ملفات » قضية جمال خاشقجي

هؤلاء الانتهازيون يحاولون إنقاذ بن سلمان من قتل خاشقجي

في 2018/11/13

جاكسون ديهل- صحيفة "واشنطن بوست"- ترجمة منال حميد -

تساءل جاكسون ديهل، الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، عن الأسباب التي تجعل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمدّ قتلة الكاتب السعودي جمال خاشقجي بأسباب النجاة؟

وقال ديهل في مقاله، اليوم الاثنين، إنه بالوقت الذي يحاول فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الهروب من عواقب قتل خاشقجي، فإن هناك من يحاول أن يساعده، ومنهم "ديكتاتور" مصر عبد الفتاح السيسي، و"انتهازي" آخر مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وويقول الكاتب إنه بالإضافة إلى السيسي وبوتين فهناك نتنياهو الذي لم تعترف السعودية بحق دولته في الوجود، فعلى النقيض من كل الديمقراطيات الغربية، يسعى الأخير بشكل صريح لمصادقة ومساعدة نسخة أخرى من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو بن سلمان.

وبن سلمان يواجه اتهامات بأنه الشخص الذي أمر فريق الاغتيال المكون من 18 شخصاً بقتل خاشقجي في قنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، وسط مطالبات دولية بمحاسبة من أمر بتنفيذ هذه العملية البشعة.

ويتابع ديهل أنه "بعد شهر من اختفاء خاشقجي صمتت حكومة إسرائيل، وبعده بيوم أو يومين، أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً بالبيت الأبيض للضغط من أجل بن سلمان، وقال: إن "ما حدث بالقنصلية كان مروعاً، ويجب التعامل معه بصرامة، ولكن يجب بقاء السعودية مستقرة لأن ذلك مهم لاستقرار العالم"".

وفي مقابل هذه العبارات الفضفاضة التي استعملها نتنياهو في اتصاله، كان سفيره لدى واشنطن، رون ديرمر، أكثر صراحة عندما قال إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عدم طرد بن سلمان بسبب مقتل خاشقجي.

والسؤال هنا، يقول الكاتب، لماذا يرمي نتنياهو بشريان الحياة لهذا القاتل؟

ويجيب الكاتب عن ذلك قائلاً: "بالنسبة لنتنياهو فإن أزمة خاشقجي تهدد بإلغاء استراتيجية إقليمية مبنية بعناية ومصصمة لولي عهد السعودية والرئيس دونالد ترامب، وتتمثل في فكرة إقامة تحالف فعلي بين إسرائيل والجيل الجديد من الديكتاتوريين العرب بالشرق الأوسط".

ويبين ديهل أن هذا التحالف للاتحاد ضد إيران، ويمكن أن يوفر المزيد من الجهود بالنسبة للولايات المتحدة، ويأتي كمنفعة جانبية.

ويتابع: "بن سلمان سيدعم خطة ترامب المتعلقة بالشرق الأوسط التي لم يكشف عنها بعد، ويبدو أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على القبول بشروط إسرائيل".

وحتى اختفاء خاشقجي، يرى الكاتب أن الخطة كانت تسير بسلاسة، فلقد انسحب ترامب من الصفقة النووية مع إيران، وأعاد العقوبات الاقتصادية عليها، وقطع المساعدات الأمريكية المخصصة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، ونقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة بصفتها عاصمة "إسرائيل"، واستأنف دعم الولايات المتحدة للحملة السعودية ضد مليشيات الحوثيين المدعومين من إيران باليمن، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين.

ويضيف ديهل أن لدى "إسرائيل" تاريخاً طويلاً في زراعة الديكتاتوريين السيئين، وأيضاً بعض شاغلي البيت الأبيض، ومشكلة نتنياهو هي أنه يراهن بشدة على بن سلمان وترامب، وهذا يعرضه لخطر التعامل مع قادة غير مستقرين".

ويتابع: "إذا نجا بن سلمان، وهو أمر يبدو أكثر احتمالية، بالنظر إلى تمسك إدارة ترامب به، فإنه سوف يكون ضعيفاً وأكثر حذراً، ولن يتمكن من تسليم الفلسطينيين خطة سلام ترامب".

الأمر الآخر أن ترامب الذي يراهن عليه نتنياهو ضعف بسبب سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، وكذلك نتنياهو لم يعد يحظى كما كان سابقاً بدعم الحزبين الأمريكيين، ففي أحدث استطلاع لمركز بيو للأبحاث فإن 18% فقط من الديمقراطيين يؤيدون رؤية نتنياهو، في حين حصل على تأييد 52% من الجمهوريين.

ويرى الكاتب أنه سيتم التصدي لمحاولات نتنياهو المتعلقة بمحاولة إنقاذ بن سلمان، وأن مشهد "قيام زعيم إسرائيلي بممارسة الضغط من أجل إعفاء ديكتاتور عربي من تهمة القتل لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضرر بعلاقته مع الولايات المتحدة".