إنتليجنس أونلاين- ترجمة شادي خليفة -
تستعد واشنطن، التي كانت تضغط من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني منذ مقتل الكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، لمتابعة هجوم الرياض أولا على المناطق الرئيسية في البلاد.
الحديدة نهاية الطريق وحتى في الوقت الذي استأنفت فيه القوات اليمنية في التحالف الذي تقوده السعودية هجماتها على ميناء الحديدة الاستراتيجي نهاية هذا الأسبوع، دخلت الولايات المتحدة في محادثاتٍ لحل النزاع.
ويشرف على جهود الولايات المتحدة كل من وزير الخارجية "مايك بومبيو" ووزير الدفاع "جيمس ماتيس".
والتقى "ماتيس" نائب رئيس الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، القائد العسكري "علي محسن الأحمر"، خلال قمة الأمن الإقليمي، التي عقدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المنامة، في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول. وأكد وزير الدفاع لـ "الأحمر" أن الولايات المتحدة سوف تستمر في مساعدة التحالف.
ولم يكن الدافع الأمريكي لإنهاء النزاع يعني دعما أقل للائتلاف. وسلمت الولايات المتحدة طائرتي استخبارات ومراقبة واستطلاع إلى الرياض هذا الشهر.
ووفقا لمعلوماتنا، قبيل اندلاع معركة الحديدة، عقد مسؤولو البنتاغون وضباط سعوديون وإماراتيون اجتماعات في الرياض للتوصل إلى خطة جديدة للهجوم على المدينة.
وقالت مصادر خليجية عديدة إن البنتاغون زود القائمين على الهجوم بالمعلومات الرئيسية.
وأرجأت الرياض وأبوظبي الهجوم على الحديدة عدة مرات. ويرى التحالف أن الميناء هو المركز العصبي للإمدادات للمتمردين الحوثيين.
ومع هذا الهجوم، يجبر الأمريكيون الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي حديثهم عبر وحدتهم المسلحة، كان الحوثيون، الذين هم في موقع القوة في اليمن وعلى الحدود مع المملكة العربية السعودية، قد أظهروا من قبل أنهم غير راغبين في المشاركة في خطة واشنطن لمحادثات السلام.
ما هو أساس وقف إطلاق النار؟
وبُنيت مباحثات السلام الأولية بين أطراف النزاع على أساس العمل الذي بدأه "جون كيري"، عندما كان وزيرا للخارجية، ووزير الشؤون الخارجية العماني "يوسف بن علوي" الذي لا يكل. وتدعو الولايات المتحدة إلى إزالة التصعيد في القتال، ونزع الأسلحة على الحدود، وإخضاع جميع الأسلحة الكبيرة للمراقبة الدولية، في مقابل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الشمال.
اهتمام متباين في الجنوب
ومن المحتمل أن تسبب هذه الخطة بعض الخلافات بين الحلفاء الخليجيين. فقد أيدت أبوظبي بقوة إنشاء منطقة شاسعة مكتملة في جنوب البلاد لها حكومتها الخاصة، متمثلة في "مجلس الجنوب الانتقالي"، والتي يتم وضعها تحت النفوذ الإماراتي. وكان المجلس الجنوبي قد وفر معظم القوات المنتشرة لاستعادة الحديدة، وهو ما يضغط حتى الآن على الولايات المتحدة.
قيادة متنازع عليها
وفي الوقت نفسه، تحاول الرياض جمع شمل الموالين للرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، وحزبه "المؤتمر الشعبي العام"، والذي كان متناثرا في بداية القتال بين الائتلاف الموالي للسعودية وأنصار الحوثيين. ولا تزال الرياض تدعم الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" لقيادة الحكومة والحزب، بينما تسعى أبوظبي لدعم "أحمد صالح"، سفير اليمن السابق في الإمارات وابن رئيس الدولة السابق، للقيام بدور أكثر نشاطا في استعادة السيطرة على "حزب المؤتمر الشعبي العام".