ملفات » قضية جمال خاشقجي

مكز كارنيغي: بن زايد كقط ابتلع الكناري منذ اغتيال خاشقجي

في 2018/11/07

يتشارد سوكولسكي ودانيال ديبتريس- مركز كارنيغي للدراسات-

"أقل حماقة وأكثر كفاءة".. هكذا وصف الباحثان بمركز كارنيغي للدراسات "يتشارد سوكولسكي" و"دانيال ديبتريس" نجاح دولة الإمارات في تجنب تلقي اللوم من جانب الولايات المتحدة عن سياساتها الإقليمية الكارثية التي تورطت فيها مع السعودية، في مقال نشراه بمجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف" الأمريكية.

فولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" بدا متواريا عن جرائمه كالقط الذي أكل طائر الكناري، كما يقول المثل الإنجليزي، منذ مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" على يد فرقة سعودية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وطوال فترة الحرب الأهلية في اليمن، التي دامت لثلاثة أعوام ونصف العام، كان الإماراتيون متوحشين ومتهورينين كالسعوديين، بحسب المقال، وساهموا في الكارثة الإنسانية في نفس الوقت الذي قامت فيه الطائرات السعودية بقصف المدنيين من الأبرياء في قاعات الأفراح والجنازات والمنازل والأسواق والمدارس والموانئ.

مأساة اليمن

وكان الهجوم العسكري الذي قادته الإمارات في مدينة الحديدة ومحيطها بمثابة كارثة، فقد نزح أكثر من 400 ألف يمني منذ يونيو/حزيران الماضي، وأدى القتال إلى تفاقم أزمة الغذاء والمجاعة في البلاد.

كما كشفت منظمات حقوق الإنسان عن أماكن احتجاز سرية تديرها الإمارات، مورست فيها صنوف من التعذيب والضرب والقتل.

ودفعت العائلة المالكة في الإمارات أموالا لجنود سابقين بالقوات الخاصة الأمريكية لتعقب واغتيال شخصيات سياسية يمنية، تعتقد أبوظبي أنها على علاقة بجماعة "الإخوان المسلمون".

وبات اليمنيون، الذين اعتبروا التدخل الإماراتي عملا بطوليا للدفاع عن سيادة بلادهم من ميليشيا تدعمها إيران ولا تعرف الرحمة (الحوثيين)، يصورونه الآن على أنه "احتلال".

حصار قطر

وكجزء من تحالف الدول العربية الأربع (مع السعودية والبحرين ومصر) التي فرضت حصارًا على قطر في 5 يونيو/حزيران 2017؛ لإجبارها على اتباع سياسة خارجية أقل استقلالية، تبنت الإمارات موقفاً أكثر تشدداً ضد القطريين، باعتبارها أكثر تشددا من السعودية بشأن القضاء على أي أثر لنفوذ "الإخوان المسلمون".

ويشير المقال إلى أن هكذا حصار تسبب في تقسيم شركاء الولايات المتحدة في مجلس التعاون الخليجي، ما وفر فرصا لتوسيع نفوذ إيران وتركيا في الدوحة، ولم يكن ذلك جيدا بالنسبة لواشنطن، التي كانت تأمل في تشكيل جبهة خليجية موحدة لتقويض النفوذ الإيراني.

تخريب ليبيا

كما أن سياسة الإمارات ليست جيدة في ليبيا، وتقوض سياسة الولايات المتحدة وحكومة الوفاق الوطني التي أقرتها الأمم المتحدة، حيث قدمت دعما عسكريا مكثفا لـ "خليفة حفتر" وجيشه في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ووفقاً لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا، فقد زودت الإمارات جيش "حفتر" بمروحيات هجومية وناقلات جند مدرعة وعربات عسكرية أخرى لا تلائم مواجهة خصومه ذوي التسليح الخفيف، كما قدمت طائراتها المقاتلة دعما جويا له.

وخلال هذا الصيف، ناقش المسؤولون الإماراتيون خطة لتصدير النفط الليبي الخام خارج إطار شركة النفط الوطنية الرسمية بهدف زيادة الضغط المالي على الولايات المتحدة.. باختصار جعلت الإمارات تحقيق الاستقرار في ليبيا البائسة من الصعوبة بمكان، وفقا للمقال.

حقوق الإنسان

وقد تبدو الإمارات مختلفة عن السعودية فيما يتعلق بالقمع الداخلي وانتهاك حقوق الإنسان، لكن الحقيقة ليست كذلك، حسبما يؤكد باحثا كارنيغي، حيث وثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" سجلها في الحرمان من حرية التعبير وعدم التسامح مع النقد الداخلي والمعارضة، واستمرار الانتهاكات تجاه عدد كبير من العمال المهاجرين الأجانب.

ويتعرض سكان الإمارات لخطر الاحتجاز التعسفي والسجن والتعذيب، في حال الحديث عن قضايا حقوق الإنسان، ويقضي العديد منهم فترات سجن طويلة؛ والعديد منهم غادروا البلاد تحت الضغط.

وأنفقت أبوظبي 21.3 ملايين دولار في العام الماضي للتأثير على سياسة الولايات المتحدة، وأثبت سفيرها بواشنطن "يوسف العتيبة" أنه بارع للغاية في الترويج لنفوذ بلاده.

وإزاء ذلك، بدا أن الإمارات أقنعت الإدارة الأمريكية أن مصالح أبوظبي وواشنطن متشابهة، وأن الأولى يجب أن لا تكون مسؤولة عن أخطائها، بحسب "سوكولسكي" و"ديبتريس".

وأكد الباحثان أن نجاح مغامرة الإمارات الإقليمية الكارثية واستبدادها الذي لا يرحم في تجنب تحميلها المسؤولية من جانب واشنطن لا يجب أن يكون بطاقة إعفاء لها، وإذا كان البيت الأبيض يرفض محاسبتها على تقويض مصالح الولايات المتحدة فيجب على الكونغرس أن يستخدم سلطته الدستورية لسد فراغ القيادة.