الخليج الجديد-
سلط موقع "ديلي كولر" الضوء على الدور الذي يقوم به وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" لمواجهة الأزمة التي تواجه نظام المملكة جراء اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصليتها بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من الشهر الماضي.
وذكر الموقع الأمريكي، في تقرير نشره أن "الجبير"، الذي شغل دور الناطق باسم المملكة فيما يتعلق بتورط نظامها بمقتل "خاشقجي"، له علاقات عميقة مع واشنطن، تعود لعقود من الزمان، أكسبته سمعة واسعة في المدينة باعتباره عضوا بارزا بمجتمعها.
شوهد "الجبير" على شاشات التلفزيون مؤخرا، متزينا بملابس شرق أوسطية ومقدما سترة واقية للمملكة السعودية أمام دورة أخبار دولية هائجة، لكن كان بالإمكان رؤيته، منذ وقت ليس ببعيد، يتردد على أكثر الأماكن ألقا وسخونة في واشنطن مرتديا بدلة وربطة عنق، عاقدا تجمعات لذوي النفوذ بدوائر النخبة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في عام 2011 أن "عادل الجبير" كان لسنوات بمثابة المندوب السعودي المنغمس في الملذات، ورجل المجتمع الذي يستضيف حفلات السلك الدبلوماسي، ويختلط بنخبة واشنطن السياسية، ويظهر في المناسبات مع مشاهير الإعلام.
نشأة أمريكية
وقبل أن يصبح أول سفير غير ملكي للسعودية في الولايات المتحدة عام 2007، تلقى "الجبير" تعليمه بمدارس أمريكية، إذ غادر ابن الدبلوماسي السعودي بيروت مع أخته عندما كان في السادسة عشرة من عمره، وانتقل إلى دنتون بولاية تكساس.
وهناك حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة شمال تكساس، وانتقل لاحقاً إلى واشنطن، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون، والتقطه سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك "بندر بن سلطان" للعمل في السفارة.
وأثبت "الجبير" جدارته في موقعه، ومكنته لكنته الإنجليزية من أن يكون الخيار الرئيسي كمتحدث باسم الحكومة السعودية، وفي عام 1991، اختارته المملكة للمرة الأولى كي يكون معبرا عنها أثناء حرب الخليج، وظل اسمه مرادفا للمستوى الرفيع بالدوائر الدبلوماسية طوال التسعينيات.
وقال عنه محرر السياسة الخارجية "ستيف كليمونز" في عام 2011 إن "البعض كان يعد عادل منغمسا في الملذات نوعا ما، إذ لم يكن أحد رجال المجتمع النشطين فقط، بل كان ذلك الأعزب الذي يعرف كيف يستغل واشنطن".
وبعد 11 سبتمبر/أيلول، اختارته السعودية لمهمة حساسة هي الدفاع عن المملكة ضد التداعيات السياسية التالية للهجوم (على برجي التجارة العالميين)، إذ كان معظم مرتكبيه من السعوديين.
وعندما تم الكشف عن تحويل أموال من أميرة سعودية وزوجة سفير سابق إلى اثنين من خاطفي الطائرتين، في عام 2002، ادعى "الجبير" أن "المملكة تمت شيطنتها بها بشكل غير عادل".
شائعات واشنطن
وفي أوائل الألفية الثانية كان "الجبير" موضوعا متكررا لنميمة كتاب الأعمدة في واشنطن، إذ دأب على حضور حفلات "جوليانا غلوفر"، التي كانت ناجحة جدا في جمع النخب المؤثرة تحت سقفها، ما جذب اهتمام وسائل الإعلام، كما شوهد كثيرا مع مذيعة الأخبار في شبكة NBC "كامبل براون"، وشاع أنهما يتواعدان.
وفي 20 يناير/كانون الثاني 2003 ذكرت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" أن الأنباء تتردد في واشنطن أن العلاقة بين "الجبير" و"بروان" باتت أقل شغفا، ونقلت عن مصدر قوله: "كانا يمضيان وقتهما معا منذ فترة، لكنهم لم يعودا كذلك الآن".
انتقلت "كامبل براون" بعد ذلك إلى شبكة CNN، وهي الآن رئيسة الشراكات الإخبارية العالمية في "فيسبوك".
وعندما تم تعيينه سفيراً سعوديا، أصبح "الجبير" أقل بروزا، ورغم ذلك نمى نفوذه في صفوف نخبة واشنطن، إذا كان ذي علاقة وثيقة مع صانعي القرار بالعاصمة الأمريكية، بحسب نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية في واشنطن " جوناثان شانزر".
وبفضل لغته الإنجليزية الفائقة وفهمه العميق للثقافة الأمريكية، لا يزال "الجبير" هو وجه النظام السعودي أمام الجماهير الأمريكية، وخاصة في أوقات الأزمات.
وفي مقابلة أجراها مع الصحفي "بريت باير"، أكد "الجبير" أن مقتل "خاشقجي" في تركيا كان عملية مارقة، قائلا: "هذه عملية انتهى فيها الأفراد إلى تجاوز السلطات والمسؤوليات التي كلفوا بها، لقد ارتكبوا سقطة عندما قتلوا (جمال خاشقجي) في القنصلية، وحاولوا التستر عليها".