صحيفة "واشنطن بوست"- ترجمة منال حميد -

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيس دونالد ترامب تجاهل تقرير وكالة المخابرات الأمريكية، والذي أشار بشكل واضح إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وأنه يبرر علاقته بـ"قائد وحشي متهور" مثل محمد بن سلمان.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الرئيس ترامب أكد أمس الثلاثاء، ما كانت إدارته تسعى إليه على الدوام، وهو أنها ستقف وراء ولي العهد السعودي حتى لو كان هو من أمر بالقتل وتقطيع أوصال خاشقجي، بحسب ما جاء في بيان البيت الأبيض أمس والذي تخللته العديد من علامات التعجب، متجنباً التقييم النهائي للمخابرات الأمريكية.

وتضيف "واشنطن بوست"، أنه وكما كان الحال مع قضية تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات 2016، يبرر ترامب صلاته بـ"قائد وحشي متهور" عن طريق تجاهل نتائج المخابرات، والتي أشارت إلى أنها على ثقة عالية، وهو تصنيف متقدم، بأن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

وكان خاشقجي يعيش في منفاه الاختياري بولاية فرجينيا الأمريكية، ويكتب بشكل منتظم في صحيفة واشنطن بوست وكان يهاجم باعتدال سياسات بن سلمان.

اقرأ أيضاً

حراك بالكونغرس ضد ترامب: حدد موقفك من تورط بن سلمان بقتل خاشقجي

وأوضحت الصحيفة أن ترامب رد على تقييم المخابرات بالقول إنه يمكن جداً أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحادث المأساوي وربما فعل، أو لم يفعل، وأن الحقيقة لا يمكن معرفتها وبالتالي يجب معرفة كل الحقائق المتعلقة بالقتل.

وتقول "واشنطن بوست"، إن الحقيقة بشأن مقتل خاشقجي معروفة إلى حد كبير، فالتسجيلات الصوتية الموجودة في حيازة وكالة المخابرات المركزية تشير إلى المكالمات الهاتفية من الفريق المكلف باغتيال خاشقجي التي أجراها مع مساعد بن سلمان، حيث تم تحديد خمسة من أعضاء الفريق  المكلف بالاغتيال، هم من بين الفريق الأمني الخاص بولي العهد.

وفي الوقت الذي يتجاهل ترامب فيه كل هذه الحقائق فإنه ما زال يعتمد على الرواية السعودية القائمة على "ادعاءات كاذبة"، ويصرّ على ترديد أكاذيب أخرى منها أن الرياض ستنفق 450 مليار دولار في أمريكا، وأنها كانت مستجيبة لطلباته بشأن الحفاظ على أسعار النفط وإبقاءها عند مستويات معقولة، رغم أن المملكة أعلنت أنها تستعد لخفض الإنتاج.

الأسوأ من ذلك تقول افتتاحية "واشنطن بوست"، إن ترامب يقول إن ممثلين سعوديين أبلغوه بأن خاشقجي كان عدواً للدولة وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين، وقدم ولي العهد هذه الادعاءات بمكالمة هاتفية مع ترامب.

وترى الصحيفة أن على الكونغرس إصدار تشريع بفرض عقوبات على جميع المتورطين في قتل خاشقجي، خاصة وأن هذا التشريع مازال معلقاً في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، "يجب على الكونغرس أن يتحرك لأن البديل هو عالم يعرف فيه الديكتاتوريين أنه يمكنهم قتل منتقديهم دون عواقب".