وكالات-
يبدو أن قضية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، ستحمل معها الكثير من التغييرات التي ستضرب العديد من الثوابت والمرتكزات، ويمكن لها أن تصل إلى طبيعة التحالف التاريخي والوثيق بين السعودية والولايات المتحدة.
فعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا تُظهر حتى الآن أي بوادر لمثل هذه التغييرات، فإنّ التقييم الأخير الذي أصدرته وكالة المخابرات الأمريكية حول صلة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بحادثة الاغتيال، ربما سيعرّض العلاقة بين ترامب وبن سلمان لهزة عنيفة، بحسب ما قال العديد من الكتاب والمحللين الأمريكيين.
ويقول مايكل غوردن، في تحليل له نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن تقييم المخابرات الأمريكية يضع العلاقة بين بن سلمان وترامب على المحك، ويعرّضها لمزيد من الضغوط التي سعى الرئيس الأمريكي، خلال الأسابيع الستة الماضية، لمحاولة تجنّبها.
ويتابع غوردن: "بعد تقييم المخابرات الأمريكية الأخير فإن ترامب يواجه تحدياً مباشراً بشأن سياسة إدارته تجاه السعودية، فعلى الرغم من أنه لم يعطِ إشارة ولا كبار معاونيه حول نيّتهم التراجع عن دعمهم للحاكم الفعلي للمملكة؛ بن سلمان، فإن المشرّعين الأمريكيين لن يكونوا متسامحين، ما يعني تعميق الهوّة بين البيت الأبيض والكونغرس حيال الرياض، الشريك التاريخي في الشرق الأوسط".
وينقل غوردن ما قاله السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، حينما كتب تغريدة قال فيها إنه يجب على إدارة ترامب اتخاذ قرار يتعلّق في بن سلمان؛ لكونه هو الذي أعطى الأوامر بالقتل.
ويعتقد أن السؤال الرئيسي الذي سيواجه البيت الأبيض هو ما إذا كان سيحافظ على تحالفه غير المشروط مع القيادة السعودية أم أنه سيعدّل تلك السياسة استجابة لقلق الكونغرس المتصاعد بشأن مقتل خاشقجي، وأيضاً التدخّل السعودي في اليمن.
إلى ذلك قال بريت صامويل، في مقال له بموقع "ذا هيل" الأمريكي، إن ترامب استمرّ في التعبير عن شكوكه حيال مسؤولية ولي العهد عن جريمة القتل.
وقال صامويل إن التقييم الأخير لوكالة المخابرات الأمريكية يعرّض العلاقة بين ترامب وبن سلمان إلى ضغط شديد.
ترامب انتقد في بعض الأحيان مواقف السعوديين حيال قضية خاشقجي، ولكنه في أحيان أخرى أظهر نفسه مدافعاً عن بن سلمان، ومؤكداً بأكثر من تصريح بأنه لا يريد أن يعرّض العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية للخطر، رغم أنه وصف جريمة الاغتيال بأنها الأسوأ.
السيناتور روي بلانت، عضو مجلس الشيوخ، رفض الفكرة القائلة بأن ترامب سوف يتجاهل تقييم المخابرات الأمريكية الأخير حول مسؤولية بن سلمان عن الجريمة، في وقت أكّد فيه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية قد تغيّرت بشكل أساسي نتيجة اغتيال خاشقجي.
وقال السيناتور لندسي غراهام، في مؤتمر صحفي، إنه من المستحيل بالنسبة له أن يعتقد أن بن سلمان لن يُعاقب نتيجة جريمة القتل، وبيّن أنه "سوف يحاول ولي العهد أن يدافع عن نفسه".
وأضاف غراهام: إن "السعودية حليف مهمّ، ولكن عندما يتعلّق الأمر في بن سلمان فيمكن القول إنه غير عقلاني، وألحق الكثير من الضرر بالعلاقة بين المملكة وأمريكا، وليس لديّ أي نية للعمل معه مرة أخرى".