مجتمع » حريات وحقوق الانسان

8 وصايا للمرأة السعودية في يومها العالمي

في 2016/03/09

عبير العلي- الوطن السعودية-

كثيرا ما يسألني البعض نصائح حول موضوع ما، وتكون نصيحتي الوحيدة لهم: "ألا تستمعوا لنصائح أحد، خوضوا تجربتكم بأنفسكم". وهذا التقديم للتأكيد على أنني ضد الوصايا والوصاية والنصائح ووجود القدوة والرمز الذي يقولب الكثير حياتهم عليه، فلا يستطيع أي منا بناء تجربته الخاصة في أي مجال وهو ينساق خلف رؤى الآخرين ونصائحهم التي غالبا -كما يقول الكاتب الأميركي جون شتاينبك- هي محاولة لجمع التأييد فقط. لذا فإن ما سيأتي في المقال من وصايا تبقى أفكارا فقط أشارك فيها نساء وطني في صباح هذا اليوم الثامن من مارس الذي يعرف بأنه اليوم العالمي للمرأة، وأي فكرة قابلة للأخذ أو الرد، والتوسع والانطلاق أكثر منها نحو فضاءات أرحب.

تخصيص يوم عالمي للمرأة ليس قصة حالمة كما يبدو من ظاهرها، بل إنه حدثٌ شهد مخاضات عسيرة بدأت بمظاهرة لآلاف النساء في نيويورك عام 1856 للاحتجاج على سوء الأوضاع الإنسانية التي كانت تعمل تحتها النساء، ثم تكررت هذه المظاهرة في عام 1908 في الثامن من مارس وقد اختارت لها السيدات شعار "خبز وورود" وكانت تطالب بظروف عمل إنسانية أفضل للمرأة وتخفيض ساعات العمل لها ومنحها حق الاقتراع، واكتسبت تلك المظاهرة شعبية كبيرة مما جعل منظمة الأمم المتحدة في العام 1977 تُقر الثامن من مارس كل عام يوما عالميا للمرأة يُحتفل فيه بإنجازات النساء على مختلف الأصعدة ويوما للمطالبة بحقوقهن والتذكير بها.

ولأن للمرأة وضعها الخاص جدا لدينا حتى أصبحت تعرف بأنها "الملكة" على نساء العالمين، فإنني سأضع لها بعض الاقتراحات التي قد تساعدها في حياتها الممتدة بين الممنوع والمحظور والمحرم عرفا، الحياة التي تمتاز فيها بالفعل عن بقية النساء حول العالم بأنها الوحيدة التي تمتلكها –فهي لا تقود السيارة مثلا– وهذه ميزة يشهد لها الآخرون، وهي التي يشبع المجتمع والجهات الحكومية قضاياها وشؤونها تنظيرا وجدلا وركلا كل أسبوع، وهي الورقة الرابحة لأي خصومة دينية أو قبلية تُشهر في وجه "القطيع" ويذعن معها لخسائرها، وهي المرأة التي ما زال يستغل أحدهم هذه الخصوصية التي تملكها -والخصوصية ليست إيجابية بالضرورة- ويقيم دورة تدريبية تحمل عنوانا لتساؤل أوروبي قديم في عصورهم المظلمة: "هل المرأة إنسان"؟! ويُشهد العالم أجمع على تميزها.

أولاً: السعادة وهم كبير، نحن فقط من نستطيع وضع مقاييسه في أذهاننا ونبني عليه لحظاتنا، اختاري أن تكوني سعيدة طيلة الوقت واصنعي لك أسبابك الخاصة لأجلها. التقاط التفاصيل الصغيرة مهارة نسائية خاصة، استغليها لتجمعي حولك ما تحبين ويبهجك وجوده، ولو كان أحمر شفاه لا يراه على اكتناز شفتيك إلا انعكاسك في المرآة.

