اقتصاد » علاقات واستثمارات

مستثمر سعودي: الاتفاق على تأسيس 10 شركات عملاقة ومتخصصة في مصر

في 2016/04/08

الخليج الجديد-

كشف نائبُ رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، المستثمر السعودي «عبد الله بن محفوظ»، عن جانب من الاتفاقات الاقتصادية المزمع توقيعها خلال زيارة العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى مصر، والتي بدأت أمس الخميس.

وفي حديث مع فضائية «سي إن بي سي عربية»، أمس، أوضح في هذا الصدد أنه تم الاتفاق عن تأسيس 10 شركات عملاقة ومتخصصة في مصر، دون أن يكشف عن الحجم الإجمالي لرأس مال هذه الشركات.

 ولفت إلى أن أكبر هذه الشركات هي «شركة جسور»، التي ستعمل في مشاريع قناة السويس، إضافة إلى تأسيس شركة قابضة للاستيراد والتصدير بين البلدين لتعزيز الصادرات المصرية لتصل إلى ملياري دولار في 2016-2017.

ولا يتوفر رقم معلن عن قيمة الصادرات المصرية إلى السعودية عن مجمل العام 2015، لكن السفير  السعودي في القاهرة، «أحمد قطان»،  قال في بيان له في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن حجم هذه الصادرات خلال التسعة شهور الأولى من هذا العام بلغت 1.4 مليارات دولار، بينما بلغت قيمة الصادرات السعودية لمصر خلال الفترة ذاتها بلغت 2.2 مليارات دولار.

«بن محفوظ» قال، أيضا، إنه سيتم التباحث حول التوصل إلى حلول مرضية للمشكلات القائمة بين الشركات السعودية والحكومة المصرية خلال زيارة الملك «سلمان» إلى مصر، والتي تتواصل إلى 5 أيام،  وخص بالذكر شركتي «عمر أفندي»، و«طنطا للقطان»، واللذين اشتراهما مستثمران سعوديان، وأبطل القضاء المصري عقدي بيعهما.

ولفت إلى أن حجم الاستثمارات بين البلدين وصل إلى 30 مليار دولار.

وعود سعودية

وكان العاهل السعودي وصل إلى مصر في وقت سابق من يوم أمس الخميس، وترافقت الزيارة مع وعود من جانب الرياض بتوقيع اتفاقيات هامة للاقتصاد المصري.

وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها الملك «سلمان» إلى القاهرة منذ توليه الحكم خلفا لأخيه الملك «عبد الله» في يناير/كانون الثاني 2015، لكنه قام بزيارة وجيزة لمنتجع شرم الشيخ المصري في مارس/آذار العام الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري.

وقال الملك «سلمان» في تغريدة نشرت على حسابه الرسمي على «تويتر»، مساء الخميس، إن «لمصر في نفسي مكانة خاصة ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي. حفظ الله مصر وحفظ شعبها».

وصباح اليوم ذاته، قال «السيسي» في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»: «أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين على أرض وطنه الثاني مصر».

تودد وحفاوة استقبال  

وفي مسعى لإرضاء السعودية على ما يبدو، بالتزامن مع زيارة ملكها، قالت مصر، الخميس، إنها «منزعجة» من تقارير تشير إلى ضبط شحنات أسلحة إيرانية أثناء تهريبها إلى اليمن على مدى الأسابيع الماضية.

ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية  الرسمية عن «أحمد أبو زيد»، المتحدث باسم وزارة الخارجية  المصرية، قوله إن الأمر «يثير علامات استفهام حول التناقض بين المواقف الرسمية الإيرانية وممارساتها الفعلية التي لا تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، بل تعكس استمرار سياسة التدخل غير البناء في الشأن العربي».

وأظهرت مصر حفاوة بالغة بزيارة العاهل السعودي فمنذ أيام يبث التلفزيون الرسمي تقارير عن متانة العلاقات بين البلدين، وأهمية الزيارة التي وصفت بـ«التاريخية».

وتزين الأعلام المصرية والسعودية شوارع القاهرة.

وتم استهلال الزيارة، أمس، بجلسة مباحثات بين «السيسي» والملك «سلمان».

وحول ذلك، قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الجانبين أكدا خلال المباحثات على «حرصهما على أن تُشكل هذه الزيارة نقلة نوعية في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات».

ومن المقرر أن يعقد «السيسي» والملك «سلمان» جلسة مباحثات موسعة، اليوم الجمعة، بحضور وفدي البلدين، ويعقبها مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين.

وكان السفير «علاء يوسف»، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، قال، في بيان أمس الأول الأربعاء، إنه إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك «ستستأثر موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين بجانب كبير من المباحثات».

وأغدقت السعودية ودول الخليج المساعدات على مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، لكن مراقبون يقولون إنها شعرت بالإحباط على نحو متزايد بسبب عجز حكومة «السيسي» عن معالجة الفساد، وضعف الاقتصاد، وتقلص الدور المصري على الصعيد الإقليمي، ومواقف سياسية للقاهرة تتعارض مع السياسات السعودية.

ويوم الثلاثاء قال مصدران حكوميان بمصر لوكالة «رويترز» إن زيارة العاهل السعودي ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بحوالي 20 مليار دولار وبفائدة اثنين بالمئة، بجانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر) بقيمة 1.5 مليار دولار.

وذكرت مصادر دبلوماسية سعودية إنه من المقرر أن يكشف المسؤولون خلال الزيارة عن استثمارات سعودية قيمتها أربعة مليارات دولار.

وقالت بعض المصادر في الرياض إنه سيتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل أوثق في عدد من المسائل من القوات المسلحة إلى الاقتصاد.

وكان الملك «سلمان» أمر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريـال (حوالي 8 مليارات دولار).