دول » السعودية

شماتة..!

في 2016/02/20

عبد العزيز حسين الصويغ- المدينة السعودية-

شماتة..! من المؤسف أن يتدنَّى الفرد في أخلاقه إلى درجة الشماتة في الموت.. والأشد أسفًا أن يكون هذا الشامت محسوبًا على الدعاة، وما يجعل الأسف مضاعفًا هو أن يخرج مثل هذا التصرف من دعاة كان البعض منَّا يحمل لهم كثيرًا من التقدير والاحترام، حتى سقطوا في تصرفات متتالية عرفنا، منهم قبل غيرهم، أنها خارجة عن أخلاق الإسلام وتعاليمه السامية.

لقد صُدمت شخصيًّا لشماتة مَن كُنَّا نحسبهم على الله من الداعين إلى الحق، وحُسن الخلق، أن تتدنّى بهم أخلاقهم للشماتة بوفاة الإعلامي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، لا لشيء إلاَّ لاختلافهم السياسي معه. وهؤلاء أنفسهم شمتوا من قبل في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله، وأسكنه واسع جنّاته-. والعجيب أنهم يُؤكِّدون أن شماتتهم هي أصل من أصول الدِّين، بل ويُقسمون لك أنّهم هم مَن يُحافظون على الدِّين ويعرفون أصوله وقواعده!!

وأخيرًا.. لا شكّ أن الموت ابتلاءٌ عظيمٌ، وعِظة للناس جميعًا. والمؤمن الحق القريب من الله تعالى لا يشمت بمصائب الناس، ولا يفرح بموت أحد، لذا فما أجمل أن ينأى المسلم بنفسه عن الشماتة في أخيه المسلم، وهي صفة ممقوتة تُعتبر من صفات المنافقين، «وإذا خاصَم فَجَر»، ومن الفجور الشَّماتة. وليكن لنا في رسول الله الأسوة الحسنة، حين قام صلّى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له: إنّها ليهودي، قال «أليست نفسًا»؟.. فما بالك لو كان الميّت مُسلمًا؟!

#نافذة:

للشامتين بوفاة محمد حسنين هيكل، إمبراطور الصحافة والإعلام..

اتفقنا مع الراحل أو اختلفنا.. «الأستاذ» توفي عن 93 عامًا، وهو في كامل لياقته الذهنية..

فأي شماتة في مثل هذه النهاية الرائعة..!!