ملفات » التحالف الإسلامي العسكري

"إعلان الرياض" يرسم ملامح وخطط التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

في 2016/03/29

ياسين السليمان - الخليج أونلاين-

بدأت خطط التحالف الإسلامي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية ترسم ملامح جديدة لمحاربة "الإرهاب"، ضمن محاور تسعى لمحاربة أصل "الفكرة" التي تغذي ظاهرة الإرهاب، الذي تصاعد حديثاً، وراح ضحيته آلاف المدنيين في مختلف أنحاء العالم، تجسدت بـ"إعلان الرياض" عقب اجتماع رؤساء أركان الدول المشاركة في التحالف.

وشدد "إعلان الرياض" لدول التحالف الإسلامي، على أهمية العمل الجماعي والاستراتيجي لمحاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً وإعلامياً ومالياً، كذلك ضرورة الخروج بمفهوم واضح يساهم في القضاء على آفة الإرهاب في المنطقة ودول العالم ويحقق الأمن للبلدان الإسلامية.

وفي الرياض، استقبل وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الأحد 27 فبراير/ شباط، لعقد الاجتماع الأول، وجرى خلال اللقاءات التأكيد على أهمية التنسيق الاستراتيجي المشترك بين الدول الإسلامية لمواجهة الإرهاب والتصدي له، في حين أكد الناطق باسم قوات التحالف الإسلامي، مستشار وزير الدفاع العميد أحمد عسيري أن مبدأ الدول الإسلامية أعضاء التحالف قائم على المشاركة وتنسيق الجهود وتوحيدها، بحيث تكون جهوداً جماعية لا فردية، وأن العمل المشترك يسير متوافقاً ومتناسقاً مع المنظمات الدولية.

وركزت اجتماعات ومناقشات القادة العسكريون على أربعة محاور مهمة لمكافحة "الإرهاب"، وهي: الجانب الإعلامي وهو الأبرز، إضافة إلى الجانب الفكري والجانب المالي، وتتبع مصادر التمويل، أما الجانب الرابع فهو الخاص بالعمل العسكري، الذي سيكون مركز عملياته في الرياض، حيث تبرعت المملكة بتوفير مبنى المركز وموازنته التشغيلية.

رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان، أكد في البيان الختامي الذي حمل اسم "إعلان الرياض"، توافق المجتمعين في الرؤى والمواقف لمحاربة ظاهرة الإرهاب عبر جهود منظمة وموحدة ودائمة تكفل التمثيل في طرح الاتفاقات ذات الصلة وتتبنى معالجة شاملة متعددة الجوانب لهذه الآفة، بالإضافة إلى أهمية العمل الجماعي والمنظور الاستراتيجي الشامل من أجل التصدي الفعال للإرهاب والتطرف.

ومن الجوانب التي انبثق عنها الاجتماع، وفقاً للبنيان، هو أهمية تفعيل الجانب الفكري في محاربة "الإرهاب" من خلال تنسيق الجهود لدراسة الفكر الإرهابي واجتثاثه وترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار ونبذ الكراهية والتحريض على العنف، مع استمرار تأكيد الدور العسكري لمحاربته وهزيمته بعد تجفيف منابعه.

ودراسة الفكر "الإرهابي" تأتي بتنسيق الجهود العسكرية لدول التحالف وتبادل المعلومات والتخطيط والتدريب، وتكثيف الجهود من خلال عمل مشترك تبعاً لإمكانات كل دولة من الأعضاء ووفق رغبة كل دولة بالمشاركة في أية عملية أو برنامج، ضمن مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ووفق آليته، وبما لا يخل بسيادة الدول، وفقاً لـ"إعلان الرياض".

ولم يغفل رؤساء هيئات الأركان الدور الإعلامي في تنسيق الجهود، حيث شدد "إعلان الرياض" على أهمية دور الإعلام في محاربة الإرهاب والتصدي لدواعي الفتنة والفرقة والتطرف والعنف وإرساء قيم الإسلام السمحة واتخاذ تدابير تطوير السياسات والمعايير والتشريعات الوقائية والرقابية لمكافحة دعم وتمويل "الإرهاب" والوقوف بحزم ضد جرائم تمويله، والامتناع عن الترويج له من خلال توظيف الإعلام.

ورغم تذرع بعض الدول في نسب "الإرهاب" ومفاهيمه إلى الإسلام، إلا أن "إعلان الرياض" جدد التأكيد على أن التطرف ظاهرة عالمية و"الإرهاب" لا دين له ولا وطن، ويمثل تهديداً مستمراً للسلم والأمن والاستقرار، من خلال تضافر الجهود والتعاون المشترك للإسهام في تحقيق الأهداف التي من أجلها أعلن التحالف.

وأكد مستشار الأمير محمد بن سلمان، العميد أحمد عسيري، أن العمل العسكري لقوات التحالف سيقوم على مواجهة التنظيمات الإرهابية في الدول الأعضاء، التي تعلن حاجتها إلى تدخل قوات التحالف، مشيراً إلى أن التدخل لن يكون إلزامياً، خاصة أن آلية عمل قوات التحالف مبنية على أساس احترام سيادة الدول، ووفق المواثيق والأعراف والمنظمات الدولية، وفي إطار الشرعية الدولية.

و"اجتماع الرياض"، لم يكن المحطة الأولى أو الأخيرة ضمن عملية تفعيل قوات التحالف، إنما تمهيداً لاجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء، المقرر انعقاده قريباً، بحسب عسيري، الذي لفت إلى أن المعلومات الاستخباراتية ستجري من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف في الرياض، ويعد من أهم المكاسب العائدة على الأعضاء الـ39 دولة.

وفي خطا تبدو يوماً بعد يوم أكثر جدية، تسعى دول التحالف الإسلامي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية إلى محاربة ظاهرة "الإرهاب" على عدة مستويات، وهي مستويات طالما غابت في التحالفات السابقة رغم مشاركة دول أوروبية وغربية فيها، الأمر الذي دعا الرياض إلى التفكير في إنشاء تحالف واضح المعالم والأهداف لمحاربة "الإرهاب" التي لم يستثن من أهدافه أي جهة أو منظمة أو دولة في العالم.