الخليج أونلاين-
تشهد دول الخليج العربي انحسار موجة كورونا وانخفاض أعداد المصابين بالفيروس، مع استمرار حملات التطعيم التي بدأتها أواخر العام الماضي، في حين يجري تخفيف قيود الحركة والسفر تدريجياً، خصوصاً للحاصلين على اللقاح.
وأعلن مركز الإحصاء الخليجي، الاثنين 11 أكتوبر، أن عدد لقاحات كورونا المعطاة بدول مجلس التعاون تجاوزت 78 مليون جرعة، فيما سجلت جميع دول الخليج نسب تعافٍ عالية.
وتصدرت قطر والكويت والبحرين دول المجلس بنسبة تعافٍ بلغت 99.3%، فيما سجلت الإمارات 99.1%، وسلطنة عمان 98.5%، والسعودية 98%، حيث بلغت النسبة الكلية للتعافي في دول الخليج العربية 98.8%.
ومنذ بدء الجائحة، أحصى المركز في عموم دول الخليج 2.514.479 إصابة مؤكدة، و2.485.531 حالة تعافٍ، و19.411 حالة وفاة، و78.843.115 تلقوا اللقاح.
وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، محمد العبد العالي، في المؤتمر الصحفي عن مستجدات فيروس كورونا والذي عُقد الأحد 10 أكتوبر، أن التحسن مستمر في المؤشرات كافة، وأن ما تحقق منذ بدء الجائحة حتى اليوم أمور مبشرة ساهمت في تميز المملكة على المستويات كافة.
وبيَّن العبد العالي أن المناعة المكتسبة بعد الإصابة بفيروس كورونا ليست كالمناعة التي يتم تحصيلها بتلقي اللقاحات واستكمالها تحديداً بجرعتين، مشدداً على ضرورة المبادرة باستكمال الجرعة الثانية بشكل سريع بعد التعافي مباشرة.
وبدأت السعودية تنفيذ التحديثات الجديدة للمسافرين على الرحلات الداخلية، واشتراط الحصول على جرعتين من لقاح "كوفيد 19" قبل الصعود إلى الطائرات، كما بدأ العمل بقصر تصاريح أداء العمرة أو الصلاة أو الزيارة، على المحصنين الحاصلين على جرعتين.
تجاوز الأزمة
وفي دولة قطر قال المدير الطبي لمستشفى حمد العام، الدكتور يوسف المسلماني، في 27 سبتمبر 2021، إنه في حال استمرت مؤشرات مكافحة الوباء في التحسن خلال الأيام المقبلة، على مستوى الإصابات وحالات دخول المستشفى وأعداد المرضى بالعناية المركزة، فسيكون هناك مزيد من الرفع التدريجي للقيود.
وأضاف: "سندرس تأثير هذا الانتقال، وفي ضوء ذلك، سوف يتم اعتماد القرار المُقبل، حيث إذا استمرّت الأعداد في الانخفاض فسوف ننتقل إلى مراحل أفضل"، مُشيراً إلى أنّ ارتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة لم يعد إلزامياً، بينما سيظل إلزامياً في الأماكن المغلقة.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الاستشارية العليا لمواجهة كورونا في الكويت، الدكتور خالد الجار الله، في 11 أكتوبر 2021، الانحسار الوبائي محلياً وخليجياً بشكل ملحوظ، وأن نسبة الوفيات بالفيروس هي الأدنى محلياً وخليجياً.
وشدد الجار الله على ضرورة تكثيف التطعيم الميداني للعمالة، ورفع نسب التحصين مجتمعياً بالتوازي مع مراحل الانفتاح والترصد الوبائي، فضلاً عن تأمين الطعوم الموسمية للجميع.
وانعكست حالة التعافي، بشكل إيجابي، على نفسية المواطن الخليجي، حيث أكد استشاري الطب النفسي، المدير الطبي لمستشفى الأمل للصحة النفسية، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الدكتور محمد عبد المقصود، لصحيفة "الإمارات اليوم"، أن المجتمع خلال الأشهر الأخيرة شهد إجراءات ومستجدات إيجابية كثيرة، خصوصاً مع بدء حملة التطعيم، ومرور المرض على كثير من أفراد المجتمع دون أعراض مقلقة، وارتفاع نسب التعافي والشفاء، إضافة إلى العودة التدريجية للحياة الطبيعية، والخروج من المنزل دون خوف.
وأدى ذلك إلى تراجع معدلات الخوف والتوتر والقلق لدى أفراد المجتمع، وأسهم بشكل كبير في تعافيهم نفسياً من تداعيات الجائحة.
