ملفات » قضية جمال خاشقجي

الملك سلمان يصدّق قول صحيفة عبرية وابنه يحقق حلمه!

في 2018/12/29

الخليج أونلاين-

بتعيينه إبراهيم العساف وزيراً لخارجية السعودية، صدّق الملك سلمان بن عبد العزيز، ما ذكرته صحيفة عبرية قبل نحو ستة أشهر.

ففي مطلع يونيو الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن رجال المال والأعمال في السعودية باتوا على قناعة بأن الدخول في شراكة مع ولي العهد محمد بن سلمان، أفضل لهم من أن يفقدوا كل شيء.

وأشارت الصحيفة، في تحليل إخباري، إلى الاتفاق الذي أبرمه بن سلمان مع عشرات الوزراء وأفراد في العائلة المالكة؛ لدفع جزء كبير من ثروتهم في مقابل إطلاق سراحهم بعد حملة اعتقال شهدتها المملكة في نوفمبر 2017.

صحيفة هآرتس، بينت أن هؤلاء يرون أن من "الأفضل لهم العمل مع ولي العهد، خشية أن يخسروا ما تبقى لديهم، وربما ما زالوا يأملون بأن يفوزوا ببعض المشاريع في المستقبل، ولو بهامش ضيق".

إبراهيم العساف، الذي شغل سابقاً منصب وزير المالية لعشرين سنة، كان بين مجموعة من أمر باعتقالهم ولي العهد محمد بن سلمان في "الريتز كارلتون"، وعرف عنه أنه من الأثرياء، وأن مبالغ طائلة تحصل عليها من عمليات فساد في زمن توليه منصب وزير التجارة.

ما يحصل في السعودية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، في يوليو 2017، يؤكد أن الأخير يخالف جمع أسلافه ولاة العهد، بل وحتى ملوك البلاد في سياسة التعاطي مع كبار شخصيات المملكة المؤثرين، سواء كانوا من أمراء العائلة الحاكمة، أم من أثرياء البلاد أو زعماء قبائلها.

- بن سلمان يحقق حلمه

الصعود السريع لمحمد بن سلمان إلى السلطة، رافقته خطوات أسرع لجمع الثروة.

فقد أدخل محمد بن سلمان في حسابه الشخصي ما لا يقل عن ثمانمئة مليار دولار، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"،في وقت سابق، مبينة أن تلك الثروة جناها بن سلمان فقط من أمراء العائلة الحاكمة بعد أن ساعده جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، داعماً إياه بمرتزقة من شركة بلاك ووتر.

بدوره، فإن بن سلمان صدّق ما ذكرته "وول ستريت جورنال"؛ إذ لم يستطع الصمود طويلاً أمام الثروة التي وضع يده عليها؛ فأشيع شرائه قصر الملك الفرنسي لويس الرابع بأكثر من 300 مليون دولار، ولوحة الفنان ليوناردو دافنشي "مخلص العالم" بمبلغ 450 مليون دولار، ويخت "سيرين" بسعر 550 مليون دولار.

القصر واللوحة واليخت أصبحت من أملاك محمد بن سلمان؛ فهو من دفع هذه المبالغ العالية لامتلاكها؛ بحسب ما أعلن من قبل الجهات البائعة.

بذلك فإن بن سلمان حقق ما كان يشعر ه بالـ"نقص" ليميّز عائلة والده منذ كان أميراً عن بقية أمراء آل سعود؛ فقد عُرف عن الملك سلمان عدم اهتمامه بجمع الثروة، وأن همه كان منصب على تعليم أولاده وتحويل الرياض إلى مدينة متحضرة، بحسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال".

- السوط يسلط على رقاب زعماء القبائل

ليس خافياً على أحد أن القبائل في أرض الجزيرة العربية لعبت دوراً كبيراً في دعم آل سعود، وتمكينهم من الملك؛ وعلى إثر هذا حرص جميع قادة آل سعود السابقين على توطيد العلاقة معهم.

