ملفات » قضية جمال خاشقجي

2019 - عام حاسم لمستقبل محمد بن سلمان؟

في 2018/12/18

كيرستن كنيب- DW- عربية-

بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تعرض ولي عهد الأمير محمد بن سلمان لضغوط سياسية كبيرة، خصوصاً من الغرب الذي ينتظر توضيحات أكثر. لكن الغرب شبه منقسم حول القضية، فترامب مازال يعتبر محمد بن سلمان شريكا يمكن الوثوق فيه.

المصافحة الحارة جاءت في قمة مجموعة العشرين في بيونس أيريس. مبتسماً مد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يده مصافحاً نظيره الروسي. المصافحة الودية بين الجانبين توحي بوجود اتفاق أعمق. كان واضحاً أن محمد بن سلمان لم يكن معزولاً تماماً في بوينس آيرس. إذ  كان واضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصر على الترحيب بشكل شخصي بمحمد بن سلمان. 

لم يرغب رؤساء دول وحكومات آخرون في الظهور علناً مع ولي العهد، خاصة أن احتمال تورطه في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول لم يتضح بعد. كما لم يكن هناك لقاء شخصي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إضافة إلى هذا رفعت منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش دعوى قضائية ضد الأمير. يمكن أن تكون هذه الدعوة من الناحية القانونية بدون جدوى، لكنها من الناحية السياسية، تعطي إشارة إلى أن المساس بولي العهد أمر ممكن. 

مصالح العائلة المالكة

بالانطلاق من الصور، ربما كانت الرحلة إلى بوينس آيرس تستحق العناء، على الأقل في الصورة الجماعية، بدا محمد بن سلمان بهيئة جيدة، وهي نتيجة مهمة لعمل العلاقات العامة في المملكة العربية السعودية. لكن الأمر الواضح أنه كان من الممكن الوصول إلى نتيجة أفضل. سيباستيان زونز، الخبير الألماني في الشأن السعودي من الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية (DGAP) يرى أن السؤال حول مدى تأثير ذلك على مصير ولي العهد السياسي، يبقى مفتوحاً. الأولوية العليا للعائلة المالكة هي الحفاظ على الاستقرار الداخلي، لضمان بقاء العائلة المالكة. وتعد الأسرة ككل أكثر أهمية من الفرد. ويضيف" إذا لم يعد الأمر كما هو الحال عندما يُعرض فرد بقاء العائلة المالكة ككل أو الاستقرار الوطني، للتهديد والخطر وإذا كان هذا رأي الأغلبية في العائلة المالكة، فحينئذٍ سيتصرف المرء بناء على ذلك".

مرحلة حاسمة في العلاقة مع الولايات المتحدة

العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية هامة بالنسبة للمستقبل السياسي لعائلة آل سعود وكذلك للبلد بأكمله، إذ تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من حماة المملكة. لكن هذه العلاقة فقدت جزءاً من طبيعتها، وفقاً لموقع "المونيتور" السياسي. "التحالف السعودي يخضع لمراقبة دقيقة في الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى منذ الحظر النفطي لعام 1973". وفي ذلك الوقت، كان الأمر يتعلق بقضايا سياسية بحتة، ولم تكن قضايا هناك متعلقة بالأفراد محل نقاش. وجاء على موقع المونيتور: "إن عدم القدرة على التنبؤ بسلوك وليّ العهد هما السبب الذي يدفع المؤيدين التقليديين للمملكة في وسائل الإعلام وفي الكونغرس إلى الانقلاب على السعوديين". ولا تستجيب المملكة العربية السعودية للضغط المباشر من الخارج، كما يقول سبستيان  زونز.

لكن ينبغي للرياض النظر عن كثب إلى رد فعل السياسيين الأجانب من ولي العهد، التي بدت في بوينس آيرس خجولة في ذلك اليوم. وتأتي تصريحات وبيانات مماثلة من الولايات المتحدة، بما في ذلك قرار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي حمل محمد بن سلمان مسؤولية مقتل خاشقجي. ومع ذلك، فإن حكومة الولايات المتحدة - التي يقودها الرئيس ترامب - وتقدر المملكة العربية السعودية كشريك ومشتري للسلاح. ولا تزال المملكة العربية السعودية بالنسبة لترامب مورد موثوق للنفط.

إذا بقي موقف واشنطن تجاه الأمير والذي يُصبح أكثر انتقاداً، فإنه قد يترك انطباعاً في الرياض، كما يقول زونز. "إذا شعر المرء في العائلة المالكة أن الشخص محمد بن سلمان يُعرض وحدة الأسرة للخطر أو لا يوجد لديه دعم من الداخل لدى المواطنين، فإن المرء سيتصرف". ويبقى من غير الواضح كيف تقيم عائلة سعود الوضع الحالي.