وقال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الأربعاء 6 أكتوبر، إن دولة الإمارات خرجت من أزمة فيروس كورونا بخير.
وأضاف بن زايد، على تطبيق "إنستغرام": "أُبشّركم.. الأمور طيبة، والوضع الصحي في دولة الإمارات طيب، خرجنا من أزمة كورونا بخير وتعلمنا منها دروساً وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات".
فعاليات موسم الشتاء
ويأتي هذا التعافي مع اقتراب موسم فعاليات الشتاء مثل "موسم الرياض" في السعودية وموسم الأعياد الوطنية، وسط تساؤلات عن جاهزية الخليج للقيام بتلك الأنشطة بعد تأجيلها العام الماضي بسبب الوباء.
وفي هذا السياق كشفت الهيئة السعودية للسياحة، في 6 أكتوبر الجاري، عن تقويم الفعاليات والمواسم المزمعة إقامتها خلال شتاء السعودية المقبل والذي يتضمن عودة مواسم السعودية والعديد من الفعاليات النوعية والعالمية التي تقام لأول مرة في المنطقة، مما يتيح للمواطنين والمقيمين والزوار فرصاً غير مسبوقة لاستكشاف والاستمتاع بما تزخر به المملكة من وجهات سياحيّة متميّزة ومتنوعة.
وتمتد الفعاليات السعودية من أكتوبر 2021 إلى مارس 2022؛ لتلبي جميع تطلعات العوائل والأفراد من مختلف شرائح المجتمع بهدف توفير تجربة سياحية استثنائية لزوار المملكة من الداخل والخارج، مع مراعاة الاشتراطات الصحية والتأكد من التزام الجميع بها بالتنسيق مع الجهات المختصة، مما يضمن تجربة سياحية وترفيهية آمنة وسلسة.
ويشمل التقويم عدداً من المواسم والفعاليات، من أبرزها "موسم الرياض" الذي ينطلق في 20 أكتوبر الجاري، والمتضمن أكثر من 370 عرضاً مسرحياً خليجياً وعربياً وأكثر من 76 حفلة غنائية عربية وعالمية والعديد من الفعاليات المتميزة الأخرى، إضافة إلى "لحظات العلا" الذي يمتد من أكتوبر 2021 إلى مارس 2022.
ويتخلله "شتاء طنطورة"، إضافة إلى عدد من الفعاليات النوعية والعالمية، ومنها "الفورميولا 1 " و"الفورميولا إي"، و"رالي داكار"، وكأس السوبر الإيطالي، وكأس السوبر الإسباني، ومعرض الكتاب، ومعرض الصقور والصيد السعودي الدولي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وميدل بيست وغيرها. وانطلقت مواسم السعودية لأول مرة في عام 2019.
بدورها قررت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني في قطر إقامة فعاليات متنوعة ومتعددة في مختلف مناطق البلاد؛ لتكون بديلاً عن فعاليات "درب الساعي" خلال احتفالات اليوم الوطني، العام الجاري.
ونقلت صحيفة "الراية" القطرية عن مسؤول محلي، قوله إن إعلان اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني إقامة فعاليات متنوعة ومتعددة في مختلف مناطق البلاد سيساهم كثيراً في الترويج للسياحة إذا ما تم استغلاله بالشكل المطلوب، وتوزيع الفعاليات على مختلف مناطق البلاد الشمالية والجنوبية والغربية، إلى جانب مدينة الدوحة، في ظل التزامن مع انطلاق بطولة كأس العرب في التوقيت نفسه.
وتجري الاستعدادات لإطلاق مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ21، حيث تُفتتح فعالياته أول ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأعرب المخرج عبد الله المسلم عن سعادته بالعودة الحميدة للمهرجانات المسرحية، بالكويت بعد انقطاع في ظل جائحة كورونا، موضحاً أنه لأول مرة يشارك كمخرج في مهرجان الكويت المحلي من خلال مسرحية "فوبيا".
فيما قررت سلطنة عمان تأجيل مهرجاناتها الخريفية السنوية للعام الثاني على التوالي، رغم تصريح وزير التراث والسياحة العماني، سالم المحروقي، في سبتمبر الماضي، بأن السلطنة "في بداية مرحلة التعافي لاستعادة السياحة من الأسواق التقليدية".
هذا وتستعد معظم دول الخليج لعودة الانفتاح التدريجي الحذر، مع تأكيد الالتزام بإجراءات الوقاية من الوباء.