متابعات-
عادة ما كان يقضي العاهل السعودي؛ الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، إجازته الصيفية، بين شواطئ فرنسا والمغرب، ولكن عقب عاصفة الانتقادات التي تعرضت لها المملكة مؤخرا، على خلفية مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، قرر الملك "سلمان" أن يقضي عطلته في بلاده.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، بدأ الملك "سلمان"، قضاء إجازته في مدينة نيوم (شمالي المملكة)، بمرافقة عدد من الأمراء والمستشارين.
جدل بفرنسا
لم يكن مقتل "خاشقجي"، في قنصلية المملكة بإسطنبول، هو السبب الوحيد لقرار الملك السعودي، ففي عام 2015، قطع الملك إجازته الصيفية بجنوب فرنسا، التي كانت مقررة أن تدوم ثلاثة أسابيع، وانتقل إلى طنجة المغربية، إثر عريضة، وقعها نحو 150 ألفا من السكان، احتجاجا على إغلاق شاطئ عام أمام قصره.
وحينها، قال مصدر سعودي، إن مغادرة الملك "سلمان"، كانت لاستكمال برنامج عطلته، ولا علاقة للأمر بالتغطية الإعلامية التي أثارتها إجازته في فرنسا.
بذخ في المغرب
وفي 2017، كشفت وسائل إعلام، أن العطلة الصيفية للملك "سلمان" في مدينة طنجة المغربية، كلفت أكثر من 100 مليون دولار، فيما اعتبرته الصحف "أغلى إجازة على الإطلاق".
وذكرت أن المبلغ المنفق يعادل 1.5% من نسبة إيرادات السياحة في السنوية، في المغرب.
وقالت إن ملك السعودية، حظي باستقبال باذخ عندما حل بالمغرب في نهاية يوليو/تموز الماضي، واتخذ قصره الصيفي الذي يمتد على مساحة 74 فدانا، مقاماً له خلال العطلة.
وأنه كان مرفوقاً بحاشية تضم ألف شخص، تم توزيعهم على نحو 800 غرفة في فنادق المنطقة الفاخرة، وأنهم استأجروا 200 سيارة، إضافة إلى السيارات التي جلبها معه الملك.
خاشقجي
ولكن هذه الضجة، لم تكن إلا سببا ثانويا، أمام أسباب رئيسية، حسب مراقبين، وهي الأزمة المكتومة بين الرياض والرباط، والتي تجسدت في رفض الأخيرة استقبال ولي العهد؛ الأمير "محمد بن سلمان"، خلال جولته العربية، عقب الأزمة التي أثارتها حادثة اغتيال "خاشقجي".
وحينها تحفظ المغرب على استقبال "بن سلمان"، بسبب "الظروف غير المناسبة".
وكان المغرب من الدول العربية القليلة التي رفضت الوقوف إلى جانب السعودية في الضغط الدولي الذي تتعرض له بسبب جريمة مقتل "خاشقجي".
كما تمر العلاقات بين المملكتين، ببرودة ملحوظة، بسبب وقوف المغرب إلى جانب قطر في الأزمة الخليجية الأخيرة، وانسحاب المغرب من حرب اليمن، ورفضه تسليم الأمير "منصور بن عبدالله" إلى السلطات القضائية السعودية، بعد حادثي فندق "الريتز كارلتون" واغتيال "خاشقجي".
"نيوم" بديلا
أما "نيوم"، التي يقضي فيها العاهل السعودي إجازته الحالية، فهي مدينة مطلة على ساحل البحر الأحمر، وأول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول، إذ ستمتد بنيته وأراضيه إلى داخل الحدود المصرية والأردنية، فضلاً عن ربط الموقع أيضاً بين ثلاث قارات، آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ما يجعله نقطة محورية.
وأعلن "بن سلمان"، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، عن إطلاق مشروع "نيوم"، كأحد أكبر المشاريع في السعودية والمنطقة العربية، إذ يمتد على مساحة تصل إلى 26.5 ألف كيلومتر مربع.
ويُعتبر المشروع الضخم الذي بلغت قيمته 500 مليار دولار، جزءاً من رؤية السعودية 2030، والتي تطمح إلى تطوير المملكة في مجالات عدة، على رأسها السياحة.