ملفات » قضية جمال خاشقجي

دبلوماسي أمريكي: لا نريد مزيدا من المفاجآت من السعودييين

في 2019/01/07

يو بي أي- ترجمة علي النجار -

قال سفير الولايات المتحدة السابق في البحرين "آدم إيريلي"، إنه عندما تعود جلسات الكونغرس للانعقاد هذا الشهر، فإن العلاقة ما بين الولايات المتحدة السعودية ستكون على رأس جدول أعماله.

وأضاف فى مقال نشرته وكالة "يوبي أي" الأمريكية، أن كلا من مجلسي النواب والشيوخ سوف يعقدان جلسات استماع ومناقشة لتشريعات حول الحرب في اليمن، ومقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والتعاون النووي مع السعودية، ومجموعة من القضايا الأخري.

وذكر أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ستنظر فى ترشيح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للجنرال "جون آبي زيد"، كسفير لواشنطن فى الرياض، مشيرا إلي أنه على الرغم من الغضب الأخلاقي، إلا أن تعيين سفير فى الرياض يعد بمثابة أمر طال انتظاره.

وتابع أن المنصب ظل شاغرا من يناير/كانون الثاني 2017، منذ مغادرة "جوزيف ويستفال"، ممثل الرئيس "باراك أوباما"، ومنذ ذلك الحين، كانت علاقتنا الثنائية مع السعودية، تدار من قبل ثلاثة أشخاص.

وأوضح أن الثلاثة أشخاص هم وزير الخارجية ووزير الدافاع، والمستشار الرئاسي وصهر "ترامب"، "جاريد كوشنر" وأدي ذلك إلي نتائج متباينة بالتأكيد.

ووفق "إيريلي"، فإن أيا ما كان تفكير المرء فى الوضع الحالي لمجريات الأمور، فإن السعودية سوف تستمر فى لعب دور كبير فى المستقبل الاقتصادي والأمني للمنطقة، وهذا بمثابة أمر حيوي لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو الواقع الذي يجب واشنطن أن تقبله وتعمل على التأثير فيه.

ولفت إلي أن الكثير من مسؤولية التأثير فى الوضع الراهن سوف تقع على عاتق رجلنا فى الرياض، فوظيفة السفير هي إدارة العلاقات الثنائية بطريقة تؤدي إلي تقدم المصالح الأمريكية، وهذا شيء لا يمكن القيام به عن بعد.

وأكد أن الزيارات الدورية إلي العواصم والمحادثات الهاتفية ستعمل فقط على عدم قطع تلك العلاقات.

وقال إن الحفاظ على استقرار المملكة والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز الأمن الأقليمي والتجارة وحماية المواطنين الأمريكيين، يتطلب العمل على الأرض، أو فى هذه الحالة، دبلوماسيا  قادرا ومخولا بصلاحيات تمكنه من قول الحقيقة إلى السلطة سواء فى واشنطن أو الرياض، مؤكدا أن "آبي زيد" هو المرشح المناسب لأمريكا فى الوقت المناسب.

وذكر أن "آبي زيد" سيحتاج فى تلك الفترة إلي جميع مهاراته كقائد عسكري ودبلوماسي عندما يتولي منصب السفير فى السعودية؛ فالعلاقات الأمريكية-السعودية، أكثر اضطرابا الآن أكثر مما كانت عليه فى أي وقت منذ  أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

ومضي قائلا: "إن الإجراءات المتهورة من قبل المشروعين أو صناع القرار الأمريكيين،تهدد  بإلحاق ضرر طويل الأمد بعلاقات تاريخية خدمت فى جزء كبير منها المصالح الأمريكية بشكل جيد".

ولكن على النقيض، شدد السفير الأمريكي السابق أنه يتعين على قادة المملكة العربية السعودية أن يفهموا ويستوعبوا ويستجيبوا استجابة مجدية إلى عمق القلق فى الولايات المتحدة إزاء سياسيات الرياض الأكثر إزعاجا.

وأكد الدبلوماسي السابق أنه لا يوجد حل سريع أو سهل للحالة الراهنة، وأن اتباع إسلوب "طريقتي أو أرحل" فى العلاقة، والتي يتسم بها  الكثير من الخطابات فى واشنطن سوف تثبت أن لها أثارا عكسية على التعاون الذي نحتاجه فى مجموعة من المسائل بالغة الأهمية.

وأردف: "يتطلب الحصول على نعم من السعودية مشاركة مستمرة ودبلوماسية، وليس الإنذارات النهائية، وهذا هو المكان الذي يمكن لآبي زيد أن يثبت دوره كسفير".

واستشهد بما كتبه "دينس روس" - أحد الدبلوماسيين المخضرمين الذين عملوا فى الشرق الأوسط- مؤخرا بصحيفة "واشنطن بوست": " لقد حان الوقت الآن للذهاب إلى الملك وولي العهد ونقول لهم : لا مزيد من المفاجآت".

وأضاف أن الأمر لا يقتصر عل  اختيار "ترامب" للسفير، من الوصول إلي الملك وولي العهد عند الحاجة، ولكننا نريد أيضا إنشاء قناة لمناقشة السياسية العامة رفيعة المستوي، فكل ثلاثة أشهر يتوجب على وزراء الخارجية والدفاع أن يجتمعوا بولي العهد ووزير خارجية المملكة وأعضاء البلاط الملكي لمناقشة القضايا والمصالح المشتركة.

وأكد أن القيادة السعودية فشلت بصورة متعاقبة فى قراءة الولايات المتحدة بشكل صحيح، وقد يعتقدون أنهم يمتلكون ترامب وعائلته في جيبهم، لكن ذلك سيكون خطأ فادحا".

ونوه إلى أن السفير الناجح هو من "يستطيع إقناع حليفنا بأن القوة في الولايات المتحدة مستمدة من شعبها وليست من الفرد، ومثلما يحمِّل الشعب الأمريكي قادته للمساءلة، كذلك يفعل الشعب الأمريكي مع حلفائه".

وختم أنه من خلال المشورة الصريحة ولكن المحترمة مع أصدقائنا السعودييين، فلدي "آبي زيد" فرصة للنجاح فيما فشلنا فيه حتى الآن، وهو إحداث تغيير إيجابي فى السلوك السعودي مع الحفاظ على الأسهم الأمريكية فى المنطقة.