ملفات » التحالف الإسلامي العسكري

أول اجتماعاته بالرياض.. هل يحقق التحالف العسكري الإسلامي توازن الردع بالمنطقة؟

في 2016/02/12

شؤون خليجية-

"ما أهم القرارات والملفات على أجندة أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري بقيادة الرياض الشهر المقبل"، سؤال مصيري سيحدد خارطة التحالفات العسكرية والجيوسياسية بالشرق الأوسط، وتحديدًا المنطقة العربية، بما يحمله من تحول نوعي في نمط تعاطي الدول الخليجية والعربية مع مصادر التهديد وزئعزعة استقرارها وأمنها القومي، وبالرغم من اعتباره مؤشرًا على تبني سياسة خارجية ودفاعية جديدة تقوم على المبادرة والضربات الاستباقية، وتوازن الردع، إلا أنها تظل محفوفة بالمخاطر، وسط تحليلات تحذر من تحول التحالف الناشئ لذراع أمريكية غربية سنية لمواجهة داعش، ابتداء في سوريا والعراق وليبيا، ومواجهة (سنية - سنية) مع تنظيمات جهادية سنية، ومع الميليشيات الإيرانية والأجنبية والمرتزقة.

ومع تأكيد إمكانية تدخل التحالف الإسلامي بقوات على الأرض، واستعداد الرياض المشاركة بأي عملية برية ضد داعش في سوريا، وبدء مناورات رعد الشمال في السعودية، يرى مراقبون أن هناك تحركات عسكرية نوعية يجري الاستعداد لها، لن تكون بمعزل عن التحالف الإسلامي العسكري، ومن المحتمل أن يكون التدخل البري في سوريا جزءًا من مهام التحالف الإسلامي بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما سيجعل التحالف الجديد ليس فقط للردع، ولكن للهجوم، ولكن بأي أهداف ولمصلحة من.. وهل ستشارك فيه الدول المركزية القوية وأهمها باكستان وتركيا ومصر، أم أن باكستان قد تتراجع كما حدث بعاصفة الحزم اليمنية؟ إلا أن زيارة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام أباد، لمناقشة تعاون ودور باكستان في التحالف الإسلامي العسكري، قد تحلحل الموقف.

الاجتماع الأول

أعلن مصدر رسمي سعودي، أن التحالف الإسلامي العسكري، الذي أعلن عنه ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ويضم 34 دولة، سيعقد أول اجتماع له في الرياض الشهر المقبل. وقالت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية: "إن المملكة ستستضيف اجتماعًا لدول التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب في مارس المقبل".

يأتي هذا فيما جددت المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، استعدادها للمشاركة في أي حملة برية ضد "داعش" في سوريا.

وكانت السعودية قد أعلنت في 14 ديسمبر الماضي، تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادتها، يضم 34 دولة، على أن يؤسس في العاصمة الرياض مركز عمليات مشتركة، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، وتطوير البرامج والآليات اللازمة لذلك.

ما العلاقة مع التحالف الدولي؟

هناك مؤشرات ترجح عمل التحالف الإسلامي بالتنسيق مع التحالفات الدولية ضد داعش، وبخاصة في سوريا، حيث بدأ حلف شمال الأطلسي اجتماعات وصفت بالمهمة يومي الأربعاء والخميس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، والذي سيشارك فيه وزراء دفاع دول الناتو، وسينضم إليهم، وزراء دفاع التحالف الدولي لمكافحة داعش في اجتماع خاص اليوم الخميس، للتشاور مع الدول المجاورة فيما يتعلق بالأزمة السورية، ومناقشة مبادرة السعودية بمشاركتها بقوات برية لمحاربة داعش في سوريا.

وأكدت مصادر في حلف الأطلسي في تصريحات لصحيفة «عكاظ»، على "أهمية مشاركة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في اجتماع بروكسل، والاستماع لرؤيته حول كيفية مكافحة داعش، ومبادرة السعودية بالمشاركة في قوات برية للجم إرهاب داعش في سوريا. وتفاصيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب".

