ملفات » قضية جمال خاشقجي

بلومبيرج: ولي العهد السعودي يمكن الاستغناء عنه

في 2018/11/07

موقع «بلومبيرج» الأميركي-

قال موقع «بلومبيرج» الأميركي، إن أي تدقيق عقلاني في سياسات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ربما يقود إدارة الرئيس دونالد ترمب وإسرائيل إلى الاستنتاج بأن الأمير الشاب قد أضعف جهود احتواء إيران، كما أن حربه في اليمن وحصاره قطر قد قسّما العالم العربي واستنزفا موارد عسكرية وسياسية، ولم يحدث الأثر المرغوب. وأضاف الموقع، في تقرير له، أن جريمة قتل الصحافي البارز جمال خاشقجي جاءت لتضعف الاستقرار الإقليمي، كما وصفها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في المنامة الشهر الماضي.
وأوضح الموقع أنه لكي تقرر أميركا دعم ابن سلمان من عدمه، فإن على الرئيس ترمب أن ينصت أكثر لوزير دفاعه، وألا ينساق وراء حشد الرئيس المصري السيسي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لدعم ولي العهد السعودي لإنقاذه من قضية خاشقجي؛ لأن استقرار السعودية وجهود احتواء إيران لا تعتمد على الأمير الشاب.
ولفت إلى أن السيسي ونتنياهو -ومع الضعف السياسي الذي حل بابن سلمان بسبب مزاعم قتله خاشقجي- يحشدان سراً إدارة ترمب للدفاع عنه، مجادلين بأن بقاء ولي العهد ضروري لاستقرار المنطقة والتصدي لطهران وحماية مصالح أميركا وإسرائيل.
ولاحظ الموقع أن هذه المرة الأولى التي تُستخدم فيها حجة استقرار السعودية للدفاع عن ابن سلمان؛ إذ استُخدمت هذه الحجة من قبل فقط لدعم الحكام السلطويين في المنطقة طوال عقود.
وأردف الموقع قائلاً إن عنصر الاستقرار كان السمة الرئيسية لنظام آل سعود منذ نشوئه عام 1932؛ إذ انتقلت السلطة بسلاسة من يد ليد، ونجا النظام أيضاً من كل الاضطرابات السياسية التي واجهها، كمحاولات الانقلاب، وتحديات الإسلام السياسي، وحتى الثورة الإيرانية، واحتلال الحرم المكي، وتغلّب أيضاً على التوترات مع أميركا كما حدث في أزمة نفط عام 1973، بل وهجمات 11 سبتمبر.
ويقول الموقع إن تخلي إدارة ترمب عن ابن سلمان من غير المرجح أن تسبب اضطراباً في المملكة، على عكس ما يدعو به نتنياهو والسيسي؛ فعادة لا يسبب تغيير الحكام في المنطقة أي اضطراب أو يهدد علاقة تلك الدول بأميركا.
ويتابع الموقع أن نغمة استقرار المملكة التي يعزفها السيسي لإدارة ترمب ليست مفاجئة، وربما تنبع من شعور الرئيس المصري بأنه مدين للرياض؛ لدعمها إياه في انقلاب 2013، وإغداق المليارات على اقتصاد نظامه، الذي أيد مغامرات ابن سلمان في اليمن وفي حصار قطر، بل وأعطاه جزيرتين في البحر الأحمر رغم استياء الشعب المصري.
المفاجئ -كما يقول الموقع- هو دعم نتنياهو لابن سلمان؛ فرغم توسّع علاقات الرياض بتل أبيب تحت قيادة ولي العهد، فإن أهداف إسرائيل لا تعتمد على بقاء ابن سلمان؛ لأن الخوف السعودي من إيران مؤسسي وليس فردياً، ويسبق صعود الأمير الشاب إلى السلطة، وحتماً سيبقى بعده؛ فمن غير المتصور أن يتبنى أي نظام سعودي جديد موقفاً مختلفاً تجاه طهران.;