الشرق القطرية-
من باب المكايدة السياسية.. تذكرت البحرين أن لها مواطنين عالقين بالدوحة والخارج بعد نحو ساعة واحدة من بيان مكتب الاتصال الحكومي في قطر الذي أعلن استضاف 31 بحرينياً بعد رفض بلادهم استقبالهم.
وأصدر مكتب الاتصال الحكومي، أمس بياناً، أكد خلاله وصول 31 مواطناً بحرينياً إلى مطار حمد الدولي على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من إيران، موضحاً أنه تم التواصل مع مسؤولين في البحرين للاستفسار عن طريقة عودة الأشقاء البحرينيين، وعرضت دولة قطر على الحكومة البحرينية أن يغادر الأشقاء إلى وطنهم على متن طائرة خاصة، دون تحمل أي ولكن السلطات البحرينية رفضت هذا الخيار.
ووفق البيان، قامت وزارة الصحة العامة في دولة قطر بإجراء فحص كورونا (كوفيد- 19) المستجد للأشقاء البحرينيين القادمين من إيران، وإدخالهم أحد الفنادق المخصصة للحجر الصحي لمدة أسبوعين، على أن تتحمل دولة قطر تكلفة إقامتهم وعلاجهم، مشيراً إلى أن دولة قطر على استعداد لاستضافتهم لمدة أطول وتوفير العناية اللازمة لهم، إذا لم تسهل السلطات عودتهم بعد أسبوعين .
بيان الصلف والوقاحة
وبدلاً من شكر دولة قطر على موقفها الإنساني تجاه رعاياها، أصدرت البحرين بياناً يحمل بصمات الصلف والعنجهية الكاذبة، عن ترتيب رحلة إجلاء للمواطنين العالقين في الدوحة، داعية السلطات القطرية عدم التدخل بما يؤثر على خطة الإجلاء القائمة لعودة المواطنين البحرينيين لبلدهم وبما يحفظ صحتهم وسلامتهم.
ولم تكتف المنامة ببيانها الوقح، وإنما أطلقت أبواقها الإعلامية ووزير خارجيتها السابق للهجوم على قطر .
ويدعي الوزير المقال خالد بن أحمد – على حسابه بتويتر – إن البحرين رتبت خطة إجلاء مواطنيها العالقين في إيران برحلات خاصة مباشرة من مطار مشهد إلى مطار البحرين على دفعات، وليس في رحلات تجارية تعرض المسافرين الآخرين في الطائرات والمطارات لخطر الوباء، وأن ما قامت به قطر من نقل المسافرين العالقين ضمن رحلات تجارية من ايران إلى الدوحة ثم إلى مسقط وإعادتهم إلى الدوحة يفتقر لأدنى معايير سلامة أطقم الطائرات و المسافرين بما يعرضهم للخطر الشديد، ودون اي ترتيب مسبق مع السلطات المختصة في البحرين رغم معرفتهم بخطة الاجلاء البحرينية.
ومن دون أن يدري، فتح الوزير المقال، طاقة جهنم على سلطات بلاده وإهمالها في موضوع العالقين بالخارج، من جانب المغردين البحرينيين الذين ردوا على سلسلة تغريداته بتوجيه الشكر لموقف قطر الكبيرة التي أعطت المنامة دروساً بالمجان، ووجهوا انتقادات حادة لأسلوب بلاده في التعامل مع الأزمة برمتها.
خطة إجلاء وهمية
ورد ناشطون بحرينيون على خالد بن أحمد بالتساؤل عن خطة الإجلاء البحرينية الوهمية التي امتدت حتى لمدة شهر وكانت نتائجها بإهمال 1300 بحريني في الخارج، مشيرين إلى أن قطر قامت بواجبها كدولة شقيقة، بعد أن تركت المنامة مواطنيها لأسابيع يقتلهم المرض والوباء .
وقال الناشط يوسف الجمري: خطة إجلاء عاجلة صار لها شهر ما استطاعت اجلاء 1300 مواطن بحريني في إيران.
وقال الناشط سيد أحمد : قطر قامت بواجبها كدولة شقيقة وأكرمت المواطنين البحرينين العالقين. تركتم مواطنيكم لأسابيع يقتلهم المرض والوباء وتتكلم اليوم عن خطة. عندما يأس العالقون من وعودكم المكذوبة اختاروا طريق الرجوع. لقد سكت دهرا ونطقت كفرًا.
خطة الإجلاء البحرينية ظهرت بعد بيان قطر
واتهم الناشطون حكومة المنامة بالكذب بشأن وجود خطة إجلاء أصلاً، وقال الناشط ماهر الزيرة : يبدو أن معاليك ليس على إطلاع بما يجري، لا يوجد شيء من ذلك وقد مر أكثر من شهر على تأخير إجلاء العالقين وكل المؤسسات الرسمية غائبة ولا تصريح ولا تلميح ولم تظهر أنت الآن ولا الجهات الاخرى إلا بعد تصريح القطريين بأنهم سيتكفلون بعدد ٣١ مواطنا".
أم فهد قالت: "الخطه كم شهر تحتاج وهي كلها كم رحلة طيران وإجلاء لحماية مواطنينكم .. قطر سوت فيكم خير يا حظي من الواجب تقول شكر والدول المحترمة تحافظ على سلامة مواطنيها مهما كلفها الأمر وتبعد عن المهاترات اللي مالها داعي في ظروف انتشار وباء عالمي غير ان مواطنينكم ناشدوا الدنيا كلها استغاثه".
وتساءلت آيات السفار: "انزين متى خطة الاجلاء تبتدي ؟ ترى الناس قاعده تموت!".
خيال مريض
الوزير المقال ، أعاد نشر تغريدة للمرتزق أمجد طه والذي يعد من أهم مصدري كورونا الإعلام، استخدم فيها خياله المريض باتهام قطر "بشبه عملية خطف للبحرينيين نسقتها مع حرس إيران لتعريض كافة المسافرين وطاقم الطائرة لخطر الإصابة بفيروس كورونا".
المرتزق طه جلب لنفسه ولابن أحمد المزيد من السخرية والتهكم مع دعوات باحترام عقول المتابعين.
البحرين استأجرت طائرة عمرها 30 عاماً
وما جلب السخرية أكثر للنظام البحريني هو ما كشفه محلل حركة الطيران العالمي أليكس ماتشيراز بتغريدته في تويتر "بعد رفض حكومة البحرين لعرض قطر بإيصال مواطني مملكة البحرين مباشرة على متن طائرة قطرية، وبدلاً من استخدام البحرين لطائراتها الخاصة قررت البحرين إرسال طائرة عمرها ٣٠ سنة تقلع من إيران إلى الدوحه لتحمل البحرينيين ومن الدوحه إلى المنامة".
وسخر ناشطون من استئجار البحرين لطائرة عمرها 30 عاماً لنقل مواطنيها من الدوحة إلى البحرين، متسائلين عن معايير سلامة أطقم الطائرات والمسافرين التي طرحها خالد بن أحمد نفسه .
دروس من الصعب عليهم استيعابها
ويرى الناشطون أن ما قامت به قطر دروساً مجانية من الصعب على نظام المنامة استيعابها، فالدول المتحضرة التي فقط هي من تقدر الجهود التي يقوم بها غيرها لحماية مواطنيهم، وهو ما تجده الخطوط الجوية القطرية من شكر وتقدير بريطاني وألماني وأوروبي على دورها في أجلاء المواطنين التي تقطعت بهم السبل.. فهو تقدير لا يفهمه ألا الكبار.