صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية-
قالت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية، إنّه من المُفترض أن يحضر شبح جمال خاشقجي اليوم في الرياض خلال الاجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ لأنها المرة منذ الاغتيال المروع للصحافي السعودي في أكتوبر 2018 بإسطنبول، يزور الرئيس التركي السعودية. وهي زيارة أصبحت ممكنة بلا شك منذ أن أغلقت العدالة التركية قبل ثلاثة أسابيع المحاكمة الغيابية لـ26 سعودياً متهمين بارتكاب الجريمة، وأعيدت القضية إلى الرياض.
واعتبرت ‘‘ليبراسيون’’ أن هذا الإجراء كان آخر عقبة أمام استئناف العلاقات بين بن سلمان وأردوغان، الذي كان وقتها قد شجب بشدة اغتيال الصحافي، ووعد بتحقيق العدالة للضحية. كانت الأجهزة التركية هي التي كشفت بعد ذلك كل التفاصيل الفظيعة لمقتل خاشقجي على يد كوماندوز قوامه نحو عشرين عميلا سعوديا جاءوا خصيصا للقضاء عليه.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن محمد بن سلمان لم يغفر لتركيا الكشف عن هذه المعلومات، وقبل كل شيء، نقلها إلى الولايات المتحدة. لقد كان غاضبا شخصيا من أردوغان لأنه سلم الخدمات الأمريكية دليلاً على “تصديقه” على الجريمة التي شوشت على العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض.
وتابعت ‘‘ليبراسيون’’ القول إنه أصبح من الضروري لأردوغان أن يقلب صفحة خاشقجي، من خلال إعادة الاتصال بالسعودية، الأمر الذي يمكن أن يساعد في إخراج تركيا من الأزمة الاقتصادية العميقة التي غرقت فيها منذ أكثر من عام. فانهيار الليرة التركية والتضخم الذي تجاوز 60 في المئة خلال الأشهر الــ12 الماضية يقوض السياسة الاقتصادية المشكوك فيها التي يُمليها أردوغان.
وتضيف الصحيفة أن أنقرة تضاعف منذ عدة أشهر مبادرات المصالحة مع دول الخليج ودول المنطقة الأخرى بهدف إنعاش المبادلات التجارية اللازمة لاقتصادها. كما بدأت المنتجات التركية الاستثمار في السوق السعودية مرة أخرى منذ بداية عام 2022. وأشارت الغرف التجارية السعودية، أمس الأربعاء، إلى تسارع الواردات من تركيا فور إعلان تطبيع العلاقات بين البلدين.
غير أن ‘‘ليبراسيون’’ رأت أن كون الإعلان عن الزيارة أتى أولاً على ألسنة مسؤولين أتراك، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، وليس من خلال تصريحات رسمية من أنقرة أو الرياض، يعني أن هناك حالة من الإحراج المستمر لدى القوتين الإقليميتين.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر لم تذكر اسمه، قوله إنه خلال الاجتماع بين أردوغان ومحمد بن سلمان، سيكون موضوع الاستثمارات السعودية في تركيا على جدول الأعمال. ففي الوقت الذي يجلب فيه ارتفاع أسعار النفط أرباحا ضخمة لأكبر مصدّر في العالم، المملكة العربية السعودية، فإن احتمال توجه بعض تلك الأموال إلى تركيا يغري أردوغان. وبالتالي، فالمسألة تستحق دفن ملف جمال خاشقجي الذي قد لا يُدفن جسده المقطع، تختتم ‘‘ليبراسيون’’.