ملفات » قضية جمال خاشقجي

مجلس الشيوخ أقرب لفرض عقوبات على بن سلمان

في 2019/01/07

واشنطن بوست- ترجمة منال حميد-

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" محاكمة السعودية المتهمين بقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل 3 أشهر، بـ"المهزلة"، مؤكدة ضرورة إصرار الكونغرس الأمريكي على تحقيق العدالة في هذه القضية.

وتقول الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها، إنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تُعقد المحكمة السعودية المخصصة لمحاكمة المتهمين بقتل خاشقجي، في اليوم ذاته الذي بدأت فيه الدورة الجديدة للكونغرس الأمريكي يوم الخميس الماضي.

وتوضح أن مجلس الشيوخ الأمريكي حتى الآن هو أقرب إلى فرض عقوبات ذات مغزى على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أظهر تقييمٌ نهائيٌّ لوكالة الاستخبارات الأمريكية أنه "هو مَن أمر بقتل خاشقجي، وربما أشرف على عملية التنفيذ".

في ديسمبر الماضي، تقول الصحيفة، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي المنتهية ولايته، بالإجماع، على قرار يحمّل ولي العهد السعودي المسؤولية، على الرغم من إنكاره ومحاولات الرئيس دونالد ترامب التغطية عليه.

وترى أنه إذا كان الإجراء السعودي (المحاكمة) يهدف إلى تفادي مزيد من الإجراءات التي قد يتخذها الكونغرس، فإنه يمكن القول: إنه "ضعيف ومثير للشفقة".

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السعودية قد ذكرت أنه تم الخميس الماضي، عقد جلسة استماع أولية سرية، وأن أحد المدعين العامين يعتزم تقديم التماس ضد عقوبة الإعدام المقررة بحق 5 من 11 متهماً بالجريمة.

كل المؤشرات، بحسب "واشنطن بوست"، تؤكد أن ولي العهد السعودي متورط، كما أن كبار المسؤولين، الذين سبق أن اتهمتهم السلطات السعودية بالتورط في القتل، لم تُوجَّه إليهم أي اتهامات.

وتضيف: "بدلاً من ذلك، فإن التهمة وُجِّهت إلى مجموعة صغيرة من أفراد الأمن الذين يتلقَّون أوامرهم ويتبعون التعليمات، حيث يجري الآن تقديمهم باعتبارهم كبش فداء، في حين سيتم إعدام عدد منهم بطريقة وحشية".

ومن بين المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات، سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي بن سلمان، والذي يُعتقد أنه نظَّم العمليات غير القانونية التي تستهدف المعارضين، ولا يبدو أنه كان من بين من تمت محاكمتهم.

وأيضاً، هناك أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات المقال، وصلاح محمد الطبيقي الطبيب الشرعي الذي أجرى عملية تقطيع جثة خاشقجي بمنشار، حيث أكدت صحيفة "ديلي صباح" التركية أنه يعيش بهدوء مع عائلته في جدة.

وتؤكد الصحيفة أن "هذا الإفلات الصارخ من العقاب لم يدفع إدارة ترامب حتى لتأييد المحكمة. وبحسب مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية، فإن التعاطي السعودي مع القضية لم يصل لحد المصداقية التي تقول إدارة ترامب إنها تسعى لتحقيقها".

تصريحات المسؤول الأمريكي تأتي قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرياض. ومع ذلك، تقول "واشنطن بوست"، إنه من الغباء الاعتماد على السيد بومبيو في توجيه اللوم إلى السعودية؛ وهو الذي سبق أن دافع عن الرياض في شهادته أمام الكونغرس.

وتقول الصحيفة: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تدعم قِيمها وتصرَّ عليها، فإن عليها تحقيق العدالة في قضية مقتل خاشقجي، ويجب على الكونغرس أن يتولى زمام القيادة".

وتضيف: "على القيادة الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب تقديم حزمة إجراءات تتضمن فرض عقوبات أمريكية على جميع المتورطين في عملية القتل، ومن ضمنهم بن سلمان، وإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن".

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه لا يمكن أن تكون "العدالة السعودية الفاسدة" هي الفصل الأخير في قضية مقتل خاشقجي، الذي قُتل بعد ساعات من دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.