الجزيرة-
كشف محامٍ سعوديٍّ النقابَ عن اعتقال السلطات السعودية أميرين بأحد السجون السرية منذ يناير الماضي، في حين شرعت السلطات الفرنسية جاهدةً في التوسط لإطلاق سراحهما.
ونقلت قناة الجزيرة، اليوم الأحد، عن محامي الأمير السعودي سلمان بن عبد العزيز بن سلمان بن محمد آل سعود، أن الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، بصدد التدخل شخصياً لدى السلطات السعودية للمساعدة في حلّ هذا الملف، حيث أحالت الرئاسة الفرنسية ملف الأميرين إلى وزارة الخارجية، لمتابعته مع السلطات السعودية.
وبيَّن المحامي أن الأمير المعتقل قد درس في جامعة السوربون ويتقن ثلاث لغات، من بينها اللغة الفرنسية، وقد سبق أن قلَّدته السلطات الفرنسية وسام الشرف، وله علاقات واسعة مع الطبقة السياسية والثقافية الفرنسية.
ونجح الرئيس الفرنسي، العام الماضي، في إنقاذ رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من الاحتجاز بالرياض، بعد أن مارس ضغوطاً كبيرة على السلطات السعودية للإفراج عنه.
من جهة أخرى، ذكر موقع "الخليج الجديد" أن أسرة الأميرين المخفيَّين قسرياً أبدت تخوُّفها على حياتهما، في ضوء اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في خطوة تلت تدخُّل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لدى السلطات بالرياض، للاستفسار عن مصير الأميرين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سعودي خاص، قوله إن أسرة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن محمد آل سعود، ونجله سلمان -المعتقلَين منذ يناير بسبب تعبير الأمير الشاب عن رأيه في مجريات الحكم ببلاده وبسبب "غيرة" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منه؛ نظراً إلى علاقاته الواسعة بزعماء أوروبا- أبدت تخوفاً كبيراً على مصير ذويها، بسبب انقطاع أخبارهما تماماً منذ استدعائهما إلى القصر الملكي قبل عشرة أشهر؛ وهو ما دفع الرئاسة والخارجية الفرنسيتين للتدخل.
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتقال الأمير سلمان يعود إلى الرابع من يناير الماضي، حين استُدعي بعد منتصف الليل إلى القصر الملكي، وتم ضربه واعتقاله، ليختفي بعدها دون تقديم أخبار عن مصيره.
وقال المغرد المشهور "مجتهد"، إن الأمراء تجمهروا في قصر الحكم، معترضين على حملة الاعتقالات التي استهدفت أقاربهم من الأمراء، وتغييب محمد بن نايف، وليس بسبب الفواتير، وإن "بن سلمان أدرك أن هذه بداية تمرد داخل العائلة، فعمد إلى اختلاق سبب يطرب له الناس، من خلال تكليف سبق، بنشر تلك الرواية الكاذبة".
ونقل "الخليج الجديد"، في تقرير مطول عن اعتقال الأميرين، عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلاً عن مصادر مقربة من البلاط الملكي، أنهم لا يعرفون سبباً حقيقياً لاعتقال الأمير الشاب، لكنهم يشيرون إلى "حالة غيرة" شديدة تسيطر على محمد بن سلمان من الأمير المعتقل المعروف بـ"سلمان غزالان"، الذي يعد وجهاً عالمياً شاباً مثقفاً، أكثر حداثة وتميزاً من ولي العهد الحالي.
وتحدثت المصادر أن الأمير "غزالان" ذو كاريزما ويتقن ثلاث لغات، وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون الفرنسية، كما أنه رجل مثقف، وكان على اتصال بأهم النخب السياسية والقادة في القارة الأوروبية، لا سيما فرنسا، التي يتمتع فيها بقبول كبير.