ملفات » قضية جمال خاشقجي

بن سلمان متمسك بقاتل خاشقجي.. "حرٌ ومرضيٌ عنه"

في 2019/01/16

رويترز-

كشفت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر غربية وعربية وسعودية على صلة بالديوان الملكي السعودي، اليوم الأربعاء، أن المستشار المقال من الديوان الملكي سعود القحطاني، والمتهم بالتخطيط لمقتل الصحفي جمال خاشقجي، لا يزال يتمتع بنفوذ ضمن الدائرة المقربة من ولي العهد محمد بن سلمان وأنه "حر ومرضي عنه".

وكان القحطاني عُزل من منصبه كمستشار لمحمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، في أواخر أكتوبر الماضي، بعدما ذكرت مصادر بالمخابرات الأمريكية أنه أشرف على عملية قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بأن أعطى الأوامر للقتلة عبر تطبيق سكايب، كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه بسبب دوره في الجريمة.

كما أيد مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي، قراراً يحمل ولي العهد المسؤولية عن قتل خاشقجي ويطالب الرياض بإجراء تحقيق شفاف.

وعندما كان رئيساً للمركز الإعلامي الخاص بالديوان الملكي، كان القحطاني مسؤولاً عن وحدة إعلامية إلكترونية مكلفة بحماية صورة المملكة، وتملي النهج الرسمي بشأن قضايا مختلفة من حصار قطر وصولاً إلى تسويق سياسات المملكة الخارجية.

-لا يزال حاضراً

وتحدثت ستة مصادر لـ"رويترز " عن أن القحطاني لا يزال يتصرف نيابة عن الديوان الملكي، وقال مصدران منهم إنه لا يزال على اتصال بولي العهد السعودي، في حين قال ثلاثة آخرون إنه يواصل توجيه تعليمات لمجموعة صغيرة من الصحفيين السعوديين بشأن ما ينبغي أن يكتبوه عن سياسات المملكة.

وتقول المصادر إن الحصانة التي يتمتع بها القحطاني، الذي ينظر إليه على أنه الذراع اليمنى لبن سلمان، تثير مخاطر تقويض التعهدات السعودية بمحاسبة المسؤولين عن جريمة اغتيال خاشقجي.

وأكدت مصادر مطلعة في الحكومة أن القحطاني كان يتحكم بالتواصل مع ولي العهد وكثيراً ما كان يتحدث نيابة عنه قبل عزله، ولم يتم الإعلان حتى الآن عن بديل رسمي له.

وذكر خمسة من المصادر أن القحطاني واصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، رغم أنه لم يتضح بأي صفة كان ذلك، وطلبت كل المصادر عدم الكشف عن أسمائها للموافقة على مناقشة أمور داخلية حساسة.

وقال أحد المصادر الأجنبية: "لا يزال حاضراً وحراً ومرضياً عنه، ولي العهد لا يزال متمسكاً به، ولا يبدو مستعداً للتضحية به".

وأفاد مصدر مطلع بأن بن سلمان نفسه أبلغ زواراً بأن القحطاني لا يزال مستشاراً له، لكنه أكد لهم في الوقت نفسه أن بعض الصلاحيات قد سُحبت منه.

وذكر ثلاثة من المصادر أن القحطاني لا يزال يملي النهج الرسمي للديوان الملكي على كتاب الأعمدة وكبار الصحفيين، الذين يرى أنهم قادرون على التأثير في الرأي العام، وذلك رغم تركه مجموعة كان يديرها لهذا الغرض على "واتساب".

وأوضحت المصادر الثلاثة أنه يوجه الرسائل بدلاً من ذلك إلى الأفراد مباشرة، متضمنة التعليمات بشأن ما ينبغي كتابته أو عدم التطرق إليه.

-خارج الخدمة

ونفى مسؤول سعودي أن يكون القحطاني لا يزال يمارس أي دور في الديوان الملكي، وقال إنه لم يقم بأي عمل منذ عزله ولا يزال رهن التحقيق وممنوعاً من السفر.

وأحال المسؤول "رويترز" إلى تصريحات المتحدث باسم النائب العام في العام الماضي، بأنه تم احتجاز 21 سعودياً فيما يتصل بقضية خاشقجي، تم توجيه الاتهام إلى 11 منهم وأحيلوا إلى المحاكمة لكن دون الكشف عن أسمائهم.

ورفض مسؤولون سعوديون الكشف إن كان القحطاني بين المقبوض عليهم، لكن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى في ذلك الحين ذكر لـ"رويترز" أن "عزله قرار سياسي بسبب التقصير في أداء الواجب والاشتراك في تسلسل الأحداث التي أفضت إلى واقعة القتل".

وطالب النائب العام السعودي بإنزال عقوبة الإعدام بحق خمسة من المشتبه بهم الأحد عشر المحتجزين فيما يتصل بقتل خاشقجي، وعقدت أول جلسة من المحاكمة هذا الشهر.

- اختفاء مؤقت

وتوقف القحطاني عن استخدام "تويتر" الذي دأب على استخدامه لمهاجمة منتقدي المملكة، وكان آخر ظهور له في أكتوبر الماضي، كما غير سيرته الذاتية في ملفه الشخصي إلى "حساب شخصي".

لكن نشطاء سعوديين يعيشون في الخارج لا يزالون يرون نفوذه على الإعلام السعودي وفي الهجمات التي يقولون إنهم يتعرضون لها على تويتر، والتي تتهمهم بعدم الولاء لولي العهد، أو بعدم الوطنية، لأنهم لا يؤيدون سياساته.

وقالت الباحثة والناشطة السعودية هالة الدوسري، المقيمة في الولايات المتحدة: "لم يتغير شيء، إنه يتبنى نفس النهج على ما يبدو، نفس اللغة العدوانية. بصماته لا تزال ظاهرة على الإعلام السعودي".

وقال مصدر مطلع على تقارير وتحليلات الوكالات الحكومية الأمريكية إنها تعتقد بأن تعليمات صدرت إلى القحطاني للتواري عن الأنظار "مؤقتاً"، وإنه من المستبعد أن يتخلى عنه ولي العهد.

كما ذكر دبلوماسيون غربيون في الرياض أن القلق كان يساور بعض الحلفاء الغربيين، حتى قبل قتل خاشقجي، إزاء السلطات التي يتمتع بها القحطاني داخل الديوان الملكي، كما حث مسؤولون غربيون الرياض في الخفاء على تعيين مستشارين أكثر حنكة بدلاً منه.