الجارديان-
اعتبر "خالد الجبري"، نجل المسؤول الكبير السابق في المخابرات السعودية الذي يعيش في المنفى "سعد الجبري"، زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى المملكة ولقائه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "بمثابة عفو رئاسي عن جريمة قتل".
وقال "خالد" لصحيفة الجارديان البريطانية: "لقد أوضح بايدن أنه لن تكون هناك أي عواقب مباشرة على محمد بن سلمان لقتل خاشقجي. للأسف، هذه الزيارة بمثابة عفو رئاسي عن جريمة قتل".
لكن البيت الأبيض أكد، الخميس، أن الرئيس "بايدن" لن يتحرج من إثارة قضية قتل "خاشقجي" خلال لقاءاته في السعودية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارين جان بيير"، في تصريحات أوردتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن "الرئيس بايدن يصدق تقرير الاستخبارات الأميركية الذي نشره والذي يؤشر إلى وقوف الأمير محمد بن سلمان خلف عملية الاغتيال".
وأضافت أن "من الواضح أنه لم يكن لينشر هذا التقرير إذا لم يكن يصدقه"، مشيرة إلى أن "بايدن لن يتجاهل قضايا حقوق الإنسان عندما يزور المملكة العربية السعودية الشهر المقبل".
وتابعت أن الرئيس الأمريكي لن يتحرج من إجراء هذه الحوارات، خصوصا أثناء رحلته هذه.
ويشوب التوتر العلاقات الأمريكية السعودية منذ مقتل "خاشقجي" في 2018 وتقطيع أوصاله على يد فريق من العملاء السعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول.
وكان "بايدن" قد رفض التعامل مباشرة مع "بن سلمان" بعد تقرير للمخابرات الأمريكية قال إنه متورط في القتل. ونفت الحكومة السعودية أن يكون لولي العهد أي دور في الحادث، قائلة إنها جريمة شنيعة نفذتها جماعة مارقة.
وقال "خالد الجبري": "أعتقد أن الكثير من السعوديين، سواء داخل المملكة أو في الخارج، مؤيدون لعلاقة صحية مع الولايات المتحدة. أنا كذلك، بالرغم من كل ما أواجهه. لكن لا يمكن لذلك أن يحدث إلا عندما تكون هناك ضمانات ضد السلوك المتهور لمحمد بن سلمان".
وتابع: "من المستحيل قطع العلاقات مع المملكة، وأنا لا أدافع عن ذلك، ويرجع ذلك أساسا إلى أن المملكة كانت موجودة قبل محمد بن سلمان بفترة طويلة، وآمل حقا أن تصمد أكثر من سلوكه المتهور والهدام. بايدن يمكنه ويجب عليه إصلاح العلاقة، ولكن ليس بأي ثمن".
و"سعد الجبري" هو رجل استخبارات متقاعد عمل مساعدا بارزا لولي العهد السابق "محمد بن نايف"، الذي أطيح به عام 2017 واعتقل في مارس/آذار 2020.
وفي صيف 2020، اتهم "الجبري" ولي العهد السعودي "بن سلمان"، في قضية مدنية بمحكمة اتحادية أمريكية بإرسال عملاء في 2018 إلى كندا؛ حيث يعيش "الجبري"، لقتله.
بالمقابل، ادعت مجموعة من الشركات المملوكة للدولة السعودية، في يناير/كانون الثاني 2021، في دعوى مرفوعة في كندا، أن "الجبري" اختلس مليارات الدولارات من أموال الدولة أثناء عمله بوزارة الداخلية، وهو ما ينفيه المتهم.
ويعتبر "الجبري" إجراء محكمة أونتاريو جزء من محاولة لإيذائه وترهيبه؛ لأنه كان من الداعمين الرئيسيين لولي العهد السابق.