دول » السعودية

قطعان (داعش) و (القاعدة)

في 2016/02/29

خالد السهيل- الاقتصادية السعودية-

سياق القصص التي تؤسس لاستمرار قطعان داعش الغبية في ضلالها، أصبحت تستدعي التأمل والتفكير. أن يتواطأ قطيع من داعش مكون من ستة أشخاص على قتل قريبهم، هذه قصة تتطلب الدرس والتمحيص. قبل ذلك شهدنا حوادث على غرار ذلك. قاتل خاله في الرياض، وقتلة ابن عمهم في حائل. كل هؤلاء القتلة، كانوا يتقربون إلى داعش ويتلمسون من خلال إراقة دماء أقاربهم، إلى تقديم تضحية لهذا الحلف الشيطاني الذي يزعم أنه يجاهد في سبيل الله. من المؤسف ـــ في الحادثة الأخيرة ـــ أن تجد بين قطعان داعش المهندس والطبيب.

وسط كل هذا الشذوذ الذي يواجه العالم من هذه الفئة الباغية، يريد منا بعض المشبوهين، ألا نقول كلمة حق عن داعش، وبعضهم يصل به الحنان واللطف مع هذه القطعان، أن ينهاك عن الدعاء عليهم.

بعض هؤلاء قد يجاملك بكلمة عن داعش، ولكنه لا ينسى أن يستثني القاعدة. متناسيا أن القاعدة هي التي فتحت باب الجحيم في قضايا إزهاق الأرواح والتفجير ونشر الرعب، وأن داعش كانت صنيعة أبو بكر الزرقاوي التابع لأسامة بن لادن، عليهما من الله وعلى من يبرر لهما ما يستحقون.

وما زال بيننا من يكتب مقالات يتحدث فيها عن (الشيخ) أسامة و(الشيخ) الزرقاوي، وهذا الحياد يصوغ خطابا باطنيا ينطوي على تأييد.

وما زال بيننا من يروج لوهم الخلافة الإسلامية، ويرى أن الأمة لن يستقيم حالها ويصلح دون عودة الخلافة. وهذا أيضا منسجم مع أفكار قطعان داعش.

عندما نتحدث عن تأثير في عقل مهندس أو طبيب، وإقناعه أن قتله لابن عمه سيوصله إلى الجنة، نحن نتحدث عن منهج نحتاج إلى تفكيكه وفصله عن الدين. رسولنا لم يعلمنا القتل غيلة وغدرا، ولا التمثيل بالضحايا والتباهي بذلك. ظاهرة داعش الشيطانية تحتاج إلى خطاب يفضح التهافت الأخلاقي الذي وصلوا إليه، ولا أقول الديني، فالدين منهم براء، وإن أراد البعض أن يرغمنا على التسليم بأنهم مجرد غلاة لا غير.