ملفات » التحالف الإسلامي العسكري

ما القواعد الحاكمة لعمل التحالف الإسلامي العسكري.. وأبرز التحديات؟

في 2016/03/29

شؤون خليجية-

برغم أهمية انعقاد أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري، وما تمخض عنه من خطوات إيجابية في إطار وضع أركان عمل التحالف وأطر عمله، وتوصيف وضع القوات المشاركة فيه، إلا أنه لم يقدم خطة عمل واضحة تجاه التحديات القائمة، وما زالت آليات عمله وكيفية تفعيلها بحاجة إلى مزيد من التفاصيل، ولم يحدد بعد ما هي التنظيمات الإرهابية ومناطق تمركزها تحديدًا، ومتى وكيف سيتم استهدافها، وما هو تعريفها، وماذا لو اختلفت الدول المشاركة حول تصنيفها، وما هو دور الدول المركزية المشاركة، ومنها باكستان وتركيا ومصر؟.

بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف على تدشين التحالف في 14 ديسمبر 2015، مازالت هناك أسئلة عديدة لم يجب عنها الاجتماع أمس، ربما لأسباب تتعلق بمقتضيات الأمن القومي والتكتيكات الاستراتيجية، منها دوره في التدخل البري المرتقب في سوريا، وهل تم تأجيله، وما علاقته بالحرب الدولية ضد داعش، وبخاصة عقب تفجيرات بروكسل، وتوقعات الحشد الدولي القادم لتوسيع الحرب على داعش، وما دوره أو علاقته بـ (المجلس الأمريكي الخليجي لوزراء الدفاع)، الذي سينعقد قبل يوم من انعقاد القمة الخليجية في 21 إبريل القادم.

وفي ظل تنامي خطر التنظيمات الإرهابية السنية والشيعية، كان من المنتظر استراتيجية أكثر وضوحًا تجاه الميليشيات الإرهابية المتنامية، ولم يكشف الاجتماع بعد عن دور الدول المركزية المشاركة، وكيفية توزيع المهام عليها، وكيفية التنسيق بينها على نحو دقيق. 

فيما تشير المؤشرات الأولية إلى أن دور التحالف العسكري الإسلامي في بداية تدشينه، سيرتكز بالأساس على التعاون الاستخباراتي في المقام الأول والعمليات الوقائية.

وانعقد أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري في أجواء ملتهبة، حيث وقعت تفجيرات بروكسل التي تبنتها داعش، وتصعيد نظام الأسد ضد المعارضة السورية، والهدنة الهشة التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار، وتنامي خطر داعش في عدة بؤر ساخنة، منها في تركيا واليمن وليبيا ومصر، في الوقت نفسه يشهد شهر إبريل بدء المفاوضات اليمنية، وقد تشهد الفترة المقبلة تسويات سياسية على مسار الأزمة السورية واليمنية، إلا أن تعثر المسار السلمي قد يدفع للصدارة الخيارات العسكرية، بحسب مراقبين.

في الوقت نفسه، يخشى مراقبون من محاولة تجميد التدخل العربي الإسلامي في سوريا، أو تحوله لذراع برية ضمن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أو تجميده على غرار اتفاقية الدفاع المشترك.

وانطلق في العاصمة السعودية الرياض، صباح أمس الأحد، أول اجتماع رسمي لرؤساء أركان دول "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"، المكوّن من أربعين دولة.

موقف التحالف من النزاعات المشتعلة

في إطار تعقيبه على اجتماع التحالف قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري، لموقع "سي إن إن بالعربية: "إن لدى السعودية خطتين فيما يتعلق بتناول القضية السورية، الخطة أ: التجاوب مع مخرجات الحل السياسي الذي قد تنتج عنه الاجتماعات القائمة بالتنسيق مع الحلفاء حول العالم، أما الخطة ب: ففي حال عدم الخلاص إلي حل سياسي تتفق عليه دول التحالف وأطياف المعارضة السورية، فلدى المملكة ودول التحالف الإسلامي الجاهزية التامة للتدخل البري في سوريا، ووضع حد لإرهاصات الوضع القائم من قتل للمدنيين وتفريخ للجماعات الإرهابية، التي تهدد أمن المنطقة والعالم."

وأضاف: "الملف السوري سيكون الأبرز ولكن ليس الوحيد. فهنالك ملفات أخرى قد يتم نقاشها، مثل ليبيا والعراق. وأعتقد أنه سيكون هنالك خطة استراتيجية لوضع قوات إسلامية في المدن اليمنية المحررة كقوات حفظ السلام."

السؤال المهم: ما الجديد الذي حمله أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري، بحسب البيان الختامي الصادر عنه وتصريحات العميد ركن أحمد عسيري بالمؤتمر الصحفي بالعاصمة الرياض أمس الأحد، وما أبرز الإشكاليات والتحديات الماثلة؟

 شعار الشراكة والتعاون

اعتمد التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، شعاراً بصرياً جديداً له، تزامناً مع انطلاق أول اجتماعاته، وحمل الشعار "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" شكل كرة أرضية يدور حولها مداران، أحدهما أفقي وآخر عمودي، حيث تقاطعا في المنتصف دلالة التعاون والشراكة، فيما لوّن الشعار باللون الأخضر الداكن والذهبي.