ثانيا: لا ترضي أن تكوني في الحياة مجرد طيف عابر، أتى وذهب دون أن يترك أثرا واضحا في أيامه ويبقى بعده، ولا تقبلي أن تكوني نسخة مكررة من الأخريات، أنت نسيج خاص وحدك، وبمقدورك أن تتركي بصمتك التي تحمل روحك. إن لم تتمكني من إظهارها في شخصك المستقل وكيانك الخاص، فاحرصي على أن تتركيها في عقول وأرواح من يمر بين يدي حياتك من أبناء أو طلاب قمت بالإسهام في تربيتهم وتعليمهم.

ثالثا: تعودي أن تقولي لنفسك ولغيرك: "أنا ومن بعدي الآخرون"، لن يكون أحد مدينا لك بشيء إن أصبحت حطاما لاكته السنين والأشخاص وتركته على قارعة الزمن ينتظر أي التفاتة ممن نهض على أكتافك. اعتني بك بدلا من أن تطلبي من الآخرين أيا كانوا الاعتناء بك. الحياة لا تتوقف لأجل أحد، ولن تفعل لأجلك حينما يتجاوزك الآخرون. لا ترهني حياتك لأجل أشخاص، ولا لأجل قضايا خاسرة. تعودي أن تعيشي لأجل اللحظة وراهني عليها فقط.

رابعا: هناك حقائق مطلقة لا تحتاج للنقاش أو التنازل أمام الإيمان بقطعيتها، من أهمها أنك لست عارا، فتوقفي عن التصرف وكأنك مقتنعة بهذه الكذبة التي انطلت علينا كثيرا، والأهم ألا تورثيها لبناتك إن كنت تورطت يوما بتصديقها.

خامسا: إن كان هناك من يستحق الدلال والعناية فهو أنت، احرصي أن تكون لديك ساعات فائضة كل أسبوع لنفسك، ولو لتمارسي فيها "اللاشيء". اختاري أن تكون لك هواية تعتادينها بالاهتمام والرعاية. ارقصي كثيرا، غنّي عاليا، واقفزي كالأطفال على عشب الأيام، لن يسلبك أحد شغفك بالحياة متى أقبلت عليها بصدق.

سادسا: التعلم والاطلاع لا يتوقف عند عمر محدد، والمرأة القارئة قوية بوعيها. مدي يدك لصداقة الكتاب فهو خير أنيس في وحدتك وخلواتك، هناك آلاف الأصدقاء في الكتب سيستقبلونك بحب في حبكة حياتهم، ومئات المدن بين الأوراق تنتظر زيارتك، وعشرات الكتاب يكتبون رسائلهم وقصصهم وقصائدهم للريح وللمجهول، وعقد صحبة مع الريح خير من انتظار غائب لن يعود أو حلم لن يأتي.

سابعا: برغم كل الصعاب التي تحيط بك؛ امنحي الحب للجميع، حتى لأولئك الذين آذوك أو ظلموك، الحب هو المعادلة الرابحة في قسوة الحياة. وأجدر محبة نمارسها هي محبة أنفسنا. لا بأس أن تسامحي ولكن تيقني أنك لست مضطرة للتعامل مجددا مع من آذى قلبك أو جسدك أو عقلك ولم يحترم خياراتك في الحياة.

ثامنًا: لا تستسلمي لكل الإحباطات التي حولك، وقاومي أي محاولة للاستهانة بك أو بقدراتك، لو لم تكوني شيئا عظيما لما حملك الله أعظم رسالة في الحياة، رسالة الأمومة، وجعلك جنة للحب والحياة.

بقي أن أقول إن موضوع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لعام 2016 هو (الإعداد للمساواة بين الجنسين لتناصف الكوكب بحلول 2030)، وحتى يحين ذلك العام لا تفقدي الأمل في مستقبل أكثر إشراقا، يكفينا فيه من هذا الكوكب مساحة وطننا الذي نحب ونثق بإنصافه لنا.