ملفات » قضية جمال خاشقجي

العتيبي.. دبلوماسي مختفٍ يحمل أسرار اغتيال خاشقجي ومكان جثته

في 2018/11/09

الخليج أونلاين-

منذ أن ظهر القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، عبر الشاشات في حالة غير متزنة محاولاً إقناع العالم أن الصحفي المغدور جمال خاشقجي غير موجود داخل القنصلية من خلال فتح إحدى خزاناتها، قطع الشك باليقين لكثيرين بأن هناك أمراً ما حدث له، وأن السعودية تروج لرواية مضللة.

العتيبي قاد التضليل السعودي في قضية اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بداية أكتوبر الماضي منذ بدايته، حين أكد للعالم أن المملكة أحرص الدول على مواطنيها، وتبذل جهوداً كبيراً في التواصل مع أي من المفقودين.

وواصل العتيبي سلسلة الأكاذيب في بداية اختفاء خاشقجي، حيث كان هو المصدر الوحيد في صدور المعلومات الرسمية من السعودية حول قضيته، من خلال قوله إن بلاده قلقة من اختفائه بعد خروجه من القنصلية.

وظهر العتيبي مع مراسل وكالة "رويترز" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ليؤكد مغادرة خاشقجي القنصلية عبر جولة سريعة فيها.

وقدمت السلطات السعودية أكثر من رواية مضللة للعالم حول مقتل خاشقجي داخل قنصليتها، صدرت الأولى عن المدعي العام الذي قال إنه قتل نتيجة شجار، والثانية أنه قتل بعد محاولته الخروج عنوةً، والثالثة خنقاً، والأخيرة لوزارة الخارجية بأنها لا تعلم كيف قتل.

- الخيوط تتكشف

ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت خيوط جريمة خاشقجي تتكشف، وتظهر الحقائق التي تنسف جميع روايات القنصل العتيبي، وتبين أنه كان يعرض على العالم روايات مختلقة ولا أساس لها من الصحة.

الحقيقة الوحيدة التي ظهرت للعالم أن خاشقجي قتله فريق اغتيال سعودي متخصص، وبأوامر عليا من الديوان الملكي السعودي داخل القنصلية في إسطنبول، وبحضور القنصل العتيبي.

وهنا يكون العتيبي قد أشرف على أبشع عملية اغتيال عرفها التاريخ الحديث، داخل مكتبه الرئيس في القنصلية، بعد أن دخلها خاشقجي بوقت قصير، حيث نصب له القنصل كميناً محكماً، من خلال تقديمه كلقمة سائغة لفريق اغتيال محترف.

العتيبي بهذه العملية يكون قد قدم دوراً إجرامياً إلى جانب دوره الدبلوماسي، إذ رافق فريق الاغتيال من بداية التحقيق مع خاشقجي، وتقطيعه، وصولاً إلى إخفاء جثته، ونقلها إلى منزله الذي يبعد 200 متر عن القنصلية، بحسب بعض الروايات.

وتؤكد بعض الشواهد والأدلة أن جثة خاشقجي المختفية منذ قتله، قد أذيبت في بيت القنصل من خلال مركب كيمائي خطير وهو الأسيد، إذ كشف مصدر بمكتب المدعي العام التركي عن عثور الشرطة التركية على بقايا أسيد الهيدروفلوريك ومواد كيميائية خاصة، في بيت القنصل.

ووظف القنصل بيته بالكامل لمحو جثة خاشقجي، حيث حصل المحققون الأتراك على عينات من بئر موجودة في حديقته، للاشتباه بوجود بقايا منها، كما قدم إحدى غرف منزله لتنفيذ عملية إذابة الجثمان، بحسب المصادر.

- اختفاء القنصل

خلال عملية التحقيقات التزم العتيبي بيته ولم يخرج منه، مع رفض رسمي سعودي بدخول منزله أو تفتيشه أو التحقيق معه من قبل تركيا، وهو ما يؤكد أنه كان يملك كنزاً من المعلومات حول مقتل خاشقجي.

ويُعد العتيبي أحد أهم الشهود الذين يمتلكون معلومات دقيقة حول قتل خاشقجي، لأنه كان في القنصلية عند تنفيذ عملية الاغتيال، وإخفاء الجثة، ويعرف جميع من ساهم في ارتكاب هذه الجريمة.

وبعد فترة من المفاوضات، سمحت السعودية للسلطات التركية بتفتيش منزل قنصلها في إسطنبول، ولكن سبق بعد أن غادر الأراضي التركية عائداً إلى السعودية، التي اختفى بها أيضاً، ولم يكن له أي ظهور.

وانتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السلطات السعودية "لأنها لم تتخذ أي إجراء ضد القنصل العتيبي؛ الذي كذب أمام وسائل الإعلام"، وفرّ من تركيا بعد الحادثة بأيام قليلة.

وبالفعل بعد وصول العتيبي إلى الأراضي السعودية لم تتخذ المملكة أي قرارات ضده أمام العالم، أو تقدمه للمحاكمة، لكونه قاد أسوأ عملية تمثيل وفبركة لعملية اغتيال مكتملة الأركان ضد مواطن سعودي.