الخليج أونلاين-
رغم ارتفاع نسبة التطعيم فيها، وتمكن سلطات البلاد من تحصين عدد كبير من سكانها، فإن الإمارات عادت لتسجل ارتفاعاً في حالات الوفاة والإصابات بفيروس كورونا، وهو ما دفع عدداً من دول العالم، بينها الولايات المتحدة، إلى التحذير من السفر إليها في الوقت الحالي.
وتشكل عودة تسجيل حالات وفاة وإصابات مرتفعة بكورونا، وتحذير حكومات العالم من السفر إلى الإمارات، إمكانية تدهور القطاع السياحي في هذه الدولة الخليجية من جديد، خاصة بعد وقت قصير من بدء تعافيه، وعودة أنشطته التي تشهد رواجاً في هذا الوقت من العام.
وبدأت تظهر في الإمارات سلالات جديدة من المرض؛ وهي "بيتا" و"دلتا" و"ألفا"، وهي الأكثر انتشاراً في البلاد حالياً، وهو ما قد يشكل خطراً على سكانها والسياح القادمين إليها.
وتسببت تلك السلالات المتحورة، وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية، والتخوف من اللقاحات، في ارتفاع حالات الوفاة في فيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، وفق وزارة الصحة الإماراتية.
وعن أكثر السلالات انتشاراً بالإمارات بينت الوزارة الإماراتية أن سلالة "بيتا" بنسبة 39.2%، تليها دلتا بنسبة 33.9%، وأخيراً سلالة ألفا بنسبة 11.3%".
وسجلت الإمارات (الثلاثاء 29 يونيو الجاري) 2184 حالة جديدة بفيروس كورونا ليصل إجمالي الإصابات إلى 631.163 و5 حالات وفاة، ليرتفع حالات الوفاة إلى 1807.
ولم تمنع حملة التطعيم الإماراتية المتواصلة من وقف انتشار تلك السلالات، حيث أعلنت الصحة الإماراتية (الأحد 27 يونيو) تمكنها من تطعيم 71% من كل سكان البلاد بلقاحات ضد كورونا المسبب لعدوى "كوفيد-19"، ما يساوي نحو 92% من الفئة المؤهلة.
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في معدل التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، بمعدل 121 جرعة لكل 100 شخص، وفق تصنيف أعدَّته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وكانت أبرز الدول التي رفعت مستوى التحذير من السفر المتعلق بكورونا إلى الإمارات للمستوى الرابع الذي يقضي بعدم السفر، هي الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان على موقعها: "أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) إشعاراً صحياً للسفر من المستوى 4 لدولة الإمارات العربية المتحدة بسبب (كوفيد -19)، مما يشير إلى مستوى مرتفع جداً من المرض في الدولة".
وسبق التحذير الأمريكي تحذير إسرائيلي من السفر إلى الإمارات للسبب نفسه، وصنفت دولة الاحتلال الإمارات ضمن قائمة "الدول الخطرة التي تحمل تحذير السفر".
مناعة مؤقتة
البروفيسور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات وسفير الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجي، يفسر زيادة حالات الوفاة بكورونا في الإمارات رغم توسع حملة التطعيم بأن تلقي اللقاح يوفر مناعة قصيرة الأمد ونسب الحماية لا تصل إلى 100%.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يقول المناعمة: "كثير ممن يتلقون التطعيم أو يصابون ثم يشفون يتخلون عن الإجراءات الوقائية، وهذا يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض، إضافة إلى جانب غير مؤكد وهو أن هناك طفرات من الفيروس لا تتأثر باللقاحات".
وحول "مناعة القطيع"، يوضح المناعمة أن الأفضل إطلاق مصطلح "مناعة المجتمع" عليها، وهي قد تكون ناجعة لمدة قصيرة في حال تطعيم نسب كبيرة من السكان في مدة وجيزة؛ "لأنه لا فائدة كبيرة من تطعيم السكان على فترات متباعدة نظراً لقصر فترة المناعة الناتجة عن التطعيم التي تمتد من 3 إلى 6 أشهر فقط".
ويبقى التطعيم، كما يؤكد المناعمة لـ "الخليج أونلاين"، مهماً في خفض نسب الإصابات والوفيات من كورونا.
وعن الإغلاق الشامل لمواجهة السلالات المتحورة من الفيروس، يرى أستاذ علم الميكروبات وسفير الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجي، أنه لم يعد ممكناً بشكل عملي، "لكن مراقبة الحدود للقادمين من الخارج قد تشكل صمام أمان من دخول طفرات جديدة إلى البلاد لكنها لن تمنع حدوث طفرات محلية".
ومعظم بلدان العالم، حسب المناعمة، مرت بمراحل مختلفة من الإغلاق الجزئي لفترات متباعدة وتعطيل مناحٍ أساسية في الحياة، ومن ثم يصعب التفكير في الإغلاق الشامل، وبدلاً من ذلك يمكن تطبيق ما يعرف بالإغلاق الذكي والمحدود، وإيقاف بعض الأنشطة التي تعتبر مركزاً للانتشار الكثيف للمرض مثل الحفلات.
تطعيم السياح
وأمام السلالات المتحورة لكورونا في الإمارات، أطلقت السلطات الإماراتية "سياحة اللقاحات"، حيث بدأت إمارة أبوظبي السماح للزوار بالحصول على تطعيمات مجانية، بعد الموافقة على تلقيح جميع حاملي التأشيرات الصادرة من سلطاتها.
ولم تعلن أبوظبي رسمياً أنها ستطعم السياح، لكن السلطات في الإمارة قالت، في بيان موجزٍ في وقت سابق من هذا الشهر، إنه تمت الموافقة على جعل لقاحات "كوفيد 19" مجانية لكل شخص يحمل "تأشيرة دخول".
وتريد الإمارات من تطعيم السياح عدم تأثر هذا القطاع الذي يعد مهماً لاقتصادها من زيادة الإصابات بفيروس كورونا، وتشكيل مناعة لهم، خاصة أن الفيروس تسبب بخسائر كبيرة على الاقتصاد المحلي.
وأفادت بيانات حكومية، (الأحد 22 مايو)، بتراجع أعداد المسافرين عبر مطار دبي الدولي بنسبة 58.3% خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2021، بمعدل 7 ملايين و261 ألف مسافر مقارنة بـ18 مليوناً و291 ألف مسافر خلال الفترة المماثلة من 2020.
وخلال العام الماضي، انخفضت أعداد المسافرين عبر مطار دبي بنسبة 70% إلى 26.3 مليوناً، مقابل 86.4 مليون مسافر في 2019، وسط تداعيات الجائحة التي أضرت بقطاع الطيران العالمي.
وعطَّل فيروس كورونا خطط مطار دبي التي كانت تستهدف زيادة إجمالي المسافرين إلى 100 مليون خلال 2020.
ويعد قطاع السفر من أكثر من القطاعات تأثراً بجائحة كورونا خلال 2020، ومن المتوقع أن تستمر تأثيراته على القطاع حتى عام 2024، وفق تقديرات اتحاد النقل الجوي "إياتا".
وخسرت شركة "طيران الإمارات" 3.4 مليارات دولار خلال الأشهر الـ6 الماضية، لكن رئيس الشركة تيم كلارك قال (الاثنين 24 مايو)، لوكالة "رويترز"، إن أداء الشركة في الوقت الراهن أفضل مما كانت تتوقع في البداية.