الخليج أونلاين-
بعد مرور أكثر من عام على تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، وتغير شكل الحياة، يعود شهر رمضان المبارك هذا العام وما زال الوباء متفشياً بين الناس ويصيب الملايين يومياً في مختلف البلدان رغم بدء حملات التلقيح المضادة له.
ورغم التوقعات الكبيرة بانفراجة وعودة الحياة لسابق عهدها فإن استمرار انتشار الجائحة ما زال يضع التحديات أمام الحكومات لمنع حصول إصابات أكبر ومخاطر لا يمكن استدراكها فيما بعد.
وبدت مكة المكرمة، في رمضان العام الماضي، شبه خالية من زوارها مع تعليق شعيرة العمرة، واقتصار صلاة التراويح التي ينضم لها الملايين سنوياً على عشرات أو مئات.
في هذا العام ستكون طقوس رمضان في مكة والمدينة المنورة أقرب للعام الماضي منها لما قبل تفشي وباء كورونا، وعدم تمكن ملايين المسلمين من أداء مناسك العمرة في رمضان بسبب الوباء.
فما هي أكثر الطقوس والعادات التي ستكون ممنوعة طيلة أيام شهر الصيام في الحرمين المكي والنبوي، وما التدابير المفروضة على من سيسمح لهم بزيارة البيت العتيق؟
غياب موائد الرحمن
ويبدو أن العديد من طقوس شهر رمضان التي جرى اتباعها في الحرمين الشريفين لعقود طويلة ستغيب هذا العام في إطار إجراءات الحد من تفشي كورونا، ولعل في مقدمتها تعليق موائد وسفر الإفطار الرمضانية ووجبات السحور بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.
وتعد سفر الإفطار في رمضان من أكثر الطقوس شهرة في المدينة الأكثر قدسية للمسلمين في العالم، حيث كانت تُمد في كثير من أجنحة الحرم وباحاته، ويفطر منها جميع المصلين والمعتمرين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وقالت رئاسة الحرمين الشريفين، يوم الأحد (28 مارس 2021)، إنها ستستعيض عن سفر الإفطار الجماعي بوجبات إفطار جاهزة فردية لقاصدي المسجد الحرام، وسيسمح لزوار الحرمين الشريفين بإدخال عدد قليل من التمر، للإفطار الشخصي فقط، ولن يكون هناك توزيع لوجبات السحور، ولن يسمح بإدخالها.
كذلك ستوزَّع 200 ألف عبوة يومياً من مياه زمزم بسبب استمرار رفع المشربيات والحافظات التي كانت تنتشر في المسجدين.
وسيجري غسل وتعقيم المسجد الحرام 10 مرات يومياً، بما يقارب (60 ألف) لتر من مواد التطهير الصديقة للبيئة، و(86.400) لتر ماء، وما يزيد على (270) معدة ومضخة وجهاز تعمل معاً من أجل تهيئة مناخ صحي وتعبدي آمن لقاصدي المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك.
وسبق أن اقترحت لجنة السقاية والرفادة في إمارة مكة آلية جديدة لتقديم وجبات الإفطار للصائمين داخل المسجد الحرام وساحاته خلال شهر رمضان، عبر تقسيمها لـ "الوجبات الجافة (داخل المسجد الحرام والساحات والمنطقة المركزية)، والوجبات الساخنة السلال (في الأحياء السكنية والمنافذ)، والسلال الغذائية (الأسر المحتاجة بالأحياء السكنية)".
فيما يبدو أن السلطات خشيت من زيادة انتشار الفيروس بين المصلين والمعتمرين ما دفعها لمنع مد سفر الإفطار في داخل الحرام وفي باحاته.
التراويح في أماكن محددة
وقبل تفشي كورونا كان المسجد الحرام يعج بالمصلين والمعتمرين الذين يؤدون صلاة العشاء والتراويح حيث وصلت أعداد المصلين في ليلة السابع والعشرين من رمضان لعام 2019 لأكثر من مليونَي مصل في الحرم المكي.
فيما اقتصرت تراويح رمضان 2020 على بضع عشرات من المصلين الذين تباعدوا وارتدوا الكمامات اتباعاً للتدابير الاحترازية؛ ما بدا مشهداً محزناً لكثيرين في العالم الإسلامي.
وفي هذا العام يبدو أن عدد المصلين والمعتمرين سيكون أكبر من عام 2020، إلا أنه سيكون خاضعاً لشروط واسعة، مثل تخصيص رئاسة الحرمين صحن المطاف للمعتمرين فقط، وتخصيص 5 مصليات داخل المسجد الحرام بالإضافة للساحة الشرقية.
ويحتاج أداء العمرة للتسجيل المسبق في تطبيق إلكتروني حكومي، بجانب اشتراطات أخرى بينها إثبات عدم إصابة الشخص بكورونا، ما سمح بعودة المعتمرين والزوار للحرمين الشريفين بعد شهور من الإغلاق.
ووفقاً لنتائج نشرة إحصاءات العمرة لعام 2019، فقد بلغ إجمالي عدد المعتمرين 19.158.031، منهم 7.457.663 معتمراً قدموا من خارج المملكة.
وبلغ عدد معتمري الداخل من السعوديين وغير السعوديين 11.700.368 معتمراً، 45.40% منهم معتمرون سعوديون، بينما بلغت نسبة المعتمرين غير السعوديين من داخل المملكة 54.60% في العام نفسه.
تعليق الاعتكاف في الحرم النبوي
وسيسمح بإقامة صلاة التراويح في الحرم النبوي مثل بقية الصلوات الأخرى وفق ضوابط وتدابير صارمة لمنع حدوث إصابات بين المصلين، فيما سيحرم الآلاف الاعتكاف قرب الروضة الشريفة بالحرم النبوي الشريف للعام الثاني على التوالي.
وأكدت وكالة شؤون المسجد النبوي، في (28 مارس 2021)، "تعليق الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لهذا العام 1442؛ التزاماً بالضوابط والإجراءات الاحترازية".
وأكدت الوكالة "استمرار عدد التسليمات في صلاة التراويح بواقع خمس تسليمات خلال موسم شهر رمضان، مع استمرار عدد التسليمات في صلاة القيام (التهجد) بواقع خمس تسليمات".
وشددت على الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي في جميع المواقع بالمسجد النبوي، كاشفة أن الساحات الغربية الجديدة ستستخدم للصلوات، مع مراعاة عدم التفويج إليها خلال اشتداد أشعة الشمس والحرارة نهاراً؛ حفاظاً على سلامة الزوار والمصلين.
ولفتت إلى أنها ستتولى، بالتنسيق مع الجهات المختصة، تقديم الإفطار الفردي (تمر وماء)، مع منع إحضار أي مأكولات أو مشروبات للمسجد النبوي وساحاته، وعلى أن يكون الإفطار فردياً.