الشرق القطرية-
أبرزت صحف وقنوات أمريكية وكندية، تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأمريكي، على الموقف الأمريكي من السياسات السعودية، والدور الذي سيقوم به الكونغرس الجديد في مراجعة ومعاقبة سياسات ولي العهد السعودي خاصة عقب قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول.
إلى ذلك قال موقع قناة "سي بي إس" الأمريكية، إن الديمقراطيين بمجلس النواب سوف يضعون العلاقة المقربة التي تجمع ما بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنر، قيد التدقيق والمراجعة، وهو أمر لن يصب في صالح السعودية؛ حيث تشير التقارير لوجود العديد من اللقاءات المشتركة التي جمعت بين كوشنر وبن سلمان، وعلى إثرها كانت زيارة ترامب الأولى خارجياً إلى المملكة العربية السعودية، وتجدر الإشارة إلى كون نتائج الانتخابات أفقدت ترامب مؤيدي علاقته بولي العهد السعودي؛ حيث فقد بن سلمان أي دعم بالكونغرس الأمريكي وذلك منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الكاتب بالواشنطن بوست، والذي تشير كافة الاتهامات لضلوع بن سلمان في إعطاء أوامر تنفيذ عملية الاغتيال وبخاصة في ظل تورط مقربين منه في ارتكاب الجريمة.
سلطة اتخاذ القرار
ونشر موقع "ستراتفور" الأمريكي تقريراً حمل عنوان «الأبعاد الجيوسياسية للانتخابات النصفية الأمريكية» جاء فيه، أن تغيراً كبيراً إزاء السياسات الأمريكية تجاه السعودية على وجه التحديد، وبخاصة في ظل عدم وجود سوى عدد قليل ومحدود للغاية بين الأعضاء المنتخبين المستمرون بدعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وذلك أمام الأغلبية التي ترفض سياسات ولي العهد السعودي في أعقاب اختفاء واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وبعد انتهاء الانتخابات النصفية، فإن الكونغرس الأمريكي بات لديه حرية القرار للتركيز على خطايا السياسات السعودية وحشد القوى التصويتية اللازمة من كلا الحزبين لسن تشريعات حيالها، وأن أولى الخطوات التي سيقوم بها الكونغرس فيما يتعلق بالملف السعودي هو إخضاع سياسات ولي العهد محمد بن سلمان لتكون قيد المراجعة الشاملة، كما سيتم مراجعة الحرب اليمنية والدور الأمريكي في الحرب على وجه التحديد ومن المرجح أن يقوم الكونغرس على أقل تقدير بأن يوقف أو يقوض الدعم الأمريكي للتحالف السعودي.
أسلحة في يد الكونغرس
وأشار التقرير إلى أن التصويت الذي جرى في مارس الماضي للحد من الدعم الأمريكي للرياض في اليمن حظي بتصويت متقارب من كلا الحزبين ولكنه لم ينل تصويت الأغلبية، ومن المتوقع تغير الموقف بالكونغرس الآن بعد أصداء اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي، وبخطوة أشمل من الملف اليمني، فهناك إجراءات أخرى يعتزم الكونغرس الجديد القيام بها ومنها؛ فرض عقوبات على المسؤولين السعوديين، وإلغاء أو تأجيل صفقات السلاح ما بين واشنطن والرياض، أو وقف التعاون ما بين أمريكا والسعودية في ملف الطاقة النووية السعودي، وكل تلك الأمور من بين الصلاحيات المخولة للكونغرس الذي سيكون أمام موقف يتطلب منه الموازنة ما بين ضروريات وأهمية التحالف السعودي- الأمريكي، وبين ضرورة وضع حد للسياسات المتهورة لولي العهد السعودي.
جبهة معارضة
وأشار التقرير إلى أن كلا من النائبين الديمقراطيين بوب مينيديز وكريس ميرفي بمجلس النواب الأمريكي، واللذان قدما التشريع الخاص بوقف الدعم الأمريكي للسعودية، قد نجحا بالمحافظة على مقاعدهما بالانتخابات، وهما من أبرز الأصوات المناهضة للسياسات السعودية وبخاصة سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، فيما كان للعديد من النواب الجدد، ومن بينهم النائبة المسلمة إلهان عمر، انتقدت من قبل مبيعات السلاح الأمريكية للسعودية والمشاركة الأمريكية في حرب اليمن، فيما سيكون لصوت بارز بإدارة أوباما وهو النائب المنتخب لتوه توم مالينوفيسكي، المساعد السابق لوزير الدولة للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان الأمريكي، أن يصعد من معارضته القوية التي انتقد فيها عقد أي صفقات سلاح جديدة ما بين المملكة السعودية والولايات المتحدة.
المال السعودي
فيما قالت صحيفة "أوتاوا سيتيزين" الكندية، إن الديمقراطيين الحاصلين على أغلبية مجلس النواب الأمريكي، سيفرضون مزيداً من التدقيق على العوائد المالية والتجارية للرئيس ترامب، وسيخضعون المال السعودي بواشنطن قيد المراجعة، آملين من ذلك أن يكشفوا عن الشبهات المحيطة بتأثير الملايين السعودية المتدفقة داخل المشهد السياسي بواشنطن، وفي أعمال ترامب التجارية، ومدى تأثيرها على موقف ترامب المؤيد لسياسات المملكة.
صورة سيئة للمملكة
وقال الصحفي والأكاديمي آندرى كوهين، في تصريحات لـ"الشرق"، إن نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية أعتقد أنها ستؤدي أخيراً لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن، ووضع حد للدعم الأمريكي للسعودية، فكثيرون الآن باتوا مستائين وبشدة إثر السياسات السعودية وخاصة بعد اغتيال خاشقجي والذي خلف صورة سلبية للغاية عن السعودية، وأعتقد أن كلاً من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، سيذهبون إلى هذا الصدد خاصة بعد الصورة السيئة التي أظهرتها السياسات السعودية.