وكالات-
كشف مصدر تركي أمني، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل جديدة تتعلق بمقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول الشهر الماضي.
وأشار المصدر إلى أن ثلاث فرق وصلت من السعودية للمشاركة بالجريمة، الأولى للتنفيذ، وأخرى للمراقبة، وثالثة للدعم.
وفيما يتعلق بنتائج التحقيق؛ قال المصدر لشبكة "الجزيرة"، ولم تكشف عن اسمه: "إن إفادات موظفي القنصلية أظهرت أنهم مُنعوا من الصعود للطابق الثاني، بعد دخول خاشقجي بحجة وجود اجتماعات دبلوماسية عالية المستوى".
وأوضح أن المعلومات التي توصلت إليها التحقيقات التركية تشير إلى أنه "لا دليل حول مصير جثة خاشقجي"، متهماً "السلطات السعودية بوضع عراقيل في الوصول إليها".
كما لفت إلى أن "السيارات التي نقلت جثة جمال خاشقجي خارج القنصلية قادها أعضاء في فريق الاغتيال"، مبيناً أن "المدعي العام السعودي أبلغنا بأنه ليس لديه معلومات حول مصير الجثة".
وتابع المصدر أن إفادات المتهمين السعوديين الـ18، التي سلمها المدعي العام السعودي خلال زيارته التي استمرت أربعة أيام، الشهر الماضي، لم تساعد في أي تقدم بعملية التحقيق، لكنه استدرك بأن المدعي العام عرض على الجانب التركي استجواب المتهمين في الرياض.
وذكر المصدر الأمني التركي أن "السلطات السعودية أبلغت الجانب التركي بأنها ستدفع الدية الشرعية لعائلة جمال خاشقجي، ومن ضمنهم خطيبته".
على صعيد متصل، تحدث المصدر عن جهود الجانب التركي في إطلاع المجتمع الدولي على مسارات التحقيق، وذكر أن "جينا هاسبل، مديرة الاستخبارات الأمريكية، اطلعت على المعلومات الكاملة لجريمة قتل خاشقجي".
وأكد أن "الأدلة التي اطلعت عليها تثبت أن العملية تمت بأوامر من مستويات سعودية عليا"، معبراً عن قناعته بأن "هاسبل خرجت من تركيا على قناعة كاملة بالأدلة التي اطلعت عليها".
وأوضح المصدر أن "موضوع خاشقجي سيكون على أجندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرنسا"، مؤكداً أن "لقاء أردوغان مع ترامب سيشكل محطة أساسية في الموقف الأمريكي من جريمة خاشقجي".
واستدرك المصدر قائلاً: "أطلعنا دولاً أوروبية على أدلة جريمة خاشقجي ونتوقع موقفاً أوروبياً قريباً، فالأدلة التي عرضت على الأمريكيين والأوروبيين تعطي تصوراً كاملاً عن الجريمة بالقنصلية وما سبقها من إعداد".
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن لدى بلاده أدلة تتعلق بقضية مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لم يعلَن عنها بعدُ.
وأضاف الوزير على هامش زيارته اليابان، أن الرئيس رجب طيب أردوغان متأكد من أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لم يأمر بقتل خاشقجي.
وفي 20 أكتوبر الماضي، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، في حين لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية. وأعلنت النيابة العامة التركية، أن خاشقجي قُتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، "وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً"، وأكدت أن الجثة "جرى التخلص منها بتقطيعها".
كما وُجِّهت اتهامات إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بتورطه في واقعة اغتيال خاشقجي، وذلك بعدما تبين أن الفريق السعودي الذي نفذ عملية الاغتيال كان من ضمنه عدد من المقربين منه.
وطالبت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية بالكشف عن هوية الآمر بقتل خاشقجي.