ملفات » قضية جمال خاشقجي

محاولات ابتزاز مدير أمازون تكشف أن السعودية هي أسوأ صديق

في 2019/04/04

متابعات-

في مقال كتبه ديفيد روثكوف، المدير التنفيذي لـ “ذا روثكوف غروب” والتي تقدم خدماتها واستشاراتها العامة والخاصة لزبائن حول العالم بمن فيهم الإمارات العربية المتحدة ونشره موقع “دايلي بيست”، قال فيه إن محاولات ابتزاز مدير شركة أمازون جيف بيزوس كشفت عن أن “السعودية، عدو أعداء ترامب هي أسوأ صديق”.

وقال: “لقد تم عد الأصوات وهناك الكثير من المرشحين لكن ما ظهر هو أن السعودية هي أسوأ صديق لأمريكا حتى بدون أن تشتري رضاء القضاة”. وأضاف “ولا يمكن أن تتخيل عمق الكذبة التي تجعل المملكة الرهيبة تحصل على هذه المعاملة اللطيفة من الرئيس وصهره ووزير خارجيته وفي الآونة الأخيرة وزير الطاقة ريك بيري” ، ويضيف أن “العلاقة المرَضِية بين فريق ترامب و “م ب س” هي واحدة من الأسباب التي تجعل السعودية من أسوأ صداقات أمريكا، لأنها علاقة متجذرة في الفساد والأكاذيب وسوء الحسابات والدوافع السيئة من الطرفين”.

ويرى الكاتب أن السعوديين جعلوا من الصداقة السيئة “فنا” “فهم يرحبون بالرئيس ويشرفونه ويضخمون ذاته وبعدها يهمس ولي العهد محمد بن سلمان أن جارد كوشنر (صهر الرئيس) في جيبه”. وفي الوقت الذي “يقيمون علاقات تجارية مع منظمة ترامب يقومون بقتل وتقطيع صحافي يقيم في الولايات المتحدة ويكتب في “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي”.

ويضيف روثكوف قائلا إن السعوديين “يعقدون صفقات عسكرية مع الولايات المتحدة وشركات التكنولوجيا ثم يستخدمونها وحسبما كتب المستشار الأمني غافين دي بيكر في “ديلي بيست” نهاية الأسبوع  للتجسس على رب عمله، مديره جيف بيزوس، الذي لا يعد عدوهم فقط بل عدو ترامب”.

وقال: “في الوقت الذي قال فيه ناشرو “أمريكان ميديا” الذين يصدرون “ناشونال إنكوييرر” إنهم لم يستخدموا مصادر سعودية في جهودهم لتشويه سمعة بيزوس من خلال نشر صور فضائحية له إلا إنه لا يمكن اعتبارهم مصدرا موثوقا للمعلومات وكشفوا أنهم يقفون في نفس الصف مع السعوديين. خاصة من خلال العدد الخاص الغريب والعجيب الذي أصدروه ترويجا لصورة وإنجازات “م ب س “والذي قام حسب كل التقارير بإصدار أوامر قتل وتقطيع جمال خاشقجي”.

وأضاف الكاتب إن السعوديين استخدموا الأسلحة الأمريكية في حرب غير ضرورية قتلت عشرات الألاف من الأبرياء، وعرضت حياة الملايين للخطر في اليمن. وحصلوا على التكنولوجيا النووية في صفقة أشرف عليها أولا مستشار الأمن القومي الأول لترامب، مايكل فلين الذي استقال بعد فضيحة. ويرى الكاتب أن السعوديين حصلوا على التكنولوجيا لأن ترامب لا يهتم بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها القيادة السعودية. في وقت يتلهف فيه ترامب ومن حوله للمواجهة مع إيران والتي تحتاج لدفع وتقوية السعودية.

ويعلق روثكوف قائلا: “هذه هي الطريقة التي يتصرف فيها أصدقاء السوء، فهم يهينوك، وينتهكون الحقوق والمعايير التي يدافعون عنها. ويستخدمون الأسلحة لقتل الأبرياء بحيث تصبح يداك ملوثة بالدماء. ويقتلون أبناء شعبك. ويسخرون منك في غيابك وبعدها يستخدمون التملق والشيكات المفتوحة، ويقومون بإفسادك لكي تعطيهم ما يريدون لمواصلة الضرر ويعرضون مصالحك القومية للخطر”.

وأشار روثكوف إلى أن السعودية ستكون موضوع تحقيق معمق في مجلس النواب ستركز على تبييض الأموال وعلاقات ترامب التجارية وفي قضية قتل جمال خاشقجي وإن كانت الولايات المتحدة صادقت بشكل تكتيكي على حملة تشويه بيزوس وإدارة ما يمكن وصفه أخس علاقة تشهدها حقبة ترامب.

ويكتب روثكوف في نهاية مقالته عن روسيا التي يقول إنها عدو في النهاية، وكان يجب أن يتوقع الأمريكيون الأسوأ منها مقارنة مع السعوديون الذين يزعمون أنهم حلفاء الأمريكيين. وربما أخطأ السعوديون التقدير وهو ما أدى إلى رد فعل من ممثلي الحزبين في الكونغرس وأدت إلى التحقيقات التي أشار إليها الكاتب، ولن يمضي وقت طويل حيث لا يستطيعوا فيه الزعم أن علاقتهم الخاصة مع الولايات المتحدة هي في الحقيقة خاصة أو حتى صداقة. ويعتقد الكاتب أن الطريق الوحيد لتجنب هذا المصير هو اعتراف حكومة المملكة بأنها ذهبت بعيدا وأن عقد علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، الديمقراطية ليست مثل إقامة علاقة مع دونالد ترامب.