أسوشييتد برس-
أجرت قوات من مشاة البحرية الأميركية وقوات إماراتية تدريبات عسكرية كبيرة، اليوم الاثنين، شهدت سيطرة القوات على نموذج مدينة شرق أوسطية مترامية الأطراف، وهي التدريبات التي أجريت وسط توترات مع إيران، وبالرغم من تفشي فيروس كورونا الجديد.
وهرعت القوات عبر كثبان قاعدة الحمراء العسكرية للسيطرة على نموذج المدينة، التي اكتملت بمبان متعددة الطوابق وبرج مراقبة جوي ومصفاة نفط ومسجد مركزي. وتم إطلاق تفجيرات محكومة بينما نزلت قوات إماراتية من مروحيات وفتشت قوات مشاة البحرية أزقة ضيقة بحثا عن قوات "العدو" على الخليج العربي.
التدريبات التي يطلق عليها اسم "ناتيف فيوري" وتعقد كل عامين، تظهر عمق العلاقات بين القوات الأميركية والإماراتية. وتأتي أيضاً بعد أن قتلت الولايات المتحدة أبرز جنرال عسكري إيراني في غارة، في يناير/ كانون الثاني، وردت إيران بهجوم صاروخي على قوات أميركية متمركزة في العراق.
وبينما اعترفوا بالتوترات، رفض مسؤولون أميركيون فكرة أن تنظر طهران لمثل هذا التدريب بعين الريبة، وهو الذي يجرى على أرض تبعد نحو 300 كيلومتر فقط عن سواحلها. "مستفز؟ لا أعرف" هكذا قال الجنرال توماس سافادج من القوة الاستطلاعية الأولى في مشاة البحرية، وهو قائد الولايات المتحدة في التدريبات.
وقال "نحن نهتم بالاستقرار في المنطقة. لذا إذا كان هذا يعد استفزازا، حسنا، هذا رهن بهم. إنه تدريب معتاد فقط بالنسبة لنا".
وشهد التدريب مشاركة أربعة آلاف جندي من الجيش ومشاة البحرية، وشاركت البحرية، بمركبات مدرعة متمركزة ومعدات أخرى من الكويت وجزيرة دييغو غارسيا، في الحمراء والصحراء القاحلة، التي تبعد نحو مائتي كيلومتر جنوب غرب أبو ظبي، وتضم الاحتياطي النفطي الضخم للإمارات، فضلا عن محطتها النووية الجديدة.
وأنفقت الإمارات مليارات على جيشها، الذي يتضمن مروحيات بلاك هوك وتشينوك والتي وجدت أيضا في التدريبات العسكرية، إلى جانب المركبات المدرعة.
وكانت الإمارات قد شاركت بقواتها في أفغانستان بعد الغزو الأميركي للبلاد في 2001. وسعى ولي العهد، أمير أبوظبي محمد بن زايد، لإبراز القوة العسكرية للإمارات في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا. واعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس الإمارات "اسبارطة الصغيرة" بسبب موقفها ومكانتها العسكرية.
وتضمن الدفع العسكري المشاركة في الحرب السعودية على اليمن، والتي شهدت مزاعم بإساءة جنسية في سجون تديرها الإمارات، وتورط الإمارات مع فرع القاعدة المحلي في البلاد. ومنذ ذلك الوقت، انسحبت الإمارات بقواتها من اليمن، داعية إلى تسوية سياسية لحل الصراع بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من السعودية.
ورفض مسؤولون عسكريون إماراتيون في قاعدة الحمراء، اليوم الاثنين، الحديث لصحافيي "أسوشييتد برس". لكن سفير الولايات المتحدة، جون راكولتا جونيور، الذي حضر الفعالية، أشاد بالولايات المتحدة.
وقال عندما سئل عن اليمن "الشراكات مبنية على عدة أوجه وعدة مبادئ وهذا واحد منها." وأضاف أن "الثقة عامل ضخم، جداً. الشفافية والقيم المشتركة كلها تعمل لصالح الشراكة."
ووصف راكولتا أيضا التدريب بأنه "دفاعي الطابع" عندما سئل عن إيران. "لا أعتقد أنها تهدف لاستفزاز الإيرانيين للقول إننا قادمون. لكن، نحن نحمي أنفسنا ونريد أن نجلس على مائدة المؤتمر ونتفاوض على تسوية سلمية مستدامة."
ولم يكن هناك رد فعل على الفور في وسائل الإعلام الإيرانية على التدريبات. ولم ترد بعثة إيران في الأمم المتحدة على الفور على طلب التعقيب.
هناك أيضا مخاوف بسبب تفشي فيروس كورونا. فقد قال راكولتا إنه لم يصب أي دبلوماسي أميركي في الإمارات بالفيروس. وأوضح سافادج أن تلك القوات الأميركية المشاركة كانت على اتصال ضئيل للغاية بالعالم الخارجي بعد الاستعداد للتدريبات، ولم تثبت إصابة أي من أفرادها منذ ذلك الوقت.
غير أنه أوضح أن الجيش ما زال حذرا بالنسبة لإجراءات النظافة والصحة بينما يوجد في القاعدة الصحراوية. وقال "هذه فرصة تدريب مذهلة لنا أن نخوض هذا ونتدرب على كيفية القيام بشيء إذا، لا قدر الله، أجبرنا على خوض قتال في هذه المنطقة مرة أخرى".