دول » السعودية

لسنا همجاً أيها المتطرف

في 2016/04/14

أحمد الديحاني- الشرق السعودية-

لدينا من الأخطاء ما يملأ الصفحات، ولدينا أيضاً من الشرف والمروءات ما يملأ الكتب ويُشبع نهم الحكايات، إنها جزيرة العرب يا صديقي، إنها السعودية يا أبناء النيل.

تتدثر العنصرية الكريهة بلباس الخوف والإشفاق على العِرق أو اللون أو المذهب، لكن رائحتها المُنتّنة تخرج من بين فكين متقيحين تثيره الأدوية قبل الأدواء، فتلمس مواقعها الموبوءة أوجاعاً في طريق أمتها للتعافي والشفاء.

إنهم العرب يا مجدي خليل، حتى لو بدوا بدواً رُحّلاً، وحتى لو ظهر من بينهم من يسيء إلى سمعتهم، سيظلّون أمة شرف حتى وهم في لجات الجوع والجهل قبل قرون – ومع كل التحفظات على المثالب والأخطاء – فقد كان لديهم ولا يزال من المبادئ ما يسود طباعهم فزادهم العلم والخير خيراً حتى لو بدا لك أنها أوجعتك.

تحدث مجدي خليل من وراء البحار مع قناة فضائية ليسرد دون رادع من مذيع مهني ولا صحفي متقصٍ للأخبار ما راءه هذا القابع في الولايات المتحدة من أمر الجسر الرابط بين مصر والسعودية، ليكيل اتهامات لا دليل عليها ومعلومات مغلوطة مرتبكة ومتفكِّكة وشتائم لشعب لم يعرف عنه هذا الذي يسمي نفسه باحثاً إلا ما قد يشبهه فيما وصف دون رادعٍ مهني أو أخلاقي.

أن تصف شعباً كاملا بالهمجية، فهو أمر يدعو إلى الرثاء في ضعف الوازع المهني والموضوعي في توصيف الأشياء، وأن تسميهم بالتطرف مرة وبعكسها من الأفعال المخالفة لصحيح الدين، فهو ارتباك فهم وضعف في التحليل، ومن مثل هذا تؤتى الأمم في أمنها ووحدتها يا مجدي خليل، فهل تدرك ما تصنع وما يصنعه أشباهك من الموتورين.

إن كان العرب الأوائل قد صنعوا جسراً معنوياً يربط مصر بجزيرة العرب ثم زادته مصر الحضارة ودّاً بخيرات أرضها وعقول أبنائها في فترات تاريخية مضت، ثم زاد ألقاً بالتقارب الأخير، إلا أن حمير التفريق بين إخوة الطريق، ما زالت تبحث عمن يركبها ليحقّق بها غاياته ويضمن حاجاتها، ويبقى الرهان على الوعي والسعي لوحدة الصف من كل الطوائف والألوان هو الكفيل بوقف العدوان.