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" الذي اجتمع بمؤسس المملكة في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من ذلك، وفقا للكاتب، فإنه منذ بدء هذا التحالف، كانت العائلة الملكية في السعودية مصدر إحراج شديد للولايات المتحدة الأمريكية.

ووصف الكاتب العائلة المالكة السعودية بأنها عشيرة تتسم بالعنف، اكتسبت القوة، بمساعدة الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أن بيت "آل سعود" أبرم صفقات مع رجال دين إسلامي أصوليين لفرض إملاءاتهم مقابل التأييد اللاهوتي.

وذكر أنه تلك العائلة فاقت في استبدادها الاتحاد السوفييتي، حيث خلقت مملكة شمولية، تفرض قواعد اجتماعية ودينية وسياسية صارمة.

ونوه أن المملكة يوما ما كان لها أهمية جيوسياسية، لكنها لم تعد كذلك، وفقدت هيمنتها على الطاقة، وأصبح سلاحها النفطي غير فعال.

وأكد الكاتب أنه لا توجد قوة خارجية تهدد بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط سوى خصم الرياض التقليدي وهي طهران، مشيرا إلى أن السعودية لا تحتاج تشجيعا من واشنطن لكي تحاول أن توازن القوة الإيرانية.

وأوضح "دوغ باندو" أن المملكة العربية السعودي ، لا تهم كثيرا فى الوقت الحالي الولايات المتحدة الامريكي، لكن إدارة الرئيس "ترامب"، لا تزال حبيسة السبيعنات والثمانينات، وهو ما جعل المسؤولين الأمريكيين، يتحركون بلا حكمة في مواجهة أزمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي".

ومضي قائلا، إن الإدارة الأمريكية يجب أن ترد بقوة، فلو كانت إيران أو سوريا أو روسيا هي من ارتكب الجريمة، كان سيعبر مسؤولو الإدارة الأمريكية عن غضبهم بشأن انتهاك حقوق الإنسان، ويطالبون بعقوبة صارمة.

غير أن المجرمين فى اغتيال "خاشقجي" كانوا أصدقاء أمريكا، ويديرون أكثر دولة قمعية في الشرق  الأوسط، وتجعل صناع السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية يبدون مثل المحتالين، والمنافقين الوهابيين، وفقا للكاتب.

وقال: "لقد أمضى البيت الأبيض أسابيع في محاولة للتقليل من دور السلطات السعودية بالجريمة، وكانت الحجة الأساسية للتضحية بمبادئ الولايات المتحدة هي أن تفاصيل الجريمة كاملة لم تظهر بعد".

وتابع: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يركز على الصفقات المتعلقة بالنفط والسلاح مع السعودية، ولا يريد لأي شيء أن يؤثر عليها".

ويرى "باندو" أن مقتل "خاشقجي" يمكن أن يمثل فرصة للولايات المتحدة من أجل اعتماد سياسات أفضل وأكثر توازناً في الشرق الأوسط، وأنه يجب على واشنطن تخفيف علاقتها مع السعودية "الدولة الدينية الثيوقراطية التي تقتل منتقديها".

واستطرد: "أفضل رد عملي على وحشية السعودية هو وقف الدعم فوراً لحربها في اليمن، فلا يوجد أي سبب لمواصلة دعم حرب السعودية والإمارات (ضد الحوثيين) هناك من أجل تثبيت حكومة دمى تابعة لهم، كما أن تلك الحرب أدت إلى أسوأ كارثة إنسانية بالعالم، وبالتأكيد ليس هناك أي شيء يستحق هذه الفاتورة البشرية الهائلة التي يدفعها الشعب اليمني".

إضافة إلى ذلك يجب وقف مبيعات الأسلحة للسعودية، خاصة تلك التي تستخدم في الحرب على اليمن، "فهذه لا هدف لها سوى تضخيم أرباح الشركات على حساب القيم والمبادئ الأمريكية"، كما يقول الكاتب.

ويرى الكاتب أنه "ينبغي على ترامب أن يوجه رسالة واضحة للرياض مفادها أن العلاقة ستبقى مقيدة ما بقي محمد بن سلمان ولياً للعهد على رأس السلطة، فلقد أثبتت الأيام أنه متهور وسياساته جاءت بنتائج عكسية خطيرة".

ووفق الكاتب، فإن عدم الاستقرار بالشرق الأوسط سيقوض مصالح الولايات المتحدة والأمن الإقليمي لسنوات وربما لعقود قادمة، وقد يكون عهد "بن سلمان" كارثياً، ومن ثم فعلى أمريكا الابتعاد عن هذا النظام الذي يرسل عناصره لاغتيال ناقد لسياستهم، في إشارة إلى "خاشقجي".

وختم الكاتب "دوغ باندو" مقاله في "ناشيونال إنترست"، بأن الأمر الأمثل بالنسبة للشعب الأمريكي هو إنهاء واشنطن تدليل هذا النظام الاستبدادي في السعودية، الذي نشر التطرف في جميع أنحاء العالم، كما لا يمكن أن تعمل واشنطن من خلال مبدأ المصالح كالعادة، وتتعاون مع وريث عرش غبي ومتغرطس، ليس لديه أي تقدير للأمور .