الخليج أونلاين-
بدأت الحياة الطبيعية في دول الخليج تعود تدريجياً إلى سالف عهدها، بالتزامن مع إجراءات مشددة؛ لتفادي عودة تفشي المرض، في حين أعلنت اعتزام تخفيف سياسة السفر والعودة إليها، بناءً على مؤشرات الصحة العامة محلياً ودولياً.
وأسهم تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في دول الخليج، وارتفاع أعداد المتعافين وانحسار حالات الوفيات، في تحفيز الخطط التي وضعتها الحكومات الخليجية، من أجل الفتح التدريجي لمختلف المرافق والمؤسسات الخدمية وضخ الدماء في الحركة التجارية التي عانت من الإغلاق طيلة أشهر.
وصاحب هذا القرار مراجعةُ سياسة السفر، وتطبيق الحجر الصحي للقادمين إلى دول الخليج، وإخضاعهم لفحص الكشف عن فيروس كورونا، ووضع آليات للسفر إلى الخارج، وفتح المطارات المحلية التي تربط البلدان بدول الخارج، والمغلقة منذ عدة أشهر.
وإلى جانب ذلك، وُضعت بروتوكولات بالتعاون مع شركات طيران خليجية، والاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) والمجلس الدولي للمطارات، وإجراءات جديدة لم يعرفها المسافرون من قبل، كالتباعد الاجتماعي داخل الطائرة، والتعقيم، لإتمام رحلات آمنة؛ منعاً لانتقال العدوى.
قطر.. تعديلات مستمرة
كانت الدوحة من الدول الخليجية المسارعة إلى الإعلان عن البروتوكولات المتعلقة بالسفر، ثم عادت مرة أخرى لتحديثها في 21 يوليو 2020، بإعلان تعديل سياسة السفر والعودة إلى دولة قطر من الدول منخفضة الخطورة، التي تضم 40 دولة من شرقي آسيا من بينها الصين، وعدداً من الدول الأوروبية، وبلدين عربيين فقط هما المغرب والجزائر.
وتضمنت القرارات إخضاع القادمين ابتداءً من 1 أغسطس القادم، لفحص الكشف عن فيروس كورونا فور وصولهم إلى مطار حمد الدولي، مع توقيع تعهد رسمي بالالتزام بالحجر المنزلي لمدة أسبوع، ثم إعادة الفحص في أحد المراكز الصحية المعتمدة فور انقضاء أسبوع كامل بعد العودة إلى قطر.
وبانتهاء كل أسبوعين، ستتم مراجعة هذه القائمة، وفي حال وجود مراكز فحص كوفيد-19 معتمدة في إحدى هذه الدول، فإن الحصول على شهادة خلو من الفيروس من أحد هذه المراكز سيُعفي الشخص من الفحص في المطار عند وصوله إلى البلاد، بشرط ألا يتعدى إجراؤها 48 ساعة قبل السفر، مع الإبقاء على إجراءات الحجر المنزلي لمدة أسبوع.
وفيما يتعلق بالمواطنين القطريين وحاملي الإقامة الدائمة فيمكنهم السفر إلى خارج قطر والعودة في أي وقت، مع الالتزام بجميع الإجراءات، وبحسب الدول القادمين منها.
وباشر مطار حمد الدولي بالدوحة تطبيق التكنولوجيا التي يمكنها تعزيز سلامة المسافرين والموظفين، وذلك باستخدام أجهزة الروبوت والخوذات الذكية لإجراء الفحص الحراري، والاستعانة بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة، والفحص الحراري والتعقيم للموظفين والمسافرين، وسيتم استخدام خوذ ذكية للفحص الحراري، بما يتيح إمكانية فحص المسافرين أثناء تنقُّلهم.
الكويت.. 1 أغسطس الرحلات
وكغيرها من بعض الدول الخليجية، قال المكتب الإعلامي للحكومة الكويتية، إن الرحلات التجارية ستُستأنف في مطار الكويت الدولي ابتداء من 1 أغسطس 2020، بعد تعليقها منذ مارس بسبب كورونا، وستكون إلى 20 وجهة عالمية.
ونصحت وزارة الصحة الكويتية، في 10 يوليو، مواطنيها والمقيمين لديها بعدم السفر إلى الخارج في الوقت الحالي، بسبب عدم استقرار الوضع الوبائي لكورونا.
وعلى من يرغب في العودة إلى الكويت أو سيغادر البلاد، "الحصول على شهادة صحية معتمدة PCR تثبت خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا، وتوقيع تعهد بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة سواء بالحجر المؤسسي أو المنزلي، وإجراء فحص عشوائي PCR لإثبات خلو القادمين إلى الكويت من كورونا عند وصولهم للمطار، بنسبة 10 % من إجمالي كل رحله قادمة، وقياس درجة حرارة الركاب قبل صعود الطائرة وعند الوصول، والتقيد بالاشتراطات الصحية من حيث ارتداء الكمامات والقفازات".
