ملفات » قضية جمال خاشقجي

فيلا صديق بن سلمان.. أسماء وتفاصيل جديدة بقضية اغتيال خاشقجي

في 2018/11/27

الخليج أونلاين-

تقترب السلطات التركية من الكشف عن المتورطين بإخفاء جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد اغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول، حيث تم التوصل إلى أسماء جديدة على علاقة بالقضية من "أصدقاء بن سلمان".

النيابة العامة التركية أكدت أنّ اتصالاً دار حول التخلص من جثة المغدور بعد تقطيعها، أمكن رصده بين أحد المشتبه فيهم في قضية مقتل خاشقجي، والمواطن السعودي ورجل الأعمال محمد بن أحمد الفوزان الذي يمتلك فيلا بولاية يالوفا.

جاء ذلك في بيان للنيابة التركية حول توسيع عملية التحقيق لتشمل البحث في فيلتين بولاية يالوفا، شمال غربي تركيا، الاثنين (26 نوفمبر).

وظهرت الفيلا أشبه بقصر تحيط به مزرعة واسعة، ركزت السلطات التركية على تطويقها بالكامل وتفتيشها بدقة باستخدام كلاب مدرّبة.

وأوضح البيان أنّ  أحد أعضاء فريق الاغتيال "منصور عثمان أبا حسين" تواصل مع صاحب الفيلا "الفوزان" في 1 أكتوبر الماضي، أي قبل يوم من مقتل خاشقجي.

وفي وقت سابق الاثنين، اكتشف المحققون الأتراك وجود اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم الـ 15 الذي قدموا للقنصيلة يوم مقتل خاشقجي، وصاحب فيلا بولاية يالوفا.

وأشارت وسائل إعلام تركية غير رسمية، بينها "خبر ترك" وNTV، إلى أن المحققين يعملون بالموقع في إطار جهودهم للعثور على جثة خاشقجي، وأنهم يركزون اهتمامهم على تفتيش الفناء الداخلي للفيلا والحديقة التابعة لها.

وتقول السلطات التركية إن الفيلتين بُنيتا على أرضين زراعيتين في يالوفا عام 2014 "بشكل مخالف للقانون".

وقد ورد ضمن التحقيقات الجديدة اسم "محمد السوحي"، وهو رجل أعمال آخر وصاحب أحد الفيلتين "غير المرخصتين".

- من هو محمد أحمد الفوزان؟

تشير قناة "NTV" التركية إلى أن الفيلا تعود لرجل أعمال سعودي "يعتبر صديقاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان".‎

وبحسب بحث لـ "الخليج أونلاين" فإن محمد الفوزان هو رجل أعمال معروف في المملكة، وعضو مجلس إدارة شركة الفوزان القابضة للمقاولات، وشركة "بوان" القابضة.

وكان الفوزان قد أجرى حواراً مع صحيفة "الرياض" المحلية في يوليو 2017 أظهر فيه قربه من محمد بن سلمان، حيث أشاد بتعيينه ولياً للعهد، وبالخطط التي ينفذها في البلاد، والتي تتحدث تقارير دولية عن فشلها حالياً.

وقال الفوزان في حواره: "إن اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد هو بمثابة تعزيز المملكة لشبابها للتحرك في المرحلة المقبلة من أجل إحداث نقلة نوعية في المملكة، وتحقيق رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع، والتحرك محلياً وإقليمياً ودولياً لتعظيم قوة ومكانة المملكة على الساحة الدولية، فسُموه خير من يمثل جيل الشباب من خلال السنوات التي قضاها ولياً لولي العهد، واكتسابه لخبرات كثيرة في هيئة الخبراء وإمارة الرياض والديوان الملكي ووزارة الدفاع، فضلاً عن إمكاناته وقدراته ومهاراته الشخصية التي جعلته شخصية متميزة؛ فهو مهندس لرؤية المملكة 2030 التي ستسهم في إحداث تغير نوعي في اقتصاد المملكة، ويجعلها ضمن منظومة الدول المتقدمة، كما أنه قاد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق، وكذلك تكوين التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن إدارته لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية".

