مجتمع » ظواهر اجتماعية

تكافؤ النسب وهمسات سكت عنها المجتمع

في 2016/04/11

عبد اللطيف الملحم- اليوم السعودية-

بتاريخ 25 مايو 2013م نشر موقع العربية الواسع الانتشار مقالا مطولا يحتوي أمورا كثيرة تخص المجتمع السعودي والقبيلة والأسرة. وكتب هذا المقال مواطن عرف عنه الثقافة العالية وإلمامه بكل الأمور الاجتماعية والسياسية. كاتب المقال هو الشيخ مشاري بن سليمان بالغنيم والذي هو احد أبناء أكثر الوجوه الاجتماعية واكثرها وجاهة على مستوى المملكة والخليج. وبعدها بفترة كان المقال بالأهمية بحيث إنه انتشر على شكل كتيب صغير لأنه لامس أمرا معروفا في مجتمعنا، ولكن مجتمعنا لا يتحدث عنه رغم أهميته خاصة في ظروف التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في بلد مساحته مثل مساحة قارة، وسكان كان عددهم 7 ملايين قبل عدة عقود وتضاعف ثلاث مرات في فترة تعتبر في عمر الأمم وكأنها سويعات. ورغم صغر الكتيب إلا أنه غطى جميع جوانب التغيرات التي حدثت في المجتمع والدولة والقبيلة والأسرة. وبسبب هذه التغيرات التي بدأت تتبدل فيها الرؤية حيال القبيلة والعائلة بدأ يطفو على السطح حاجة ماسة للحديث عن مصطلح تكافؤ النسب أو ما يسمى باختلاف النسب. ولعلم القارئ فهذه الكلمة لا تعنى بمجتمعنا فقط، بل إن دولة مثل اليابان وغيرها هناك نظرة حيال من أنت وما هي أصولك. وبالطبع لا ننسى الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يزال الكثير يرى فيها مثل تلك الأمور ولكن القوانين الصارمة تحد منها. ولكن مجتمعنا مختلف لأنه يتعامل مع تلك الأمور ولكن التعامل واسلوبه لم يختلف منذ القدم دون تجديد لكيفية التعامل. أي إنه لا توجد رؤية واضحة حول كيفية التعامل مع اي قضية لها علاقة بما يسمى تكافؤ النسب. وفي الماضي كان كل خلاف يطفو على السطح حول تكافؤ النسب يتم التعامل معه أو الحديث عنه وسط محيط قد لا يتعدى حارة صغيرة تتكون من عدة بيوت. ولكن في الوقت الحالي نرى تلك الحالات على صفحات وسائل الإعلام في الغرب. وفي الوقت الحالي بدأنا بين فترة وأخرى نرى زواجات يصل الخلاف فيها إلى أمور كبيرة المجتمع في غنى عنها. وسمعنا عن حالات يتم فيها التفريق بين زوجين بسبب عدم تكافؤ النسب في وقت الزواج تم بعد موافقة أطراف هي المسؤولة عن الوصاية كالزوجين أو أولياء أمورهم. واصبحنا في الوقت نفسه نرى تفكك أسر بسبب هذه الأمور التي لا نريد الحديث عنها. وتكمن المشكلة هنا في عدم إيضاح الكثير من النقاط من قبل وزارات أو إدارات معنية بهذا الشأن. وفي الوقت الحالي يجب أن يتم تحديد المعالم الحقيقية لأي مصطلح اجتماعي له أثر على المجتمع دون الحاجة لترك أمر بهذه الحساسية لاجتهادات شخصية خاصة إذا كان النقاش حيال مسألة تكافؤ النسب تم بعد الزواج. في وقتنا الحالي هناك تغيرات في مجتمعنا ورغم ذلك يجب أن يعرف الكل أن الفرد له حق الفخر بأسرته أو قبيلته، ولكن لا يوجد لديه الحق في التباهي والتقليل من الآخر.