فقد منح الملك عبد العزيز القبائل وضعاً خاصاً كقبيلتي "مطير" و"العتيبة" لإسقاط حاميات الدولة العثمانية في شرق الجزيرة العربية، والإطاحة بكل من دولة الشريف حسين في الحجاز، وإمارة آل الرشيد في حائل.

وأشرك آل سعود أبناء القبائل بفعالية في الجيش الذي تحول بعد ذلك إلى "الحرس الوطني".

الديوان الملكي حرص على منح قادة القبائل أموالاً تعرف باسم "الشرهات"؛ يقولون إنها تذهب إلى الفقراء من البدو.

هذه الأوضاع استمرت حتى سيطرة محمد بن سلمان على الدولة. الغريب أن بن سلمان لم يجردهم من امتيازاتهم فحسب، بل نكل بهم ورماهم في غياهب السجون؛ إذ اعتقل شيوخ قبائل "مطير" و "عتيبة" و"شمر" و "وعنزة".

بن سلمان لم يكتف بكل تلك الأفعال، بل وصل به الأمر إلى ضم أراض شاسعة تعود إلى هذه القبائل؛ بحجة تحويلها إلى "محميات ملكية".

ففي يونيو الماضي، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، حزمة أوامر ملكية بإنشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي، وتعيين رئيسه وأعضائه بأمر ملكي، وتحدد المحميات الملكية وتسميتها بأمر من رئيس مجلس الوزراء، على أن يكون لكل محمية ملكية مجلس إدارة وجهاز يتولى الإشراف على تطويرها ويتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري.

بعد الاطلاع على تفاصيلها، توضح أن تلك المحميات التي تقع على مساحات واسعة، تقام في أراض تابعة للقبائل التي تعيش على هذه الأراضي منذ قرون طويلة.

تلك الأراضي تعتبر من بين أكثر أراضي البلاد خصوبة وصلاحية للزراعة، وهي أراض تستخدمها القبائل للرعي، فضلاً عن كونها مناطق يتخذها السكان وزوار المملكة من الخارج للترفيه والسياحة.

تحويل هذه الأراضي إلى محميات يعني طرد سكانها البدو منها، وهي حرب أخرى على القبائل، التي توارثت وجودها على هذه الأراضي كابراً عن كابر.

- مجتهد: كلها ستكون ملكاً لابن سلمان

حساب المغرد الشهير "مجتهد" على منصة "تويتر"، تحدث في حينها حول قرار إنشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي.

وقال: إن "هذه المناطق الشاسعة ليست إلا المرحلة الأولى من (تشبيك) محمد بن سلمان، والمراحل القادمة ستشهد مساحات أكبر وكلها ستكون ملك ابن سلمان".

مجتهد شبّه المحميات الملكية بصندوق الاستثمارات العامة الذي "ظاهره ملك الدولة وباطنه ملك ابن سلمان"، بحسب قوله.

وكانت الأوامر الملكية، وجهت بأن تكون محمية "روضة خريم" والمناطق المجاورة لها محمية ملكية، وتسمى "محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد"، وتبلغ مساحتها 11300 كم2.

ووجهت الأوامر بأن تكون "محمية محازة الصيد" محمية ملكية، وتسمى "محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز "، ومساحتها 2240 كم2.

الأوامر الملكية وجهت أيضاً بأن تكون محمية "التيسية" والمناطق المجاورة لها محمية ملكية، وتسمى "محمية الإمام تركي بن عبدالله"، وتبلغ مساحتها 91500 كم2.

وتكون محميتا "التنهات والخفس" والمناطق المجاورة لهما محمية ملكية، تسمى "محمية الملك عبدالعزيز"، وتبلغ مساحتها "15700كم2".

أيضاً شملت الأوامر الملكية أن تكون محميات "الخنفة، والطبيق، وحرة الحرة" والمناطق الواقعة بينها والمجاورة لها، شمالي المملكة، محمية ملكية تسمى "محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز"، ومساحتها الإجمالية تزيد على 130000 كم2 مربع.

في حين تكون المنطقة الواقعة بين مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا محمية ملكية، وتسمى "محمية الأمير محمد بن سلمان"، بمساحة إجمالية تصل إلى 16000 كم2.