وكالات-
استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مساء اليوم السبت، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، لكن بغياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأول مرة.
وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن الاستقبال جرى في قصر العوجا بالدرعية قرب الرياض يوم السبت، "واستعرض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين".
وذكرت "واس"، بالتفصيل، أسماء المسؤولين الذين حضروا الاستقبال من كلا البلدين، لكن الذي كان لافتاً للانتباه غياب محمد بن سلمان عن استقبال صديقه وحليفه المقرب لأول مرة، علماً أنه جرت العادة أن يستقبل ولي العهد نظراءه من الدول الأخرى قبل لقاء الملك، على الرغم من أن محمد بن سلمان كان يرافق والده في جولته الداخلية.
كما أنه في الزيارات السابقة لمحمد بن زايد للسعودية -كان آخرها في يونيو الماضي- كان محمد بن سلمان على رأس مستقبليه، كما لم يلتقِ حينها العاهل السعودي.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يعيش فيه محمد بن سلمان تحت ضغط دولي غير مسبوق، عقب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، إذ تتجه جميع الاتهامات صوبه، لكون مُنفذي الجريمة من العاملين في مكتبه ومرافقيه الشخصيِّين.
كذلك، هددت الولايات المتحدة باتخاذ عقوبات شديدة تستهدف السعودية، رداً على اغتيال خاشقجي، كما قاطعت العديدُ من الدول والشركات الدولية الرياض بعد الجريمة، في حين يطالب مسؤولون دوليون كبار بعزل بن سلمان من ولاية العهد.
جدير بالذكر هنا أن الموقف الإماراتي من قضية خاشقجي كان "باهتاً" على غير المتوقع، إذ اكتفت الخارجية الإماراتية ببيان مقتضب "طالبت فيه بالحقيقة"، في حين بقي محمد بن زايد بعيداً عن واجهة الضغوط التي يتعرض لها حليفه محمد بن سلمان.
وفي الوقت نفسه، تتحدث أوساط عدة عن تحكُّم الإمارات في القرار السياسي السعودي، وقد برز ذلك بموقف الرياض من جماعات الإسلام السياسي، والعداء لتركيا، وحصار قطر، ودعم الانقلابيين في مصر وليبيا.
وسبق أن قال الصحفي الشهير روري دوناجي، إن "دهاء محمد بن زايد"، بحسب وصفه، كان وراء ما سماه "خطة" لتنصيب محمد بن سلمان ولياً للعهد، تمهيداً ليكون ملكاً على السعودية، بدلاً من محمد بن نايف، في منتصف العام الذي شهد حصار قطر من قِبل الدولتين الخليجيتين الحليفتين.
وقال دوناجي، في مقال له على موقع "ميدل إيست آي"، صيف 2016، إن بن زايد قدَّم نصائح لمحمد بن سلمان، تعتمد على استراتيجيتين اثنتين: "إنهاء حكم الوهابية في السعودية، وفتح قناة قوية من التواصل مع إسرائيل".
هاتان النصيحتان -وفق دوناجي- كانتا من بين الخطوات التي سارت عليها السعودية بعد تولي بن سلمان ولاية العهد، وهو ما شهده المجتمع السعودي من إجراءات أُلبست ثوب "التغيير والإصلاح".
كما أن صحيفة "واشنطن بوست" وصفت -في مقال سبق أن نُشر العام الجاري- الروابط التي تجمع وليَّي عهد الإمارات والسعودية بعلاقة المُعلّم (محمد بن زايد) بالتلميذ (محمد بن سلمان).
بالتوازي مع ذلك، سبق أن قال الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست، بمقال له في أكتوبر الماضي، إن محمد بن سلمان ورّط نفسه في ملفات وقضايا المنطقة بصورة لم يكن للرياض أن تتورط فيها، لولا اندفاعه للاستجابة لكل ما يُملى عليه، ولم يكن ليتصرف بهذه الطريقة لو لم يكن يتقاطع بتوجهاته وسياساته تماماً مع توجهات وسياسات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.