دول » الكويت

باب الحكومة مخلّع

في 2016/03/31

د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-

إن كان يوجد أحد في البلد ظريف ويُريد ان يستظرف دمه ويُرفه على الناس ويخفف عنهم ضغوطات الحياة، فهي من دون شك الحكومة لخفة ظلها ودروشتها.

عنوان يوم الثلاثاء، اليوم التالي لاجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد الاثنين الماضي، يقول ان على الجميع دعم الاصلاح الاقتصادي. تنتابك ابتسامة حينما تقرأ الخبر، تصلح لتكون على فلاير دعائي لعيادة أسنان، ابتسامة تُعبر عن مدى استصغارك لعقل حكومة كهذه، ابتسامة تحكي لك عن المهزلة الاقتصادية التي وصلنا اليها بسبب سوء الادارة، ابتسامة يائسة تعبر لك عن مشاريع نيابية شعبوية بحجم رحلات علاج في الخارج ومطارات الماي.

ارجوكِ يا حكومة، اما أن تفعلي وإما تصمتي! بيان الحكومة إن كان يصلح لأحد او من الممكن ان يكون مفيداً لأحد فهو من دون تردد للحكومة نفسها. المفروض ان تعلّم روحها وتأخذ العبرة والدروس من نظيراتها هذه ولا توجه حديثها للشعب، فالشعب على دين ملوكهم!

عن أي اصلاح اقتصادي تتحدث؟ الحكومة فيها عيبان، وفي كل عيب يصح تطبيق بيان الاصلاح عليه: عيب الفساد وعيب السوء (الجهل) الاداري.

لنترك الماضي جانباً ولننظر ما الذي فعلته الحكومة في الايام الأخيرة لمعالجة الاختلالات الاقتصادية بسبب انهيار اسعار النفط. يمكن ايجاز تصرفاتها في ثلاثة مواضيع رئيسية: العلاج في الخارج، التعليم، البديل الاستراتيجي.

اول رد فعل سلبي مباشر لانهيار الاسعار توجه للبعثات العلمية وخصوصاً الماجستير والدكتوراة. ثم توسعت لتطول كورسات الصيفي للتطبيقي، وهي قضية مبدئية واستثمار طويل الامد في العقل البشري والانسان الكويتي. تصرفها هنا وكأنها حالفة لا تريد أن تُفلس ميزانية الدولة فحسب، بل حالفة بالطلاق لتحول المجتمع إلى قريش!

اما ملف العلاج في الخارج ففضيحتها تكفي لتنهار الدولة باكملها. المشكلة أن الحكومة اصدرت قراراتها بتخفيض الميزانية لمعالجة للخلل، لكن لأنها متعودة عالتراجع، اعادت الكرّة ورمت بالكرة من جديد في ملعب تصرفات النواب «الشعبوية» لتشتري رضاهم ورضى قواعدهم الانتخابية. والبديل الاستراتيجي ليس بأحسن حال، فوزير المالية بعد كل هذا التعب والنقاشات واللقاءات واللجان والمتخصصين، اصبح وحيداً هو وأوراقه ينظر يميناً وشمالاً علّه يجد احداً يسانده في هذا الملف وغيره من الملفات الاصلاحية، لكنه لا فقط وجد ترابا وآثار خطوات الحكومة التي كانت بالامس معه واليوم عليه، بل وتهديدات النواب بالمنصة وعزله سياسياً إن «مصّخها».

عن اي اصلاحات تتحدث الحكومة وهي اول طرف بحاجة «للتسليك»! واي اصلاحات والحكومة والنواب والشعب تعاونوا على بتر اطراف الدولة وتقاسموها ولسان حالهم يقول «هل من مزيد».