صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية-
شكّكت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بجدّية إدارة الرئيس دونالد ترامب في محاسبة ومعاقبة قتلة الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، متّهمة الإدارة بحماية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والمسؤولين الآخرين من العواقب الوخيمة للجريمة.
وقالت الصحيفة الأمريكية في مقال افتتاحي بعددها الصادر اليوم، الثلاثاء: إن "كل المؤشرات -لسوء الحظ- تدلّ على أن ليس هناك جدّية من إدارة ترامب بمحاسبة القتلة، خاصة بعد توقعات وزير الخارجية، مايك بومبيو، عقب انتهاء اجتماعاته بالملك سلمان بن عبد العزيز، بأن كل شخص مسؤول عن قتل جمال خاشقجي يحتاج أن يخضع للمساءلة".
ودعت الصحيفة الكونغرس الأمريكي بقيادته الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب إلى عدم السماح بالاستمرار بمساعدة النظام السعودي وبن سلمان، وضمان العمل على محاسبة جميع المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، ومعاقبتهم على فعلتهم، ومن ذلك (تفعيل) العقوبات الأمريكية.
وأضافت الصحيفة: إن "المشكلة في رسالة بومبيو بشأن محاسبة قتلة خاشقجي أنها نُقلت إلى ولي العهد السعودي بن سلمان، الذي تؤكّد وكالة المخابرات الأمريكية أنه من يقف وراء جريمة قتل خاشقجي".
واعتبرت الصحيفة أن ما قام به وزير الخارجية الأمريكي مثير للسخرية؛ لكونه لا يزال يصف عملية التحقيق السعودية بقتل خاشقجي والإجراءات القضائية التي يزعم السعوديون قيامهم بها بأنها على درجة من المصداقية.
وتتابع: "حتى إذا وضعنا جانباً مسؤولية ولي العهد، فهناك تأكيد سعودي غير عادي بأن الجريمة متورّط بها 21 شخصاً، لكن 11 منهم فقط قد وجّهت لهم المحكمة السعودية التهم، من بينهم اثنان من كبار مساعدي بن سلمان؛ وهما سعود القحطاني المستشار السابق بالديوان الملكي، وأحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السابق".
وتؤكد الصحيفة، وفق مقال للكاتب ديفيد أغناتيوس، نُشر الأسبوع الماضي، أن بن سلمان لا يزال على اتصال مع القحطاني الذي يواصل عمله في إسكات المعارضة السعودية.
ونقلت عن عائلة السعودية لجين الهذلول، المعتقلة في السجون السعودية، قولها: إن "القحطاني كان حاضراً، الصيف الماضي، عندما تعرّضت للتعذيب الذي شمل الإغراق والصعقات الكهربائية، وهدّدها بالاغتصاب والقتل".
وتشير الصحيفة إلى تقارير إخبارية تحدّثت عن أن صلاح محمد الطبيقي، الخبير في الطب الشرعي الذي قيل إنه من أشرف على عملية تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظم، يعيش حالياً مع عائلته في فيلا بمدينة جدة.
وتؤكد "واشنطن بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي يدرك كل الحقائق السابقة، ولكنه عندما سُئل عما إذا كان متأكّداً من أن السعوديين سيصلون إلى نتيجة تحقيقهم في قضية مقتل خاشقجي، رد بومبيو: إنهم "ما زالوا يعملون من خلال عملية لتقصي الحقائق".