صحيفة "نيويورك تايمز"- ترجمة منال حميد -
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هناك مساعي من كبار المسؤولين الأمريكيين، بقيادة وزير الدفاع جيمس ماتيس، لمساعدة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على الخروج من ورطة اليمن، الذي يقترب من التحول إلى فيتنام أخرى.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أنَّ تصاعد حدة القتال باليمن، في أعقاب شن التحالف السعودي-الإماراتي هجوماً واسع النطاق، دفع اليمن لمجاعة كبرى، رغم المناشدات الدولية لأطراف الصراع لوقف إطلاق النار.
وقد بدأ التحالف هجوماً واسعاً على معاقل الحوثيين، مستخدماً الطائرات الحربية التي قصفت أهدافاً داخل العاصمة صنعاء وفي الأقاليم الشمالية الجبلية، وبمنطقة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر ، في وقت يحذر عمال الإغاثة من إغلاق الممر الإنساني الوحيد الباقي باليمن، وهو ميناء الحديدة.
وبحسب مسؤول كبير في مجال المساعدات الإنسانية، فإن التحالف ضاعف هجماته العسكرية على الحديدة؛ في محاولة جديدة منه لاستعادتها من قبضة الحوثيين، وإن القوات اليمنية التابعة للتحالف اندفعت باتجاه المدينة من عدة محاور، ما يمهد لتطويق المدينة وإغلاق المنفذ الوحيد الباقي لإدخال المساعدات لليمن.
ومن داخل المدينة، أفاد سكان محليون، بحسب الصحيفة، بأن مقاتلي الحوثي عززوا مواقعهم داخل المدينة بين المباني السكنية والمستشفيات والمنازل، حيث تم الإبلاغ عن مقتل 150 مقاتلاً من الجانبين خلال الأيام الماضية.
وعلى وقع الاشتباكات، قالت الصحيفة في تقريرها الميداني، إن أهالي الحديدة لم يجدوا من سبيل إلا البقاء بمنازلهم، في حين أن ميناء المدينة استمر في استقبال المساعدات الإنسانية. ولعل المفارقة أن الميناء استقبل شحنة مساعدات إنسانية مقدمة من الإمارات في وقت كان طيرانها يقصف مواقع قريبة من الميناء، ما يعرقل جهود الإغاثة.
وتصاعدت حدة القتال، بعد أيام من دعوة وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أطراف الصراع اليمني كافة لبدء مفاوضات سلام في غضون 30 يوماً، وجاء تصريحه وسط تساؤلات متزايدة عما إذا كان الجيش الأمريكي يقوم بما يكفي لخفض عدد القتلى المدنيين باليمن.
وقد تدهورت الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل خطير، وخاصة في أعقاب الهجوم الأخير من التحالف السعودي، ما حدا بالمنسق الرئيس للشؤون الإنسانية، مارك لوفوك، إلى وصف ما يجري بأنه سيناريو مرعب.
ويرى محللون أن هذا الاندفاع السعودي في الهجوم ربما يعود لرغبتها في تحقيق مكاسب إقليمية قبل أي محادثات، غير أن محللين يحذرون من أن ذلك قد يُدخل البلاد في مزيد من الفوضى.
وقال مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة للسلام، في رسالة نصية: "إن التصعيد العسكري لا يساعد الجهود الرامية إلى إعادة إطلاق العملية السياسية، ولا أحد يرى الكارثة في الحديدة".
وتنقل "نيويورك تايمز" عن مسؤول غربي مطلع على جهود السلام، قوله إن جزءاً من المشكلة التي تواجه الأزمة اليمنية الآن، يتمثل بالاضطراب السياسي الذي سببته جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، التي يبدو أن لولي العهد السعودي، حليف الولايات المتحدة الوثيق، يداً فيها؛ ما أدى إلى أن تكون السياسة السعودية في اليمن غير واضحة.
وتقول الصحيفة إن عدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين، يقودهم ماتيس، يسعون لمساعدة محمد بن سلمان على إخراجه من حرب اليمن بعد حملة عسكرية طاحنة وفاشلة؛ خشية أن تتحول إلى مستنقع عسكري ودبلوماسي أقرب إلى فيتنام.
وبحسب المسؤول الغربي، فإن الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أعد مسودة تقترح على السعوديين الحد من الضربات الجوية باليمن، مقابل إلزام الحوثيين بعدم إطلاق الصواريخ على السعودية.
وبموازاة ذلك، يأمل غريفيث تحقيق المزيد من الزخم، لدفع محادثات السلام قبل خطابه المرتقب في السادس عشر من نوفمبر الجاري، بجلسة مجلس الأمن، المخصصة لجهود السلام باليمن.