وكالات-
كان الفرق واضحا بين الزخم الذي تمتع به المنتدى العالمي لجمعية "مسك" التابعة لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، العام الماضي وهذا العام، فقد غابت أصوات شهيرة برزت خلال الدورة الماضية للمنتدى، مثل الملكة الأردنية "رانيا"، والملياردير "بيل غيتس"، وغيرهما من الشخصيات الغربية المهمة.
ما سبق كان خلاصة تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن "منتدى مسك العالمي"، والذي تستضيفه المملكة، الأربعاء والخميس 14 و 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي يأتي تنظيمه هذا العام في ظل أجواء شديدة الحساسية أثرت سلبا على صورة السعودية دوليا، بعد حادثة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في مديمة إسطنبول التركية، في الثاني من الشهر الماضي.
وأبرزت الوكالة تعليق مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" الخيرية على جريمة مقتل "خاشقجي"، والإعراب عن صدمتها مما حصل للصحفي السعودي الشهير، وإعلانها تعليق كل أعمالها المستقبلية مع مؤسسة "مسك" السعودية، المنظمة للمنتدى.
وكانت مؤسسة "غيتس" قد تعهدت بتقديم خمسة ملايين دولار إلى المؤسسة غير الربحية التي يرأسها "بن سلمان".
وكانت "كارين عطية"، محررة عمود "خاشقجي" في صحيفة "واشنطن بوست"، دعت المؤسسات الأمريكية إلى مقاطعة المنتدى، الذي يقول إنه "أكبر حدث للشباب في الشرق الأوسط".
ونقلت "فرانس برس" عن مسؤول فرنسي حضر المنتدى، الأربعاء، قوله إن المشاركين وأعضاء لجنة المتحدثين معظمهم من بلدان الشرق الأوسط، والعديد منهم من المملكة العربية السعودية نفسها، في إشارة على غياب ضيوف غربيين.
وأشار أيضا إلى أن "جودة المتحدثين" قد انخفضت مقارنة بالعام الماضي، مضيفا أن مسؤولين عن منظمات دولية بارزة انسحبوا من الحدث، واختاروا بدلا من ذلك إرسال مسؤولين تنفيذيين صغار.
وقال "كريستيان كوتش"، مدير مؤسسة مركز الخليج للأبحاث ، الذي يحضر المنتدى: "لا يمكن ببساطة التخلص من أزمة خاشقجي، هذا ما يبدو لي بعد ما شاهدته اليوم".
وتقول الوكالة أنه ورغم ما سبق، فإن منظمي المنتدى استطاعوا أن يتدبروا بعض المتحدثين رفيعي المستوى، مثل الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل "بن فان بيوردين"، واللاعب السابق في الملاكمة "أمير خان"، ونجم كرة القدم السابق، البرازيلي "رونالدينهو".
وتعلق الوكالة الفرنسية على هذا بالقول إن العديد من الشركات والمستثمرين، رغم تأثرهم بأزمة "خاشقجي" وتداعياتها السلبية دوليا، فإنهم لا يزالون يرون أنه من الحمق التخلي عن عقود بملايين الدولارات في المملكة، فالشركات في النهاية لن تترك مصدرا مضمونا للربح الهائل، بسبب أن أحدهم قد قتل.
وتضيف: "ممارسة الأعمال التجارية في النهاية هو قرار محسوب.. تحبس أنفك عن شئ وتسير في الاتجاه الآخر".
ومؤسسة "مسك"، هي الذراع الخيري لبرنامج "محمد بن سلمان" لتمكين الشباب في بلاده، عن طريق منحهم فرصا مختلفة، ويرمي أيضا إلى تشجيع التبادل الثقافي وغيره بين الشباب حول العالم، حسب البطاقة التعريفية للمؤسسة.