المونيتور - ترجمة الخليج الجديد-
قام نائب وزير الدفاع السعودي الأمير "خالد بن سلمان"، برحلة مفاجئة إلى واشنطن يوم الثلاثاء في أول زيارة سعودية رسمية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".
وجلس "خالد بن سلمان"، شقيق ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، مع كبار مسؤولي البنتاجون يوم الثلاثاء بعد اجتماع مع مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" إنه من المقرر أن يجتمع مع مسؤولين في وزارة الخارجية يوم الأربعاء.
تعزيز الشراكة الأمريكية السعودية
وقال المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي" بعد الاجتماع إن وكيل وزارة الدفاع للسياسة "كولين كال" قاد اجتماع وزارة الدفاع الأمريكية مع "بن سلمان" لإعادة تعزيز العلاقات الأمريكية السعودية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "مارك ميللي" حضرا أيضا الاجتماع.
وقال "كيربي" للصحفيين إن "كال شكر نائب وزير الدفاع على العمل الوثيق البناء مع مبعوث الولايات المتحدة الخاص لإنهاء الحرب في اليمن كما أدان هجمات الحوثيين عبر الحدود".
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين ناقشوا سبل العمل مع السعودية لمواجهة الطائرات المسيرة المسلحة والتي أصبحت السلاح الأكثر استخداما من قبل الجماعات المرتبطة بإيران لمهاجمة كل من الأهداف الأمريكية والسعودية في المنطقة".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن نظام دفاع جوي أمريكي أسقط طائرة مسيرة مسلحة كانت تحوم فوق سفارة واشنطن في بغداد، ولم يُبلغ عن إصابات، فيما تجنب البنتاجون حتى الآن تحميل جهة معينة المسؤولية عن هجوم الثلاثاء، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين يحققون في الحادث.
وبالرغم من تجميد مبيعات الأسلحة الهجومية إلى الرياض بسبب الحرب في اليمن، فقد واصلت إدارة "بايدن" مساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها ضد هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي يشنها المتمردون الحوثيون.
وسعى الحوثيون إلى الضغط على الرياض للحصول على شروط أفضل لإنهاء الصراع مع المطالبة بوضع حد للحصار الذي تقوده السعودية على اليمن.
إغلاق صفحة "خاشقجي"
تعد الزيارة أحد المؤشرات على أن إدارة "بايدن" تطوي صفحة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" بالرغم من وعود حملة "بايدن" الرئاسية.
وتعد رحلة الأمير "خالد"، التي كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من كشف عنها الأسبوع الماضي، هي أرفع زيارة يقوم بها عضو في العائلة المالكة السعودية منذ مقتل "خاشقجي" في عام 2018.
وكان "بايدن" قد تعهد أثناء حملته الرئاسية بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" على تلك الجريمة، وخلُص تقرير استخباراتي أمريكي أفرجت عنه إدارة "بايدن" في فبراير/شباط أن ولي العهد أعطى الإذن بالاغتيال.
ولم تنجح العلاقات الدافئة مع إدارة" دونالد ترامب" السابقة في تسهيل زيارة "محمد بن سلمان" إلى واشنطن العام الماضي بسبب مخاوف بشأن التغطية الإعلامية السلبية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين ساكي" في وقت مبكر يوم الثلاثاء إن موضوع "خاشقجي" من المرجح أن يناقش خلال الاجتماعات، كما قال بيان صحفي من البيت الأبيض مساء الثلاثاء إن مستشار الأمن القومي "أكد أهمية التقدم في مجال حقوق الإنسان في المملكة".
وجاءت زيارة الأمير "خالد" بدون ضجة ولم تعلن عنها الولايات المتحدة مسبقا، وقال مصدر رسمي أمريكي شريطة عدم الكشف عن هويته إنه لا يوجد شئ خارج عن العادة في ذلك.
ويبدو أن المخاوف الاستراتيجية لدى إدارة "بايدن"بشأن تعزيز الوضع العسكري للصين همشت التزام الإدارة العلني بحقوق الإنسان.
وبالرغم من وصف السعودية بالدولة "المنبوذة"، تواصل إدارة "بايدن" النظر إلى القوة الاقتصادية للرياض كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط في وقت يركز فيه المسؤولون الأمريكيون انتباههم على أماكن أخرى.
وتعمل السعودية أيضا مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، كما رحبت إدارة "بايدن" بالجهود السعودية للحد من التوترات مع إيران والمصالحة مع قطر.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في خفض التوترات بين السعودية وإيران ووكلائها في المنطقة، ويلعب الأمير "خالد" دورا رئيسيا في محادثات بلاده مع المسؤولين الإيرانيين في بغداد، في وقت تفعل فيه الولايات المتحدة الشيء ذاته عن طريق مفاوضات غير مباشرة في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ولم تدرج الإدارة الأمريكية اسم "محمد بن سلمان" في قائمة العقوبات بحق المتورطين في مقتل "خاشقجي" بالرغم من الانتقادات الكبيرة الموجهة له ولعل السبب في ذلك هو ما يجري حاليا من تنسيق وتعاون ضروري بالنسبة للولايات المتحدة .
ماذا بعد؟
لم يكشف المسؤولون الأمريكيون بعد التطورات الجديدة التي جاءت بها زيارة الأمير "خالد"، ورفض "كيربي" يوم الثلاثاء الرد على ما إذا كان المسؤولون السعوديون طلبوا دعما إضافيا بسبب هجمات الحوثي المستمرة.
وتأتي زيارة الأمير "خالد" في وقت يتحرك فيه البنتاجون لسحب العديد من أنظمة الدفاع الجوي من السعودية خلال الأشهر الأخيرة، فيما أشاد قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال "كينيث مكينزي" بالتقدم في مساعدة الرياض على تعزيز دفاعاتها الجوية الجديدة.
وفي هذه الأثناء، كشفت تقارير جديدة أن قتلة "خاشقجي" تلقوا تدريبا شبه عسكري في الولايات المتحدة وحصلوا على المادة المستخدمة في تخدير "خاشقجي" من القاهرة، فيما يشير إلى أن هذا الملف لم يتم إغلاقه بالكامل بعد.