الخليج_أونلاين-
من خلف الأبواب المغلقة إلى العلن ظهر التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل"، بعد تقارب دام سنوات في عدة مجالات؛ رياضية ودينية وتكنولوجية، وأخيراً القطاع الطبي والصحي.
وتواصل الإمارات توطيد علاقتها مع الدولة العبرية، وجعلت من أزمة كورونا سبيلاً لإبراز تلك العلاقة والتطبيع مع دولة الاحتلال؛ من خلال إبرام عدد من الاتفاقيات العلنية، وبتغطية إعلامية إماراتية، من بينها شركات الأسلحة الإسرائيلية التي تعد من كبرى الشركات في العالم.
ويعتبر عام 2019 من أكثر الأعوام التي بدأت فيها الإمارات بالكشف عن علاقتها بـ"إسرائيل" بشكل تدريجي؛ ليكون العام 2020 الإعلان الرسمي عن الاتفاقيات بين الطرفين، فيما تقول قياداتها السياسية إن التواصل مع دولة الاحتلال "أمر مهم".
اتفاقيات كبيرة
في 2 يوليو 2020، أعلنت "مجموعة 42" الإماراتية، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، توقيع مذكرتي تفاهم مع شركتين إسرائيليتين لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام": إن "مجموعة 42" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وقعت مذكرتي تفاهم مع شركة "رافاييل" للأنظمة العسكرية المتقدمة، و"إسرائيل" لصناعات الطيران والفضاء "أي آية أي".
وبحسب الوكالة يأتي توقيع المذكرتين مع شركتين من كبار شركات التكنولوجية الإسرائيلية "في إطار التعاون في مجال البحث والتطوير وإيجاد حلول فعالة" لمكافحة وباء "كوفيد 19".
وفي 26 يونيو الماضي، أطلقت شركتان إماراتيتان عدداً من المشروعات المشتركة في المجال الطبي ومكافحة فيروس كورونا، وذلك بالتعاون مع شركتين "إسرائيليتين".
شركة "رافاييل"
تحتل دولة الاحتلال الإسرائيلي مرتبة متقدمة بين الدول المُصدرة للسلاح؛ حيث تأتي في المركز السادس، بنسبة استحواذ تُقارب 10% من سوق السلاح العالمي، وتمتلك "إسرائيل" عدداً من شركات الصناعات العسكرية.
واجتاحت شركة "رافاييل" سوق السلاح العالمي، مُحققة أعلى إيرادات، وهي الشركة التي وقعت الإمارات معها اتفاقية، في 2 يوليو الجاري.
أُنشئت الشركة عام 1948، عقب إعلان إقامة الدولة العبرية، بقيادة الجنرال الإسرائيلي شلومو جير، وأُطلق عليها في بداية الأمر اسم "سلاح العلوم"، وفي عام 1958 استبدل اسمها للمرة الثالثة توالياً لتصبح "رفائيل"، وكان الاسم اختصاراً لجملة "سُلطة تطوير الأسلحة"، وأصبحت تتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية مباشرة.
يتولى إدارة الشركة عقيد سابق في الجيش الإسرائيلي يُدعى يوآف هار آفن، والذي تولى المنصب منذ عام 2016، ويعمل بالمصانع أكثر من 7500 مُهندس وفني، وفي عام 2013 وصلت مبيعات الشركة على المستوى العالمي إلى نحو ملياري دولار.
تصنع الشركة جميع الأسلحة الخاصة بالأقسام العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حيث المعدات الخاصة بسلاح الجو والبحرية والمشاة، وأجهزة تجسس أيضاً ذات جودة عالية.
ومن أقسام الشركة شُعبة أنظمة الطيران، وشُعبة الاستخبارات الجوية، وشُعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وشُعبة تطوير الدبابات، وشُعبة أنظمة الدفاع الجوي، كما اشتهرت بصناعة "صاروخ سبايك" و"مدرعة وولف".
صناعات الفضاء الإسرائيلية
أما الشركة الثانية التي وقعت أبوظبي معها فهي شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، التي بدأت باسم مؤسسة "إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء" في عام 1953.
تنتج الشركة أنظمة جوية لكلا الاستعمالين العسكري والمدني، وتمتلك 16 ألف موظف، ابتداءً من عام 2007، وتعمل الشركة على عدد من أنظمة هندسة الطيران والقذائف.
في عام 2003، حاولت الدخول إلى مجال وسوق الطائرات الخفيفة جداً (VLJ (Very Light Jet)؛ بإطلاق أو تدشين مشروع أفوسيت المحتوي على (6-8) مقاعد، مع قائمة أسعار تصل تقريباً إلى نصف الكلفة الغالية لطائرات الركاب الصغيرة المتوفرة في الأسواق، قبل أن يتوقف المشروع في 2006؛ بعد انسحاب الولايات المتّحدة الشريك الرئيسي غير المعلن من البرنامج لأسباب غير محدّدة.
وتعمل الشركة حالياً على مجموعة تقنية الطيران لطراز التدريب العسكري مثل "ATG Javelin"، وهي طائرة نوع من المقاتلات ذات طيار.
ومن أقسامها مجموعة "إلتا" للإلكترونيات، ومجموعة "ماتا" للمروحيات، وقسم "مالات" لبناء الطائرات دون طيار، وقسم الصواريخ والأقمار الصناعية، وقسم "إم إل إم" المتخصص في أنظمة الصواريخ، وقسم "رامتا" لصناعة الزوارق البحرية.
تعاون سابق
لم تكن الاتفاقية الحالية هي الوحيدة بين البلدين؛ ففي أغسطس 2019، كشف تسريب جديد للاتحاد الدولي للصحافة وصحيفة "سوديتش تسايتونغ الألمانية"، أن رجل أعمال إسرائيلياً يدير شركة سويسرية كان عرابَ صفقة تناهز قيمتها مليار دولار؛ لتزويد الإمارات بطائرات تجسس إسرائيلية متطورة لجمع المعلومات.
وجاء في التحقيق الذي نشرت تفاصيله صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رجل الأعمال الإسرائيلي، ماتانيا كوتشافي، يقف وراء الصفقة الضخمة لتزويد الإمارات بطائرات تجسس، من بينها طائرة سلمت بالفعل إلى الجانب الإماراتي، وأخرى ما زالت في بريطانيا.
وقبل ذلك شاركت الإمارات، في عام 2017، في تدريب "Iniohos 2017"، وهو تدريب عسكري مشترك مع القوات الجوية لليونان وإيطاليا والولايات المتحدة و"إسرائيل".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها الطيارون العسكريون الإماراتيون إلى جانب الإسرائيليين، ففي العام السابق 2016 شاركت دولة الإمارات أيضاً في تمرين "العلم الأحمر" في ولاية نيفادا الأمريكية.