صحيفة "ديلي ميل" البريطانية-
كوب شاي بطعم الخيانة.. هكذا وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير لها، اللحظات الأخيرة في حياة الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، قبل أن يتم قتله وتمزيق جثته بوحشية على يد فريق قتل جاء خصيصا لهذا الغرض من الرياض.
ونقلت الصحيفة عن مصادر (لم تسمها) اطلعت على التسجيلات الصوتية للحظات "خاشقجي" الأخيرة، التي وزعتها تركيا على عدة حكومات، قولها إنه كان واضحا عدم وجود نية لدى الفريق السعودي لاصطحاب "خاشقجي" معهم إلى السعودية، وهو على قيد الحياة.
وأضافت المصادر أن الصحفي السعودي فور دخوله القنصلية فوجئ بأحد أفراد فريق القتل، والذي يبدو أنه كان يعرفهم بسبب طبيعة وظائفهم في الجهاز الأمني السعودي، وعرض عليه ذلك الشخص احتساء كوب من الشاي، وقبل "خاشقجي".
وقالت "ديلي ميل" إن صوت "جمال خاشقجي" بدا متوترا، حتى وهو يقبل كوب الشاي المعروض عليه، مضيفة أن الموقف كله بدا مغلفا برائحة الخيانة التي كان يشتمها الصحفي الراحل.
بعد ذلك بفترة وجيزة، حسب الصحيفة، أظهرت الأصوات أحد أعضاء فريق القتل وهو يقول لـ"خاشقجي" إنه سيعود إلى السعودية، وكرر ذلك الأمر، وكان هناك بداية شجار ومقاومة ورفض من الصحفي السعودي، قبل أن يقدم أحد القتلة على حقنه بجرعة مخدر كانت قاتلة.
وأشارت "ديلي ميل" إلى التقارير المنشورة عن تعرض "خاشقجي" للخنق أيضا، وأن آخر أصواته التي سمعت عبر التسجيلات كانت: "لا أستطيع التنفس".
وأضافت أنه بعد تلاشي صوت "خاشقجي"، خيم الصمت على شريط الصوت لدقائق، قبل أن يظهر صوت منشار كهربائي، بما يتفق مع التقارير التي أشارت إلى تعرض جثة "خاشقجي" إلى التقطيع.
وقالت إنه لم يتم العثور على رفات "خاشقجي" حتى الآن، ويعتقد أنه تم إذابة جثته بالحمض.
وأوضحت أن هذه القضية تسببت في غضب عالمي وأضرت بالمكانة الدولية لولي العهد "محمد بن سلمان"، الحاكم الفعلي للمملكة.
وأشارت إلى أن مجلة "تايم" وضعت، الأسبوع الماضي، صورة "خاشقجي" على غلافها؛ إثر اختياره للفوز بلقب "شخصية العام" إلى جانب صحفيين آخرين؛ تكريما لهم لدفاعهم عن الحقيقة في وجه الاضطهاد والعنف.