ملفات » قضية جمال خاشقجي

على طريقة المافيا.. السعودية تطمس أدلة جريمة خاشقجي بتصفية قاتليه

في 2019/02/11

الخليج أونلاين-

تحاول السعودية إخفاء أدلة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول التركية، عبر اتخاذ إجراءات كالتي تعمل بها عصابات المافيا الدولية، التي تُتْبِع عملياتها الإجرامية بتصفية منفذيها؛ خوفاً من كشفهم لكامل الحقائق، وتوريط مسؤولين معهم.

ولم يعد لفريق اغتيال خاشقجي أي ظهور، منذ اللحظات الأولى للكشف عن هويتهم وصورهم، وهم: ماهر عبد العزيز المطرب، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، وفهد شبيب البلوي، وبدر لافي العتيبي، ومصطفى محمد المدني، وسيف سعد القحطاني، ومشعل سعد البستاني، وصلاح محمد الطبيقي، ونايف حسن العريفي، ومحمد سعد الزهراني، ومنصور عثمان أباحسين، وخالد عايض الطيبي، وعبد العزيز محمد الحساوي.

وتدور تكهنات حول تخلص السلطات السعودية من قائد فريق الاغتيال، المطرب، من أجل طمس الحقائق، ومنع الوصول إلى أي دليل يؤكد تورط بن سلمان بإعطائه الأوامر لتنفيذ عملية الاغتيال.

عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، قطع الشك باليقين حول تخلص بلاده من المطرب، حين قال إنه لا يعلم مكانه، أو إن كان حياً أم لا.

وأكد الجبير، خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن أمس السبت، أن سعود القحطاني، الوزير السابق بالديوان الملكي والمقرب من ولي العهد بن سلمان، أقيل من منصبه بموجب الأمر الملكي، في أكتوبر الماضي.

ورفض "الجبير" الإفصاح عن أسماء الذين يحاكمون أمام القضاء بالسعودية في قضية مقتل خاشقجي، لكنه أشار إلى أن ممثلين عن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي حضروا جلسات المحاكمة.

تصريحات الجبير تعطي مؤشراً على ممارسة السلطات السعودية بالفعل أسلوب عصابات المافيا في طمس آثار جرائمها، وهو ما بدأت به فعلاً عقب عملية الاغتيال، حيث أُعلن قتل الملازم في سلاح الجو الملكي السعودي، مشعل سعد البستاني (31 عاماً) في حادث سير، وهو أحد أعضاء فريق الاغتيال.

وكانت صحيفة "يني شفق" الـتركية كشفت، في 10 أكتوبر الماضي، أي بعد 8 أيام فقط من تنفيذ الجريمة، أن عضواً في الفريق المشتبه بتنفيذه عملية قتل الإعلامي السعودي المعارض خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر، لقي حتفه في حادث سير بالعاصمة السعودية الرياض، وهو ثاني من تُعلن وفاته من 15 مشتبهاً به في القضية.

وسبق تصفية الملازم البستاني، الإعلان عن وفاة فهد شبيب البلوي، وهو أحد أعضاء فريق الاغتيال أيضاً، بظروف غامضة، لم يُكشف عنها، أو يُعرض كيف قُتل، أو ترصد جنازة له.

ويوم 14 أكتوبر، زوَّرت صحيفة "الوطن" السعودية اسم أحد أعضاء فريق اغتيال خاشقجي، زاعمة أنه متوفى منذ سنوات.

الصحيفة قالت إن "عبد العزيز شبيب البلوي"، وهو ضابط سعودي أكدت ذكر اسمه ضمن قائمة الـ15 المتهمين باغتيال خاشقجي، "توفي قبل عامين في حادث مروري"، في حين أن المتهم ضمن القائمة التي أعلنتها تركيا يدعى "فهد شبيب البلوي".

ولم تظهر السلطات السعودية أياً من أعضاء فريق الاغتيال الـ15 عبر وسائلها الإعلامية، واكتفت بأن عقدت محاكمة للأشخاص الذين تقول إنهم مدانون في مقتل خاشقجي، وعددهم 11 شخصاً، في تناقض جديد مع روايتها الرسمية الأولى التي أعلنت خلالها وجود 18 متهماً مشاركاً في جريمة القتل.

ولم يرَ العالم صور المحاكم، أو المدانين في جريمة القتل، كما غابت صورة المطرب الذي كان يظهر مع ولي العهد بن سلمان في جولاته الخارجية، وهو ما يعطي مؤشراً جديداً على إمكانية تصفيته بالفعل، وطمس الأسرار معه.

ويبدو أن السعودية لا تعلم أن العالم سيسألها عن مصير قتلة خاشقجي، وإخفائهم بشكل مريب، حيث بدأ النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤل حول مصيرهم.

الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة رجح أنه تم التخلص من ماهر عبد العزيز المطرب، إذ لم يشهد أحد محاكمته، إضافة إلى تعزيز ذلك من خلال تصريحات الجبير حول عدم علمه هل هو حي أو ميت.

وقال أبو هلالة في تغريدة له عبر حسابه في موقع "تويتر": "لو كان ماهر مطرب  رئيس فريق اغتيال جمال خاشقجي حياً لكن جواب وزير خارجية السعودية عادل الجبير: لقد تم اعتقاله وتوجيه الاتهامات له وسيلاقي محاكمة عادلة".

وأضاف: "المطرب هو المنفذ الذي نفذ قراراً على أعلى مستوى وسعود القحطاني أحد الحلقات".

الكاتب والمحلل السياسي داوود البصري أكد أن الغموض يحيط بمصير قاتل خاشقجي ماهر المطرب، خاصة بعد تأكيد الجبير أنه لا يعلم مكانه.

وقال البصري، في تغريدة له عبر حسابه في موقع "تويتر": "القضية دخلت في أفلام هوليوودية وعلى طريقة لغز مقتل الرئيس كينيدي!".

الإعلامي والناشط الحقوقي أسعد الشرعي رأى أن السعودية بدأت بالفعل بقتل المتورطين بقتل خاشقجي، بغية طمس الأدلة، وعدم فضح ولي العهد محمد بن سلمان.