 زيادة عدد الدول المشاركة

قبل انعقاد الاجتماع بثلاثة أيام، أعلن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، عن ارتفاع عدد دول التحالف الإسلامي العسكري- الذي أعلنت المملكة عن تشكيله لمحاربة الإرهاب- من 34 إلى 40 دولة.

مشاركة قوات التحالف طوعية

كشف المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، أمس في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض، أن مشاركة الدول الأعضاء في "التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب" بقوات في هذا التحالف "طوعية"، لافتاً إلى أن الدول الأعضاء سيتبادلون المعلومات الاستخبارية، ولن يتم التدخل عسكريًا في أي دولة من دول التحالف إلا بطلب منها.

وقال عسيري إن التحالف لم يتطرق إلى حالات معينة، وإنه لن يشكل قوات مشتركة منظمة، وإنما ينسق الجهود.

 احترام سيادة الدول والتشريعات الوقائية   

تصدر الاجتماع التأكيد على احترام سيادة الدول، ويعد أساسًا مهمًا لطمأنة الدول الأعضاء، حيث أكد رؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، أهمية الدور العسكري في محاربة الإرهاب وهزيمته، وتنسيق الجهود العسكرية لدول التحالف، وتبادل المعلومات والتخطيط والتدريب، وتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب، من خلال تعزيز عملهم المشترك تبعاً لإمكانية الدول الأعضاء، وحسب رغبة كل دولة عضو في المشاركة في أي عملية أو برنامج، ضمن إطار مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وفقاً لتنظيمه وآلياته، وبما لا يخل باحترام سيادة الدول الأعضاء.

 أربعة أركان استراتيجية عمل التحالف

تبلورت استراتيجية عمل التحالف باجتماع أمس، حيث إنها تقوم على أربعة أركان رئيسية؛ الجانب الفكري والإعلامي، والمالي والعسكري، فأغلب التنظيمات الإرهابية تستخدم الإعلام بشكل مكثف؛ لذلك "من الطبيعي أن يكون لدى التحالف استراتيجية إعلامية وفكرية لمواجهة الأفكار التي تطرح من قبل المنظمات الإرهابية، ويكون لها رسائل تصحيحية ووقائية.

أما الجانب المالي، فالمقصود به "تتبع مصادر تمويل المنظمات الإرهابية، وتجفيف منابعها"، الركن الرابع الجانب العسكري، والسعودية قامت بإنشاء مركز لتنسيق عمليات التحالف مقره الرياض، وتبرعت بتوفير مبنى المركز، والميزانية التشغيلية له.

إشكاليات تواجه التحالف

ما هي آلية عمل التحالف

بشأن آلية عمل التحالف، أوضح المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، أن التحالف سيعمل "وفق المواثيق والأعراف الدولية، وسيحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شأنها الداخلي، والتحالف "لن يتدخل في أي دولة عضو ما لم تكن الأخيرة هي من طلبت المساعدة من التحالف، وستتولى الدولة العضو إدارة العمليات عل أراضيها، وأن تكون العمليات وفق الأعراف والمواثيق الدولية".

هناك إجماع على المفهوم العملياتي وعمل المركز وآلية عمله، وبمجرد أن يجتمع وزراء الدفاع، ويقر المركز (مركز تنسيق العمليات) بشكل رسمي، فإن المبادرات جاهزة وموجودة، وهناك مبادرات كثيرة في الجانب الإعلامي والمالي والعسكري والفكري.

برغم هذا التوضيح لا يزال هناك غموض يكتنف آليات العمل والتنسيق، وإرسال القوات الطوعية والعلاقة بينها، وماذا لو تضاربت الولاءات والمصالح أثناء القيام بعمليات ميدانية، وماذا عن وحدة القيادة والعمليات وطرق إدارتها؟

منع تجنيد العرب والأجانب

أشار العميد عسيري إلى وجود مشكلة تتعلق بـ "تجنيد العرب والمسلمين في الجماعات الإرهابية"، مؤكدًا أن التحالف سيقوم بمعالجة هذا الأمر من خلال القيام بـ "جهد وقائي لمنع تجنيد العرب والمسلمين في التنظيمات الإرهابية"، بالإضافة إلى جهود من أجل "محاولة استعادة الملتحقين بالجماعات الإرهابية". موضحًا أن التحالف "لن يقود قوات موحدة، ولكن سيقوم بالتنسيق بين الدول".

 أين القوائم الإرهابية؟

ما دور التحالف تجاه الميليشيات الشيعية والتغول الإيراني وحزب الله؟، ملف ما زال بحاجة إلى رصد وتفاصيل، ابتداء قال عسيري: إن الاجتماع لم يبحث حالة مسألة حزب الله أو خلافه.

ما هي القوائم الإرهابية التي سيعتمدها التحالف، وما أسس ومعايير التصنيف، وما دور منظمة التعاون الإسلامي؟، ابتداء وبشأن سبب عدم اعتماد التحالف على قوائم إرهابية أصدرتها دول أعضاء في التحالف مثل السعودية، قال عسيري: "حتى يكون العمل ناجحًا يجب أن يكون منظمًا، لا يمكن أن يكون عملنا عشوائيًا، وكل دولة تبادر بإصدار قوائمها، هدف التحالف هو تنسيق وتوحيد الجهود.