صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيةترجمة منال حميد -
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف تزويد طائرات التحالف السعودي-الإماراتي بالوقود جواً، يأتي في إطار مسعاه لتجنيب ولي العهد السعودي أي عقوبات صارمة قد يتخذها الكونغرس بحقه.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن هذا القرار يبدو كمحاولة لاحتواء الغضب الدولي بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وأيضاً بسبب مقتل مدنيين في حرب اليمن، وهو كذلك محاولة لتجنب أي عقوبات مباشرة يمكن أن تطول ولي العهد.
وكانت إدارة ترامب أعلنت، أمس الجمعة، وقف عمليات تزويد طائرات التحالف السعودي-الإماراتي بالوقود جواً، وبعدها بوقت قصير، أعلنت قيادة التحالف أنها ستزوِّد طائراتها بنفسها.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تعلن إدارة ترامب عن عقوبات اقتصادية تستهدف مسؤولين سعوديين مرتبطين بحادثة قتل خاشقجي، حسب مسؤولين سابقين وحاليين في البيت الأبيض.
وأكدوا أن البيت الأبيض والدوائر المالية ناقشوا فرض العقوبات بموجب قانون "غلوبال ماغنيتسكي"، الذي يمنح السلطة التنفيذية صلاحية معاقبة المسؤولين الأجانب المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدين أن الإعلان عنها قد يكون خلال أيام.
والأسبوع الماضي، دعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو جميع أطراف الحرب اليمنية إلى وقف إطلاق النار والمشاركة في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، لكن القادة السعوديين لم يقبلوا الدعوة، ما أثار غضب البعض في إدارة ترامب.
وتنقل الصحيفة عن بروس ريدل، الخبير في شؤون السعودية بمعهد "بروكينغز"، قوله إن الرياض صعّدت من عملياتها الحربية في اليمن.
وأضافت: "إنه توبيخ علني جداً لوزارتي الخارجية والدفاع في أمريكا من قِبل السعوديين. الإدارة لم تقل شيئاً عن ذلك، لكن يبدو أن وقف تزويد طائراتهم بالوقود كان هو الرد العملي".
وكان الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن مثار جدل شديد بواشنطن، خاصة مع تزايد الوفيات في صفوف المدنيين، حيث إن العديد من الأطفال كانوا من بين الضحايا، فضلاً عن المجاعة الشديدة التي سببتها الحرب لملايين اليمنيين.
وواجهت الإدارة الأمريكية انتقادات متزايدة، فلقد دعا السيناتور الجمهوري يود يونج، والسيناتور جين شاهين، أمس، إلى إنهاء مهمة الجيش الأمريكي بوقف تزويد طائرات التحالف السعودي-الإماراتي بالوقود جواً.
كما قال أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس أيضاً: "إذا لم تُتخذ خطوات فورية، وضمنها إنهاء تزويد الولايات المتحدة طائرات التحالف السعودي بالوقود، فإننا مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية عندما يعود مجلس الشيوخ للانعقاد".
ووفق مسؤولين أمريكيين، فإن القرار لا يرتبط بشكل مباشر، بقضية مقتل خاشقجي، لكنهم أكدوا أن الضغوط المتزايدة من جانب الولايات المتحدة على السعودية لتهدئة الحرب في اليمن، ما كان لها أن تكون قوية لولا حالة الغضب الدولية.
وكان ماتيس قد أعلن، في أكتوبر الماضي، موعداً نهائياً لوقف الحرب اليمنية، مؤكداً أنه "بعد ثلاثين يوماً من الآن، نريد أن نرى جميع الأطراف على مائدة سلام بعد وقف إطلاق النار".
وفي إطار العقوبات بقضية خاشقجي، قالت الصحيفة إن واشنطن وضعت 21 سعودياً على القائمة السوداء وألغت تأشيراتهم، ويُتوقع أن من بينهم الأشخاص الـ15 المتورطين في حادثة مقتل خاشقجي والذين حددتهم أنقرة، إضافة إلى مسؤولين آخرين فُصلوا من مناصبهم في السعودية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن تلك العقوبات لن تكون كل شيء، إذ إن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أوصت إدارة ترامب، في 10 أكتوبر الماضي، بضرورة المطالبة بإجراء تحقيق في مقتل خاشقجي، "وضمن ذلك ما إذا كان كبار المسؤولين بالحكومة السعودية متورطين في القضية".
وأُثيرت احتمالية فرض عقوبات على السعودية في اجتماع وزارة الخزانة، الخميس الماضي. وبحسب موظف بالوزارة حضر الاجتماع، فإن وزير الخزانة، ستيفن منوتشين، انتقد طريقة قتل خاشقجي المروعة، ووعد باتخاذ عقوبات خلال الأسبوع المقبل.