متغيرات وتحركات عسكرية

يأتي أول اجتماع للتحالف الإسلامي في ظل متغيرات وتحركات عسكرية كثيفة ونوعية، فقد ذكرت شبكة «CNN»  الأمريكية، السبت الماضي، أن قوات أردنية متواجدة في السعودية، تستعد للتدخل مع قوات عربية في سوريا عبر البوابة التركية، بعد يومين من إعلان الرياض استعدادها لإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم "داعش".

ويسبق الاجتماع مناورات "رعد الشمال" ضمن خطة تدريبات عسكرية (برية وبحرية وجوية) مشتركة بين السعودية وعدة دول خليجية وعربية وإسلامية، أبرزها الإمارات ومصر والأردن والبحرين والسودان واليمن وباكستان.

يؤشر تشكيل التحالف العسكري بقيادة السعودية على أن الدول ذات القدرات العسكرية القوية في التحالف (مثل تركيا ومصر والسعودية والأردن وحتى المغرب)، ستقوم بعمليات تدخل عسكري مباشر ومشترك في بعض الدول التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية، مثل سوريا والعراق وليبيا.

المخاطر والأهداف

تتباين الآراء بشأن فرص نجاح وفشل مهمة التحالف الإسلامي العسكري، فهناك من يرى أنها قوة إسلامية هي الأولى من نوعها لحماية أمنها بقدرات ذاتية، بينما البعض يراها قوة تابعة لأهداف التحالف الدولي الخطيرة، لتفتيت باقي الجيوش العربية عبر الحروب الطائفية.

بينما يتوقع مراقبون عسكريون غربيون في الرياض أن تكون أولى عمليات التدخل العسكري للتحالف الجديد في سوريا والعراق، لملاحقة تنظيم داعش، من خلال عمليات برية وتدخل سريع سيكون الدور الأكبر فيها لتركيا شمالًا والأردن جنوبًا، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف الغربي، لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي ستتولى دعم العمليات البرية بدعم جوي واستخباراتي، والأهم تأمين الدعم السياسي الدولي.

ويتوقع مراقبون دبلوماسيون، أن تدخل قوات عسكرية من دول التحالف العسكري الإسلامي في المعارك ضد تنظيم «الدولة» في العراق، لاسيما في الموصل والمناطق السنية، سيمنع قوات «الحشد الشعبي» الشيعية من فرض سيطرتها على هذه المناطق، أما التدخل العسكري المباشر للتحالف الجديد في سوريا ضد "داعش"، فسيعطي قوات المعارضة السورية قدرات أكبر على محاربة قوات النظام السوري، ويتوقع أن تعمل هذه العمليات العسكرية على إقامة «مناطق عازلة» على الحدود السورية مع تركيا والأردن، وسيتم التعاون في التدخلات العسكرية المباشرة مع قوات المعارضة السورية في سوريا، ومع قوات «البشمركة» الكردية في شمال العراق، ويشير اشتراك مصر وتونس إلى أنه من الممكن أن تقوم قواته بالتدخل العسكري في ليبيا أيضًا، بالمشاركة مع قوات إماراتية، ومشاركة عسكرية جوية لبعض دول حلف الأطلسي (الناتو)، لاسيما فرنسا وإيطاليا. بحسب صحيفة "القدس العربي" في 15 ديسمبر 2015.

يسبق الاجتماع المرتقب للتحالف الإسلامي تحركات عسكرية قد تكون تمهيدية، في حالة اعتبار التدخل البري بسوريا جزءًا من خطط التحالف، حيث قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها أمس الأربعاء: إن السعودية تناقش خططًا لإرسال قوات برية مع حلفائها الإقليميين، ومن بينها تركيا لإقامة منطقة آمنة في سوريا، كجهد لإبقاء الثورة على قيد الحياة المعرضة للانهيار، في ظل تطويق قوات النظام السوري مدعومة من روسيا لحلب، وأشارت إلى أن المسؤولين الغربيين رفضوا تلك الخطط. فيما نفت تركيا الأنباء الصادرة عن بعض وسائل الإعلام حول عزمها إجراء عمليات وتدريبات عسكرية مشتركة مع السعودية، بحسب "وكالة الأناضول".