وأطلقت في 25 يوليو، تطبيق "كويت مسافر" الإلكتروني، الذي يتيح للمسافرين المغادرين والقادمين إنجاز مهام سفرهم بسهولة؛ متضمناً شهادة خلو من فيروس كورونا، حيث سيكون أحدَ اشتراطات دخول بوابات المطار ومناطق وزن الأمتعة ومناطق الانتظار.
سلطنة عمان
أما عُمان فقد أعلنت السماح لمواطنيها بالسفر إلى خارج البلاد، بعد منعٍ دامَ 4 أشهر، بشرط التزامهم عند العودة، بالضوابط الاحترازية الموضوعة أو أي ضوابط ستصدر مستقبلاً من الجهات المختصة، رغم عدم إعلان موعد استئناف السفر بعد إغلاقه منذ أواخر مارس.
وأقرت الهيئة العامة للطيران المدني بالسلطنة عدم السماح لأي شخص بالسفر، إلا بوجود التأمين الصحي للعمانيين في الدولة الراغبين في السفر إليها، وتحمُّل المسافر الالتزام بإجراءات الدولة الراغب في السفر إليها، والسماح بمغادرة المواطنين والمقيمين من السلطنة دون الحاجة إلى تصريح للسفر.
وأعلنت تطبيق الحجر الصحي المنزلي على المواطنين القادمين إلى السلطنة لمدة 14 يوماً، والمؤسسي على الأجانب أيضاً مع إبراز تأكيد الحجز المسبق للسكن وتحمُّل مصاريف الإقامة.
وألزمت جميع الزائرين القادمين بتأمين صحي طوال فترة الإقامة في السلطنة، ولا يُسمح لغير العمانيين بالدخول إلى السلطنة إلا بموجب طلب يقدَّم عبر سفاراتهم أو الجهة الكفيلة لهم أو شركات الطيران.
السعودية..لا وقت محدداً
أما الخطوط الجوية السعودية فلم تعلن حتى اليوم، موعد استئناف رحلاتها إلى الخارج، لكنها قالت إنها ستطبق جملة من الإجراءات الوقائية في حال تم استئناف الرحلات، غير أنها استأنفت العمليات التشغيلية للرحلات الداخلية، من 31 مايو الماضي.
وتتضمن تدابير الوقاية تنفيذ جميع خطوات الحجز وإصدار التذكرة، وتشمل إجراءات الوقاية في المطار فحص درجة الحرارة للموظفين والضيوف، على حد سواء، قبل دخول مبنى المطار، والتأكيد على الجميع بارتداء الكمامات داخل المطار وعلى متن الطائرة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي قبل دخول الصالة وبالمواقع كافة داخل المطار وفي صالة المغادرة وقاعة الفرسان.
كما اشتملت إجراءات الناقلة الوطنية الوقائية على تنظيم تقديم الخدمات للضيوف داخل صالة المطار بما يضمن ترك مسافة آمنة في أثناء الانتظار بصفوف إنهاء إجراءات السفر، وتفعيل تسليم الأمتعة ذاتياً من خلال الأجهزة المخصصة لذلك، وإرسال بطاقات قبول الأمتعة للضيف إلكترونياً.
كما بدأت في 24 يوليو، إعادة فتح منافذها البرية مع 4 دول حدودية معها هي الكويت والإمارات والبحرين والأردن، من خلال السماح بعودة مواطنيها، بعد نحو 5 أشهر من إغلاق تلك المنافذ.
الإمارات والبحرين
بدورها أعلنت الإمارات في 3 يوليو الجاري، تحديثاً جديداً لإجراءات السفر التي تبدأ تدشين الرحلات الجوية من 1 أغسطس القادم، وقالت إنه متاح للمواطنين والمقيمين وفق عدد من الاشتراطات والإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الصحية المعمول بها في مطارات الدولة.
وأكد البيان وجوب التقيد بالاشتراطات الإلزامية قبل المغادرة وعند القدوم، بالتسجيل في خدمة "تواجدي"، وإجراء فحص كورونا قبل السفر بحيث لا يتعدى 48 ساعة من موعد السفر، قبل أن تعلن في 26 يوليو، إلزام القادمين بتقديم شهادة "بي سي آر" صالحة لـ96 ساعة.
كما أقرت عدم السماح بالسفر إلا إذا كانت نتيجة الفحص سلبية للمسافر والحصول على تأمين صحي دولي لدى المسافر ساري المفعول طيلة فترة السفر ويغطي الوجهة المنشودة.
ومثل بقية دول الخليج، أقرت السلطات البحرينية إلزام المسافرين القادمين إليها عبر مطار البحرين الدولي، بالخضوع لفحصين مختبريَّين لكورونا على نفقتهم الخاصة؛ بقيمة 160 دولاراً: الأول عند الوصول، والثاني عقب الخضوع 10 أيام للحجر الصحي.
كما يتعين على القادمين تحميل تطبيق "مجتمع واعي" الحكومي والتسجيل فيه، "وذلك استكمالاً للإجراءات المطلوبة في استمارة البيانات الطبية التي تتطلبها الإجراءات الاحترازية الموضوعة للتعامل مع فيروس كورونا".