وكالات-
في خطوة تشير إلى شكوك في الموقف الأمريكي، حذرت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة أي ضغوط على ترتيب الخلافة الملكية في المملكة العربية السعودية، معربة عن دعمها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
وقال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" نشرت اليوم الخميس: "إن الأمير محمد له كل الحق في وراثة العرش عندما يموت الملك سلمان البالغ من العمر 82 عاماً".
وأضاف: "بالطبع نحن ضد التدخل، وعلى الشعب والقيادة في السعودية أن يقرروا مثل هذه المسائل بأنفسهم، لقد اتخذ الملك قراراً، ولا يمكنني حتى أن أتخيل على أي أساس سيتدخل شخص في أمريكا في مثل هذه القضية ويفكر في من ينبغي أن يحكم المملكة العربية السعودية، الآن أو في المستقبل. هذه مسألة سعودية".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الأمير محمد يملك الحق في أن يخلف والده، قال بوغدانوف: "بالطبع، هذا أمر مقرر من الجميع، وواضح تماماً. نحن على اتصال مع السعوديين وليس لدينا أي مخاوف حيال هذا الأمر".
ومنذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي، تعالت الأصوات في الولايات المتحدة على مختلف الصعد السياسية المطالبة بإقالة محمد بن سلمان من منصبه، كما حمله الكونغرس المسؤولية عن الجريمة، وهو ما أوقع الرئيس دونالد ترامب في حرج دفعه للتراجع عن دفاع المستميت عن بن سلمان.
لكن روسيا اتخذت موقفاً مدافعاً بشدة عن ولي العهد السعودي، كما أبدى أكثر من مسؤول روسي استعداده لتزويد الرياض بالسلاح إذا ما قررت واشنطن وقف صادراتها من الأسلحة إلى المملكة السعودية.
وفي الشهر الماضي، بقمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، استقبل بوتين والأمير محمد بعضهما بابتسامة عريضة ومصافحة حظيت باهتمام إعلامي عالمي.
وظهر بوتين في مقطع مصور وهو يرفع يديه ليصافح بن سلمان على طريقة "هاي فايف"، كما رصدت الكاميرات الأمير السعودي مع الرئيس الروسي وهما يضحكان ويتبادلان أطراف الحديث.
وبعد أن عاد شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد إلى المملكة من لندن في أواخر أكتوبر، ظهرت تكهنات بأن أعضاء من العائلة المالكة السعودية قد يسعون إلى تثبيت الامير أحمد، عمّ ولي العهد، بدلاً منه ملكاً.
والأمير أحمد هو أصغر أبناء عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري الذي يطلق عليهم لقب "السديريون السبعة".
وظهر ولي العهد السعودي، مع عمه أحمد، لأول مرة أمام الكاميرات، منصتاً باهتمام، في جنازة الأمير طلال بن عبد العزيز التي شيعت أمس الأحد، وحضرها الملك سلمان وعدد كبير من أمراء الأسرة الحاكمة.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن ثلاثة مصادر قالت إنها على صلة وثيقة بالديوان الملكي في السعودية أن بعض أفراد أسرة آل سعود الحاكمة بدأوا نقاشا هدفه الحيلولة دون ارتقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عرش المملكة.
وزعمت المصادر أن هناك نقاشاً بينهم حول إمكانية أن يتولى الأمير أحمد (76 عاماً)، الشقيق الأصغر للملك سلمان بعد وفاة الأخير.
وأثيرت هذه المزاعم، عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وإدعاءات بأن ولي العهد السعودي هو من أمر بمقتله وهو ما تنفيه المملكة، بل تؤكد أن تركيا أخبرتهم أن بن سلمان ليس المقصود من كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ردد أكثر من مرة أن عملية القتل تمت بأوامر عليا.