متابعات-

برز اسم الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي بشكل كبير منذ مقتله في قنصلية بلاده بإسطنبول، في أكتوبر 2018، وتحولت قضية اغتياله إلى مسألة رأي عام عالمي.

وبعد مرور أكثر من عام ونصف على الحادثة، وبعد نحو خمسة أشهر من صدور أحكام بإعدام خمسة أشخاص وسجن ثلاثة آخرين في القضية، ورفض المحكمة الاتهامات الموجهة لثلاثة آخرين لعدم ثبوت إدانتهم، أصدر أبناء خاشقجي بياناً يعفون فيه عن مرتكبي الجريمة دون تسميتهم، فيما أكّدت خطيبته الاستمرار بالمطالبة بالعدالة.

العفو والقصاص

وأعلن صلاح خاشقجي، نجل جمال الأكبر، في بيانٍ، فجر الجمعة (22 مايو 2020)، باسم جميع إخوته "أنهم يسامحون قتلة والدهم".

وكتب صلاح في حسابه الموثق على موقع "تويتر": "في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل نسترجع قول الله تعالى في كتابه: (وَجزاءُ سيّئة سيئةٌ مثلُهَا فَمن عَفَا وأصْلَحَ فأَجره على اللَّه إِنَّه لَا يُحبُّ الظَّالمين)".

وأضاف البيان: "لذلك نعلن -نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي- أنّا عفونا عمن قتل والدنا رحمه الله لوجه الله تعالى، وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل".

ووفقاً للشرع الإسلامي يمكن أن تخفف عقوبة الإعدام في حال العفو من قبل عائلة الضحية، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الأمر ينطبق على هذه القضية.

في المقابل قالت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، معلقة على قرار أبناء خاشقجي العفو عن قتلة والدهم وخطيبها، يوم الجمعة (22 مايو 2020): "جمال قُتل في قنصلية بلاده حين وجوده هناك لاستلام أوراق لإتمام زواجه رسمياً.. القتلة قدموا من السعودية بترتيب مسبق، والقتل غيلة، وليس لأحد حق العفو، لن نعفو لا عن القتلة ولا عمن أمر بقتله".

وأردفت في تغريدة أخرى: "أصبح جمال رمزاً عالمياً أكبر منا جميعاً قريباً كان أم حبيباً. وجريمة قتله المشينة لن تسقط بالتقادم، ولم يعد لأحد حق في العفو عن قاتليه. سأستمر أنا وكل من يطالب بالعدالة من أجل جمال حتى نحقق مرادنا".

وفي إطار هذه الخطوة التي قامت بها عائلة الراحل جمال خاشقجي؛ سواء بالعفو عن القتلة عبر أبنائه أو المطالبة بالقصاص العادل عبر خطيبته، من هي عائلته وأولياء دمه؟

صلاح خاشقجي

الابن الأكبر لجمال خاشقجي، تخرج في معهد فرجينيا التقني في الولايات المتحدة، ويعمل حالياً مدير قسم في البنك الأهلي التجاري في السعودية. 

تصدر رسمياً الحديث عن والده لوسائل الإعلام، وانتقد في لقاء مع قناة "العربية" المحلية تسييس قضية اختفاء والده، وأكد أن آخر اتصال بينهما كان لدى وجود الأخير في الولايات المتحدة الأمريكية، ونفى معرفته بزيارته الأخيرة لتركيا، أو بعلاقته مع خطيبة والده الباحثة التركية خديجة جنكيز.

عبد الله خاشقجي

كان مع والده في إسطنبول، وعاد إلى الولايات المتحدة قبل مقتل أبيه. طالب بتشكيل لجنة مستقلة حيادية للتحقيق في القضية، ونشر تغريدة على حساب نُسب له على "تويتر"، قال فيها: "نتابع نحن أبناء الصحفي جمال خاشقجي بمزيد من القلق الأنباء المتضاربة عن مصيره بعد أن فقدنا الاتصال به منذ أسبوعين بعد دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول". 

وأضاف: "وإذ تعمل الأسرة في الوقت الحالي على تجاوز صدمة الأحداث وجمع شتات كافة أبنائه فإننا نطالب من منطلق مسؤوليتنا الأخلاقية والقانونية بتشكيل عاجل للجنة مستقلة وحيادية ذات طبيعة دولية لتقصي الحقائق حول ملابسات اختفائه، والأنباء المتضاربة عن مقتله".

وأكمل قائلاً: إن "الأسرة تطالب كافة الأطراف باحترام خصوصية العائلة، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة، والابتعاد عن تسييس قضيته والنيل من سمعته الطيبة التي يشهد بها القاصي والداني".

نهى خاشقجي 

بنت الراحل جمال الكبرى، تخرجت في جامعة كوكوران للفنون في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة، عام 2012، وتعمل اليوم مصممة صور متحركة ومخرجة أفلام قصيرة، وتسافر بين دبي ولوس أنجلس.

رزان خاشقجي 

ابنة الراحل جمال الصغرى، تخرجت في جامعة كوركوران للفنون قسم "ديجيتال ميديا"، عام 2014، وتعمل مصممة صور متحركة ومصورة فوتوغرافية، وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

آلاء محمود نصيف

زوجة خاشقجي السابقة، وهي ابنة المهندس السعودي محمود نصيف والدكتورة فاطمة نصيف، تحمل شهادة في الطب البشري، وحصلت على جوائز عديدة في مجال التنمية الاجتماعية. 

كما شغلت مناصب متعددة؛ من بينها المديرة الإدارية لمركز الملك عبد الله لحوار الأديان، وتزوجت من جمال خاشقجي عام 2010، بعد انفصالها عن زوجها السابق، وانفصلا عام 2017. 

خديجة جنكيز

خطيبة خاشقجي التي كان يود الزواج منها، وكانت معه في آخر ساعات عمره أمام باب قنصلية بلاده قبيل اختفائه ومقتله، حيث ذهب إليها للحصول على وثيقة تفيد بتثبيت زواجهما، وهي من أعلنت عن الحادثة للحكومة التركية ووسائل الإعلام.

وهي باحثة تركية متخصصة بالشأن العُماني، حصلت على إجازة في الماجستير من معهد السلطان قابوس في مسقط، عام 2012، لذا تجيد اللغة العربية بطلاقة. 

خديجة استمرت بالمطالبة بالكشف عن مصير خطيبها، وعند إعلان المملكة نبأ مقتله رسمياً غردت على "تويتر": "إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا حبيبي جمال لمحزونون".

والراحل جمال من مواليد 13 أكتوبر 1958، بالمدينة المنورة، صحفي وإعلامي سعودي من أصول تركية، ترأس عدّة مواقع في صحف السعودية، وتقلّد منصب مستشار لعدد من الدبلوماسيين السعوديين، كما كان مدير عام قناة "العرب" الإخبارية. ويكتب عموداً في صحيفة واشنطن بوست منذ 2017، وُصف في الصحف وأجهزة الإعلام العالمية بأنه "وفيّ للدولة السعودية" و"منتقد لسياساتها".