وكالات-
وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، إلى الأرجنتين للمشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، وسط انتقادات واسعة ومطالبات حقوقية بمحاكمته، على خلفية دوره في جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وتورطه بـ"جرائم حرب" في اليمن.
وأكد الديوان الملكي، في بيان له، وصول بن سلمان لرئاسة وفد المملكة المشارك في قمة الـ20 في العاصمة بيونس آيرس، قادماً من تونس، التي غادرها بعد زيارة استمرت 4 ساعات فقط، واجه خلالها رفضاً شعبياً واسعاً من قبل نخب وجمعيات أهلية تونسية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت أن أعضاء في الادعاء العام الأرجنتيني يدرسون توجيه تهم إلى بن سلمان، على خلفية الحرب التي تشنها بلاده باليمن، ومقتل خاشقجي، وذلك في أثناء مشاركته بقمة العشرين.
وأضافت الصحيفة أن "التحقيق سيشمل حالات التعذيب في السجون السعودية، وأنه تم البدء به بعد ورود شكوى مقدَّمة من منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، وما زال في مراحله الأولى".
بدورها، انتقدت جمعية "أصدقاء جمال خاشقجي" حول العالم اعتزام ولي العهد السعودي، المشاركة في قمة مجموعة العشرين، مطالبة بقية دول المجموعة برفض مشاركته.
جاء ذلك في بيان صدر أمس عن الجمعية التي أُسست، في أكتوبر الماضي، تخليداً لذكرى خاشقجي الذي قتل بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية مطلع الشهر ذاته.
وذكرت أن مشاركته في القمة "ستكون خنجراً يغرس في صدر الحق بالحياة، ويقضي على ما تتبناه مجموعة الـ20 من مبادئ داعية للحرية وحقوق الإنسان، فضلاً عن مبادئ بقية الأعضاء".
وشدد البيان على أن الجمعية لا تعارض مشاركة السعودية في القمة التي ستعقد بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين، ولكنها تعارض تمثيل بن سلمان للمملكة؛ لاتهامه بإصدار أوامر قتل خاشقجي.
وتابع البيان: "السماح بمشاركة هذا المتهم في القمة، واستقباله أو الالتقاء به، سيكون رسالة سلبية بالنسبة لأبرز المدافعين عن قيم العالم الحر، ومن ثم فنحن واثقون من أن قادة الدول الذين استقبلوا بن سلمان، والتقوا به، باتوا في مصاف من قتلوا مواطنيهم، وقضوا على الحريات وحقوق الإنسان".
وناشدت الجمعية بقية الدول الأعضاء بمجموعة العشرين رفض مشاركة بن سلمان، مضيفة: "نرجو من تلك الدول العمل على تسليم بن سلمان للعدالة حتى لا تشهد المملكة السعودية أو أي دولة أخرى حالة جديدة كجريمة خاشقجي".
وفي 21 أكتوبر الماضي، أعلنت مجموعة من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين من كل أنحاء العالم، تأسيس جمعية "أصدقاء جمال خاشقجي"؛ بهدف المطالبة بتحقيق العدالة الكاملة في قضية الكاتب والصحفي السعودي.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، منتصف نوفمبر الجاري، أن من أمر بقتل خاشقجي هو "رئيس فريق التفاوض معه"، وأنه تم توجيه تهم إلى 11 شخصاً، وإحالة القضية إلى المحكمة، مع المطالبة بإعدام 5 منهم، وهي التحقيقات التي لم تُرضِ تركيا والعالم.