ولا يعرف على وجه الدقه شكل العلاقة الوطيدة التي تجمع الفوزان وبن سلمان، إلا أنه كان لافتاً غياب أي من أعضاء الأسرة الثرية عن اعتقالات "الريتز كارلتون" التي طالت عدداً كبيراً من الأمراء ورجال الأعمال النافذين بالمملكة في نوفمبر من العام الماضي.

- من هو "أبا حسين"؟

صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية نقلت عن مسؤول تركي قوله: إنه "وفقاً لمعلومات استخباراتية حصلت عليها أنقرة، فإن عميلاً سعودياً من المتورطين في جريمة قتل خاشقجي، اتصل بصاحب المزرعة قبل يوم من تنفيذ عملية القتل".

وبحسب المصدر التركي فإن الذي أجرى الاتصال هو منصور عثمان محمد أبا حسين، وهو أحد أعضاء فريق الاغتيال السعودي الذي قتل خاشقجي وقطَّع أوصاله بعد وقت قصير من دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر الماضي، بحسب ما تؤكده أنقرة.

ويشير المصدر إلى أن أبا حسين اتصل من هاتفه الشخصي بصاحب مزرعة كبيرة في منطقة ريفية قرب "يالوفا" على ساحل بحر مرمرة. وتمكنت السلطات التركية من تحديد مالك المزرعة. وقد رفض المصدر التركي إعطاء تفاصيل عما دار بين أبا حسين وصاحب المزرعة.

ورغم شح المعلومات عن "أباحسين" فإن أصدقاء ومقربين منه نشروا تغريدات، مطلع فبراير الماضي، عند حصوله على ترقية من ولي العهد بن سلمان لرتبة "عقيد". 

العقيد السعودي يعمل في الدفاع المدني، وهو من مواليد 1972، وجاء إلى إسطنبول ضمن الفوج الثاني، وتشير الترجيحات إلى مهمة أمنية كانت ملقاة على عاتقه.

وتقول الصحيفة إن مثل هذه المعلومات يمكنها أن تساعد تركيا في مهمة البحث عن رفات جمال خاشقجي، ويمكن أن توفر أيضاً معلومات بالغة الأهمية عن كيفية قتله.

وكانت تركيا والسعودية قد أعلنتا عن مقتل خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في الثاني من أكتوبر، لكنهما اختلفتا بشكل كبير في تفاصيل الأحداث التي رافقت عملية القتل.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن القتل كان متعمداً، وإنه تم بأوامر من السلطات العليا. وفصَّل مسؤولون أتراك ما حدث، مؤكدين أن العملية كانت بتخطيط مسبق.

ولم يُعثر حتى الآن على جثة خاشقجي أو حتى بقاياها، حيث يؤكد الأتراك أن فريق الاغتيال السعودي سعى لإخفاء معالم الجريمة.

وبحسب مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية، فإنه من المؤكد أن القتل كان إما بإذن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، وإما بعلمه.

وفي الرياض، نفى ممثلو الادعاء العام السعودي أن يكون بن سلمان على علم بالعملية، التي وصفوها بـ"المارقة"، زاعمين أن الجريمة "نفذها فريق عملاء أخلَّ بالأوامر الرسمية لهم، والمتمثلة بإقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية". كما نفى ممثلو الادعاء أي علم لهم بمكان جثة خاشقجي، مؤكدين أن فريق العملاء السعودي سلَّم الجثة لمتعاون محلي.

أبا حسين، الذي ذكره المسؤول التركي، هو واحد من بين 17 سعودياً فرضت عليهم وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، لدورهم في جريمة قتل خاشقجي.

وتقول "واشنطن بوست" إنه تبين لها، من خلال البحث، أن اسم أبا حسين ورد قبل أربعة أعوام في خبر صحفي، تحت عنوان "مقدم في الدفاع المدني السعودي".

يشار إلى أن الشرطة التركية كانت قد أعلنت سابقاً أنها حددت عدة أماكن يمكن العثور فيها على جثة خاشقجي، من بينها منزل القنصل السعودي، وغابة بلغراد على مشارف إسطنبول، ويالوفا.